لن تطفئوا شعلة المقاومة.. ونور الحق باقٍ
سمير السعد – في خضم العدوان السافر والمتكرر على شعوبنا العربية والإسلامية في غزة وجنوب لبنان، تظهر حقيقة واحدة لا يمكن إنكارها ، المقاومة هي نبض الأمة، وعنفوانها الذي لن ينكسر أمام جبروت الظلم والاحتلال. لقد تعرّى العدو الصهيوني أمام العالم، وباتت جرائمه شاهدة على حقيقته الهمجية وعدوانه السافر على الأبرياء.
اليوم، يقصفون، يقتلون، ويتآمرون بشتى الوسائل، ظانّين أنهم قادرون على كسر إرادة الشعوب المقاومة أو طمس هويتها. يُسخّرون الإعلام المأجور لتزييف الحقائق، وللتستر على انكسارات جيشهم الذي أثبت ضعفه وهشاشته أمام أبطال المقاومة. ولكن هيهات!
“والله لن تمحو ذكرنا ولن تميتوا وحينا.”
هذا القسم الذي صدحت به قلوب الأحرار يعبر عن يقينٍ لا يتزعزع بأن الحق منتصر، مهما حاول الطغاة استبدادهم ومهما تكالب المتآمرون. المقاومة اليوم ليست مجرد فعل ميداني، بل هي فكرة تسري في عروق الأمة، روح متجذرة لا يمكن اقتلاعها مهما اشتد العدوان.
العدو اليوم يقف أمام واقع جديد، واقع عنوانه الفشل الذريع والانكسار المستمر. المقاومة، بسواعد أبطالها وإرادتهم التي لا تلين، تقلب الموازين، وتجبر العدو على مواجهة ضعفه الداخلي وانهياره الأخلاقي.
ما يحدث اليوم في غزة وجنوب لبنان هو شهادة على أن الشعوب الحرة لا تُقهر، وأن العدو مهما زاد من بطشه سيبقى عاجزًا عن إطفاء شعلة الحق. المقاومة ليست فقط سلاحًا يُشهر في وجه الاحتلال، بل هي صمودٌ، إيمانٌ، وإرادةٌ تعيد للأمة كرامتها المسلوبة.
المقاومة ليست خيارًا بل مصيرًا.. والنصر آتٍ، لا محالة.
من غزة المحاصرة إلى جنوب لبنان المنيع، ومن قلب كل شبر عربي يئن تحت وطأة الاحتلال والعدوان، تتشكل ملاحم البطولة، تُكتب بدماء الشهداء، وبإرادة المقاومين الذين أقسموا أن لا تراجع ولا خضوع حتى يتحقق النصر. هؤلاء الأبطال، رغم الحصار والجراح، يواجهون أعتى جيوش العالم بصدور عارية وإيمان لا ينكسر.
المقاومة ليست مجرد رد فعل، بل هي رسالة. رسالة تقول للعدو: مهما بلغت قوتك العسكرية، فإن إرادة الشعوب أقوى. ومهما حاولت طمس الحقيقة، فإن صوت المظلوم سيصل. هذه الرسالة تُكتب الآن بمداد من نور، في الوقت الذي يقف فيه الاحتلال مرتبكًا أمام أزمات داخلية وتصدعات مجتمعية تهدد كيانه الزائف.
بينما يقف إعلامهم المسموم كالعادة لتزوير الواقع، يرسم مقاومونا صورة مختلفة. يُظهرون للعالم أجمع أن الاحتلال ليس إلا كيانًا هشًا، يقوم على العنف والقمع، ويفتقر إلى الشرعية الأخلاقية والسياسية. الحقيقة واضحة، والشعوب الحرة ترى ما يحاول العدو وأذنابه إخفاءه.
الإعلام المقاوم، بقلمه وصورته وكلماته، بات اليوم في الخطوط الأمامية لهذه المعركة. كل صورة لطفل فلسطيني يحمل حجرًا، وكل فيديو لمقاوم يواجه الدبابة ببندقية متواضعة، يكسر حاجز التزييف، ويُظهر للعالم الوجه الحقيقي للصراع: مقاومة شعب أعزل أمام كيان احتلالي استعماري.
معركتنا ليست فقط في الميدان، بل أيضًا في الوعي. وما دامت الشعوب العربية والإسلامية تؤمن بقضيتها، وما دامت المقاومة ترفع رايتها، فإن العدو سيظل في مأزقه، يراوح مكانه، يواجه عزلة تزداد كل يوم.
النصر ليس مجرد احتمال، بل هو يقين. يقين نستمده من شهدائنا، من صبر أمهاتنا، ومن صمود أطفالنا الذين يرفعون علم المقاومة رغم الدمار.
“لن تميتوا وحينا، ولن تخمدوا عزيمتنا.. فلسطين باقية، والمقاومة في جنوب لبنان أبدية.”