غدر الصاحب مؤلم لكن سيسقى بنفس الكأس
تركي محمد صالح الطلاع سورية
غدر الصاحب مؤلم لكن سيسقى بنفس الكأس
من المؤلم أن تخسر أشياء لم يكن في الحسبان خسرانها وان تفتح عينيك يوما على واقع لا تريده وان تحصي عدد انتكاساتك فيعجزك العد وان تتمنى عودة زمان جميل انتهى فتتذكر إنسانا عزيز قد رحل وان تكتشف أن لااحد حولك سواك حتى عندما تقف أمام المرآة لا تتعرف على نفسك وتنادي بصوت عالي فلا يصل صوتك وتشعر بالظلم وتعجز عن الانتصار لنفسك وتبدأ تتنازل عن أشياء تحتاج إليها وان تضطر إلى تغيير بعض مبادئك لتساير الحياة وان تقوم أحيانا بدور لايناسبك وان تعاشر أناس فرضت عليك الحياة وجودهم في محيطك أن تنام على حلم جميل وتستيقظ على وهم مؤلم وترى الأشياء حولك تتلون وتتالم بصمت وتجد نفسك مع الوقت قد بدأت تتنازل عن أحلامك فتضحك بصوت مرتفع كي تخفي صوت بكائك وان ترتدي قناع الفرح كي تخفي حزن وجهك الحقيقي وتشعر انك خسرت أشياء كثيرة لم يعد عمرك يسمح باسترجاعها وان تنام وفي داخلك أمنيه أن لا تستيقظ ابدا وان تطرح على نفسك أسئلة لاتملك الاجابه عليها أن تفني نصف عمرك بزراعة الورد في طريقهم وتفني نصف عمرك الآخر لتجنب اشواكهم التي زرعوها في طريقك وان تكتشف بعد فوات الأوان انك مدرج في قائمة الأغبياء وأنك تحمل هديتك لإنسان يتفنن في إغلاق الأبواب دونك ودونه وأنك تكتب لإنسان بقلب حزنك وحرفك في ملل وان تلوح بيديك مودعا لأشياء لاتتمنى أن تودعها وتبكي سرا فقط لأن أحدهم اقنعك يوما ان البكاء نوع من أنواع الضعف وتصل إلى قناعة أن كل مامر بك أخذ جزء منك ومضى
لكن البكاء ماكان يوما علاجا شافيا للجراح التي اتتك من يدعون أنهم اصحابك وباعوك لامور تافهة لا تعادل مسمار في نعلك القديم يفكرون أن من يتعاملون معه غبي لكن لا يعلمون أنه احترم كلمة عهد منهم قالوها وحتى لو كانت لأجل الوصول لغاية معينة ومع هذا كله وما عملوه وما يخططون لعمله أدعوا لهم بالتوفيق لان اريد ان اقول للجميع انا انسان ابحث عن الثقافة لا يهمني كل الأوسمة لأنها لن تغير شي ولن تكبرني لاني كبير بعلمي لا بما يمنح لي لكن ليعلموا أن الله لاينسى ويراقب وسيسقيهم بنفس الكأس
تركي محمد صالح الطلاع
سورية