تعريف الإنسانيّة

د. سندس القيسي

تعريف الإنسانية

د. سندس القيسي

١- ما تعريف الإنسانية؟ الإنسانية لغوياً مصدر صناعي من إنسان وهي ضد الحيوانية أو البهيمية، وتعني الصفات التي تُميّز الجنس البشري عن غيره من الأنواع، وتُعرف الإنسانية بأنّها حالة تصف الجنس البشري عن سواه من المخلوقات، كما تُعرّف وفقاً للفيلسوف إيمانويل كانط بأنّها هدفُ الأخلاق وأساسُ فكرة الواجب، أمّا بالنسبة لعالم الاجتماع والفيلسوف أوجست كونت فإنّ الإنسانية تُشكّل كائناً جماعياً يتطوّر مع الزمن، ويرتبط مفهوم الإنسانية بقيم معينة، مثل: الإحسان، والإيثار، والاحترام، والتعاطف، والأخوة، وقبول الآخر، والتفاهم، وغيرها، والتي تُعتبر مجموعة من الالتزامات الأخلاقية التي تُرشد الإنسان إلى كيفية التفاعل مع بني جنسه. تُساعد الإنسانية وقيمها البشر على أن يعيشوا بانسجام، كما أنّها تُعزّز القيم الأخلاقية لدى الفرد، مثل: العدالة والنزاهة، وهي ضد العنف والجرائم في حق الإنسان، كما ظهرت مؤخّراً العديد من المفاهيم المعاصرة التي أصبحت مرتبطةً ارتباطاً وثيقاً بصطلح الإنسانية، مثل: حقوق الإنسان، والتنمية، والأمن البشري، وأُشير إلى الإنسانية في العديد من القوانين في المعاهدات الدولية، حيث إنّها تُعدّ مصدراً مهمّاً للقانون الدولي.

٢- عصر النهضة الإنسانية برز في مطلع القرن الرابع عشر الميلادي في إيطاليا بعض المؤلفين مثل بتراركا، والذين شاركوا في البحث عن المخططات القديمة التي تبحث في ماهية الإنسان، وفي بداية القرن الخامس عشر الميلادي، انتشرت النزعة الإنسانية في جميع أنحاء أوروبا، حيث شملت حركة في الفكر، والأدب، والفن، وبرزت أهمية تعلّم الأدب الكلاسيكي، وبعض الطرق في تحقيق احتياجات الفرد التي تُلبّي مصلحته الخاصة ومصلحة المجتمع، واستمرّت هذه النزعة ما بين عامي 1400-1600م، ممّا استدعى تسمية هذه الفترة بعصر النهضة، أو ما يُطبق عليه باللغة الإيطالية عصر إعادة الولادة. ظهر في مطلع القرن التاسع عشر مصطلح الإنسانية، وكان ذلك لوصف أفكار عصر النهضة، وأخذت فكرة دراسة الإنسانية أهميةً كبرى، وتضمّنت دارسة الأعراف في الآداب والشعر، والبلاغة، والتاريخ، وقواعد اللغة اللاتينية، والفلسفة الأخلاقية، كما لم يكن هناك حاجز أمام أيّ فرد في تعلّم هذه القيم، واستطاع بعض الطلاب دراسة الإنسانية وما تحملها من قيم إلى جانب استكمال تعليمهم في أفرع دراسات أخرى، مثل: الطب والقانون.

٣- العلوم الإنسانية يعود أصل مفهوم العلوم الإنسانية إلى اليونان، حيث ظهرت في منتصف القرن الخامس قبل الميلاد في عصر الدولة السفسطائية، وكانت سبيلاً إلى إعداد الشعب من خلال ترسيخ مفهوم المواطنة لديهم، أمّا حالياً فإنّ العلوم الإنسانية تُفسّر بأنّها إحدى أفرع العلوم المعرفية، وتشمل دراسة اللغات، والآداب، والفنون، والتاريخ، والفلسفة، كما أنّها تهتم بالجنس البشري وثقافته، والطرق التحليلية للكشف عن القيم الإنسانية الفريدة وتقديرها، وفهم قدرات الروح البشرية وكيفية التعبير عنها، كما أنّ للعلوم الإنسانية أقسام مخصصة لدراستها في الجامعات والكليات.

