إحتضار الأمّة و موت الوطن
بقلم: حسين أحمد سليم (آل الحاجّ يونس)، رئيس تحرير القسم الثّقافي
إحتضار الأمّة و موت الوطن
خواطر وجدانيّة قصيرة من وحي واقع البلاء و الوباء و الإبتلاء…
بقلم: حسين أحمد سليم (آل الحاجّ يونس)، رئيس تحرير القسم الثّقافي
زُعَمَاءُ الرَّدَّةِ التَّارِيِخِيَّةِ, وَالعَصْرِيَّةِ المُتَجَدِّدَةِ, هُمْ, هُمْ, خَوَنَةُ العُصُوْرِ. الغَادِرُوْنَ بِالوُعُوْدِ, النَّاكِثُوْنَ بِالعُهُوْدِ, الغَادِرُوْنَ بِالأُمَنَاءِ, مُنْذُ البَدْءِ بَاعُوْا أَنْفُسَهُمْ لِلْشَّيْطَانِ, وَبِالأَمْسِ بَاعُوْا فِلَسْطِيْنَ, وَمَا زَالُوْا بِعُهْرِهِمْ, فِيْ أَسْوَاقِ عَرْبَدَتِهِمْ كَالعَبِيْدِ يُبَاعُوْنَ وَيُشْتَرَوْنْ.
أَيُّهَا الطَّوَاغِيْتُ, أَيُّهَا المُتَفَرْعِنُوْنَ, أَيُّهَا المُسْتَكْبِرُوْنَ, أَيُّهَا الظَّالِمُوْنَ, أَيُّهَا المُعْتَدُوْنَ, أَيُّهَا المُجْرِمُوْنَ, الإِنْسَانِيَّةُ تُنَادِيْكُمْ فَهَلْ أَنْتُمْ لِلْنِّدَاءِ سَامِعُوْنَ وَاعُوْنَ وَعَارِفُوْنْ؟!.
أَفْوَاهُنَا يَكُمُّوْنْ, وَبَوْحُنَا يَمْنَعُوْنْ, وَرَأْيُنَا يَرْفُضُوْنْ, وَفِعْلُنَا يَهْدِمُوْنْ, وَمَوْقِفُنَا يُحْبِطُوْنْ, وَعِلْمُنَا يَبْخَسُوْنْ, وَحَقُّنَا يُنْكِرُوْنْ, وَنِتَاجُنَا يَحْرِقُوْنْ, وَعَلَيْنَا يَتَأَمَّرُوْنْ. بُهْتَانًا وَزُوْرًا يَظْلِمُوْنْ؟!.
وُعُوْدُهِمْ يُنْكِرُوْنْ, عُهُودَهُمْ يُنْكِثُوْنْ, بِقسَمِهِمْ كَافِرُوْنْ, فِيْ قَوْلِهِمْ كَاذِبُوْنْ, فِيْ خِطَابِهِمْ مُنَافِقُوْنْ, فِيْ صُحْبَتِهِمْ غَادِرُوْنْ, وَأِنْ طَالَبْتُهُمْ يَغْضَبُوْنْ؟!.
الرِّفْعَةَ يَدَّعُوْنْ, وَالشَّرَفَ يَتَغَنُّوْنْ, وَمَنْ يُعَارِضَهُمْ يَقْتُلُوْنْ, وِمِنْ يُجَادِلَهُمْ يَغْتَالُوْنْ؟!.
مُؤْمِنُوْنَ يُعْتَبَرُوْنْ, أُمَنَاءَ مُؤْتَمَنُوْنْ, وَهُمْ أَبَالِسَةٌ مِنَ الشَّيَاطِيْنْ؟!.
فَلَسْنَا مُغَفَّلِيْنْ, وَنَعْلَمُ مَا يُسِرُّوْنْ, وَنُدْرِكْ مَا يُخْفُوْنْ. وَنَرَىْ مَا يُعْلِنُوْنْ.
يَسْلُبُوْنَ حُقُوْقَ الآخَرِيْنْ, وَيَدَّعُوْنَ تَحْقِيْقَ النَّصْرِ المُبِيْنْ؟!. فَكَيْفَ هَذَا يَكُوْنْ؟!. أَيُّهَا المُؤْتَمَنُوْنْ؟!. وَيَا أَيُّهَا المُؤْمِنُوْنْ؟!.
كَفَىْ غَبَاءً وَحَرَنًا وَعِنَادًا وَحَمْرَنَةً. وَكَفَىْ نَهِيْقًا وَتِنْهَاقًا وَتَنَاهُقًا, وَإِسْتِنْهَاقًا, فَيَا حُمُرَ وَحَمِيْرَ العَالَمْ. أُتْرُكُوْا الحُرِّيَّةَ لِجِحَاشِكُمْ, تَعِيْ وَتُدْرِكْ مَعْنَىْ الحَيَاةْ.
كُلُّ الطَّوَاغِيْتِ وَالمُسْتَكْبِرِيْنَ وَالمُتَفَرْعِنِيْنَ وَالمُفْسِدِيْنَ وَالمُعْتَدِيْنَ فِيْ الأَرْضِ, قَايِيْنْ. وَكُلُّ المُسْتَضْعَفِيْنَ وَالمَسْحُوْقِيْنَ وَالمَقْهُوْرِيْنَ وَالجَائِعِيْنَ وَالمُشَرَّدِيْنَ فِيْ الأَرْضِ, هَابِيْلْ.
أَيُبَارِكُ الله فِيْ سُلاَلَةِ قَتَلَةِ الأَنْبِيَاءْ؟!. سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىْ عَمَّا يُشْرِكُوْنَ وَيَأْفِكُوْنْ.
قَايِيْنُ قَايِيْنْ, أَيْنَ هَابِيْلْ؟!.
فِيْ كُلِّ عَصْرٍ وَفِيْ كُلِّ زَمَنٍ وَفِيْ كُلِّ يَوْمٍ وَفِيْ كُلِّ مَكَانٍ فِيْ هَذِهِ المَرْزُوْلَةُ. يَتَفَرْعَنُ قَايِيْنْ وَيَطْغَىْ, ظُلْمًا وَزُوْرًا وَبُهْتَانًا, وَيَقْتُلُ أَخَاهُ هَابِيْلْ؟!.
لَوْلاَ أَنَّ القُرْآَنَ عَرَبِيّْ. وَلَوْلاَ أَنَّ مِنَ العَرَبِ آخَرَ نَبِيّْ. وَلَوْلاَ أَنَّ لِسَانِيْ عَرَبِيّْ. وَلَوْلاَ أَنَّ قَامُوْسِيْ عَرَبِيّْ, لَطَلَّقْتُ العُرُوْبَةَ بِالثَّلاَثِ. وَأَنْكَرُتُ أَنِّيْ عَرَبِيّْ.
مَا آَمَنُوْا طَوْعًا, بَلْ أَسْلَمُوْا كُرْهًا عَلَىْ كُرْهٍ, وَلَمْ وَلَنْ وَلاَ يَدْخُلُ الإِيْمَانُ قُلُوْبَهُمْ, تِلْكَ الأَقْسَىْ مِنَ الصَّخْرِ. وَالأَجَفَّ مِنَ الكَدَرِ.
مِنَ مُحِيْطِ المُحِيْطِ إِلَىْ الخَلِيْجِ الحُرِّ, سُجُوْنٌ مُتَلاَصِقَةٌ البُنْيَانْ, وَسَجَّانٌ يُمْسِكُ بِكَتِفِ سَجَّانْ. وَأَعْجَازُ نَخْلٍ بِالسُّوْسِ مَنْخُوْرَةُ السِّيْقَانْ. وَسُيُوْفٌ مَسْلُوْلَةٌ, تَقْطَعُ الرُّؤُوْسَ الحُرَّةَ بِلاَ حُسْبَانْ.
حَمَلَتْهُمْ أُمَّهَاتُهُمْ سُفَاحًا, وَوَحُمَتْ بِهِمْ عُمْلَةً سُدَاسِيَّةَ الرَّمْزِ, فَأَتُوْا طِبْقَهَا. هُجُنُ العَصْرِ.
يَجْلِسُوْنَ حَيْثُ لاَ يَحِقُّ لَهُمُ الجُلُوْسْ. غَاصِبُوْنْ مُعْتَدُوْنْ, حَطِّمُوْا مَجَالِسَهُمْ عَلَىْ رُؤُوْسِهِمْ, وَلاَ تَخَافُوْنْ, هُمْ وَمَجَالِسَهُمْ, أَوْهَىْ مِنْ بُيُوْتِ العَنْكَبُوْتْ.
هُمْ الأَشَدُّ كُفْرًا وَهُمْ الأَكْثَرُ نِفَاقًا.
أَنَا فِيْ شَكٍّ مِنْ حُدُوْدِ المَأءِ إِلَىْ حُدُوْدِ المَاءْ.
لَيْتَ سَاسَتُنَا يُطَرَّحُوْنَ عِنْدَمَا يُصَرِّحُوْنْ.
تَصَارِيْحُ سَاسَتِنَا جُنُوْنٌ وَفُنُوْنْ, وَسِيَاسَةُ سَاسَتِنَا فُنُوْنٌ وَجُنُوْنٌ وَظُنُوْنْ.
سَاسَتُنَا فِيْ تَصَارِيْحِهِمْ أَشَاوِسْ, وَفِيْ سِيَاسَتِهِمْ عَنَاكِبٌ وَخَنَافِسْ.
أَعَرَبٌ أَنْتُمْ؟!. أَمْ عُرْبَانْ؟! أَجَرَبٌ أَنْتُمْ؟!. تَأَنَفَكُمْ الدِّيْدَانُ وَالغِرْبَانْ؟!.
لُقَطَاءُ التَّارِيْخِ, تَوَّجَتْهُمْ الأَقْدَارُ, وَنَصَّبَتْهُمْ عَلَىْ الأَرَائِكِ, زُعَمَاءَ وَحُكَّامْ.
تَصَارِيْحُ السَّاسَةِ حُزَمٌ مِنْ نَصَائِحْ. وَفِعْلُ السِّيَاسَةِ سَيْلٌ مِنَ القَبَائِحْ.
يُحَدِّثُنَا الرُّوَاةُ عَنِ أُسْطُوْرَةِ العُرُوْبَةْ. كَمَا الغُوْلُ وَالعَنْقَاءُ, فِعْلُ أُكْذُوْبَةْ.
فِلَسْطِيْنُ القَضِيَّةْ, مَا زَلَتْ سَبِيَّةْ, صَبَاحَ مَسَاءْ, تَلْعَنُ الأُمَّةَ العَرَبِيَّةْ.
إِسْمَعُوْا نَصِيْحَةَ الطِّبِّ وَلاَ عَجَبْ. المَرَضُ الخَبِيْثُ دَاءُ الجَرَبْ. مِنَ المُحِيْطِ إِلَىْ الخَلِيْجِ لَوْثَةَ العَرَبْ.
اليَوْمَ لاَ عَتَبْ عَلَىْ الأُمَّةِ العَرَبِيَّةْ. بِالأَمْسِ بَاعَتْ لِلْشَّيْطَانِ فِلَسْطِيْنَ القَضِيَّةْ.
سَاسُتُنَا تِيْ خَشْخَشْ تِيْ خَشْخَشْ. وَسِيَاسَتُنَا تِيْ رَشْرَشْ تِيْ رَشْرَشْ.
مَرْحَبْتَيْنْ وْمَرْحَبْتَيْنْ. وَيْنُنْ هَالسَّاسِةْ وَيْنْ؟! سْيَاسِتْنَا رَقَّاصَةْ, عَمْ تِخْلَعْ عَ الجَنْبَيْنْ!.
هَذَا الوَطَنْ, أَنْهَكَتْهُ المِحَنْ. فَلَتَانْ الأَحْذَابِ, قَوَّضَ الوَطَنْ.
كَمَا الرَّاعِيْ, كَمَا الرَّعِيَّةْ. وَكَمَا الرَّعِيَّةْ, كَمَا الرَّاعِيْ.
لَمْ يَعُدْ فِيْ بِلاَدِنَا مَدَارِسْ؟! إِجْتَاحَتْهَا زُمَرُ الأَحْزَابْ. طُلاَّبُنَا تَقُضَّهُمْ الهَوَاجِسْ. قَدْ سَيْطَرَتْ عَلَيْهِمْ شَرَائِعُ الغَابْ.
الإِنْتِمَاءُ لِلْوَطَنِ أَضْحَىْ خِيَانَةْ؟! وَالإِلْتِحَاقُ بِالأَحْزَابِ وَطَنِيَّةْ؟! هَوِيَّةُ الوَطَنِ لَمْ تَعُدْ ضَمَانَةْ! ضَمَانَةُ المُوَاطِنِ الهَوِيَّةُ الحِزْبِيَّةْ؟!.
عُرُوْبَتُنَا زَادَتْ فِيْ مَرَضِنَا. وَلَعْنَتُنَا مِنْ تَارِيْخِ عُرُوْبَتِنَا.
وُعُوْدُ سَاسَتُنَا تُكَالُ بِالأَرْطَالْ. وَقِطَافُ خَيْبَاتِنَا تُوْزَنُ بِالقَنَاطِيْرْ.