٤- مبادئ حقوق الإنسان تتميز حقوق الإنسان ببعض المبادئ المهمّة المرتبطة بالإنسان، ومن أبرزها ما يأتي:

الشمولية:

تشمل حقوق الإنسان جميع البشر دون استثناء، وذلك حسب المادة 1 في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

حقوق الإنسان متكاملة:

يجب عدم فصل أو تجزئة حقوق الإنسان عن بعضها البعض، سواء المدنية، أو السياسية، أو الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو الثقافية، فجميعهم في نفس سلم الأولوية، ولا يتقدّم أيّ منها عن الآخر، ولا يجب انتهاك أيّ حق من هذه الحقوق؛ لأنّها مترابطة وانتهاك أحدها سوف يتسبّب في إعاقة الحصول على الحقوق الأخرى.

المساواة وعدم التميز:

يجب أن يكون جميع البشر متساوين في الحقوق بغض النظر عن العرق، أو اللون، أو الجنس، أو العمر، أو اللغة، أو الدين، أو الأصل، أو أيّ معيار آخر يُمكن أن يُعيق حق تملك هذه الحقوق.

الحق في صنع القرار:

يحق لجميع البشر المشاركة في صنع القرارات التي لها تأثير مهم في حياتهم، ومستوى رفاهيتهم، ولهم الحق في المشاركة في صنع القرارات المحلية في المجتمع المدني، أو النسوي، أو غيرها من الجماعات.

المساءلة وسيادة القانون:

يجب على الدول والمسؤولين احترام حقوق الإنسان، واتباع القواعد والنصوص القانونية فيما يتعلّق بهذا الأمر، حيث إنّه يحق لكلّ فرد رفع دعوى قضائية في حال انتهاك أحد الأطراف لأحد حقوقه؛ ليُعاقب أمام القانون ويحصل الفرد المتضرر على التعويض المناسب لمقدار الضرر الحاصل.

٥-الخصائص الإنسانية

امتلك الجنس البشري على مرّ العصور منذ 6 مليون سنة العديد من الصفات والخصائص التي تطوّرت على مدار العقود، وفي ما يأتي نظرة على أبرز التطورات التي مرّت بها خصائص الجنس البشري:

المشي منتصباً:

تميّز الإنسان البشري بقدرته على المشي منتصباً على الأرض، والقدرة على تسلّق الأشجار في آن واحد، ومكّنته هذه الميزة من سهولة التأقلم مع البيئة، والمناخ، والقدرة على السفر بمرونة.

صنع أدوات للصيد:

تمكّن الإنسان البشري منذ 2.6 مليون سنة من صنع الرماح الخشبية التي سهّلت عليه القدرة على صيد الحيوانات الكبيرة وتأمين قوت يومه.

التأقلم:

تطور جسم الإنسان البشري منذ عصر الإنسان البدائي نتيجة تغير النظام الغذائي الخاص به على مرّ العصور، ممّا ساعده على البقاء على قيد الحياة، والتأقلم مع المناخات المختلفة سواء الحارة أو الباردة.

العقل:

تطور العقل البشري نتيجة التحديات التي واجهته على مرّ العصور، والتي لزمت منه البحث عن حلول تُساعده على التأقلم ممّا ساهم في تطور الدماغ بطريقة مبهرة.

بناء الحياة الاجتماعية:

تمكّن الإنسان من بناء شبكات اجتماعية، تتسلسل من الجد نحو الابن نحو الأحفاد، كما تمكّن من رعاية الأطفال، ومشاركة الطعام مع غيره من بني جنسه.

اللغة والرموز:

استطاع الإنسان البشري على مرّ العصور تطوير طرق التواصل وتحويلها من رموز إلى لغات سهلة الفهم تُتيح له التواصل بطريقة أفضل.

د. سندس القيسي

سندس القيسي صحفية وشاعرة وكاتبة بريطانية عربية، مقيمة في لندن. لها عدة كتابات إبداعية باللغة الإنجليزية في مجال السينما. نشرت كتابين شعر باللغة العربية وآخر باللغة الإنجليزية. وتكتب حاليًا روايتها الأولى باللغة الإنجليزية. تحمل درجة البكالوريوس في الصحافة والإعلام والماجستير في سياسة الإتصالات الدولية – سوسيولوجيا. عملت في عدد من محطات التلفزيون وكتبت في كثير من الصحف والمجلات…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *