“توقعات مستقبل غزة بعد فوز ترامب في الانتخابات: تغييرات سياسية وتأثيرات إقليمية”
علياء الهواري – فوز ترامب بفترة رئاسية جديدة أثار العديد من الأسئلة وذلك على وقع ارتفاع سخونة المشهد في المنطقة؛ اسئلة تأرجحت بين : “هل سيتم حل الدولتين؟” متى تنتهي حرب غزة؟ هل سيعم الهدوء لمدة اربع سنوات ؟
ولكن يجب ان نعلم بعد تولي ترامب فترة رئاسية جديدة ومع التغيرات السياسية المستمرة على الساحة الدولية، سيكون لعودته تأثيرات كبيرة على السياسة الأمريكية وعلى العلاقات الدولية، بما في ذلك النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، الذي يتجسد في حرب غزة المستمرة وتأثيراتها الإقليمية والدولية.
خلال فترة رئاسته الأولى (2017-2021)، اتخذ ترامب عدة خطوات مثيرة للجدل في ملف الشرق الأوسط. من أبرز هذه القرارات كان نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، ما أثار غضب الفلسطينيين وعمق الخلافات حول المدينة التي يعتبرها الفلسطينيون عاصمة لدولتهم المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، كان ترامب داعمًا كبيرًا لإسرائيل، حيث اعتبر أن أمن إسرائيل هو أولوية في السياسة الأمريكية. هذه السياسات لم تساهم فقط في تعزيز العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، بل أدت أيضًا إلى تفاقم التوترات بين الفلسطينيين وإسرائيل.
فيما يتعلق بحرب غزة، لم يكن ترامب مصلحًا فعالًا في عمليات السلام كما كان الحال مع بعض الرؤساء الأمريكيين السابقين. بل على العكس، تميزت فترته بسياسات أحادية ومؤيدة بشدة لإسرائيل، مما عزز موقف حماس والفصائل الفلسطينية الأخرى التي تعتبر الولايات المتحدة طرفًا غير محايد.
من المتوقع أن يستمر في سياسة دعم إسرائيل بشكل غير مشروط، وهو ما قد يؤدي إلى مزيد من التصعيد في منطقة غزة. في حال استمرت الحرب الحالية أو تجددت الصراعات، سيجد الفلسطينيون أنفسهم في مواجهة تحديات أكبر في السعي نحو حل الدولتين، حيث يُعتبر ترامب رمزًا للسياسات التي تبتعد عن تسوية عادلة للنزاع.
من جانب آخر، ستظل الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب تتبنى مواقف حادة ضد حركات مثل حماس، وقد تقوم بتكثيف الضغط العسكري أو السياسي على الفصائل الفلسطينية في غزة. هذه السياسة قد تُصعِّب جهود الوساطة الدولية، خصوصًا في ظل تراجع اهتمام بعض القوى الكبرى مثل الاتحاد الأوروبي أو الأمم المتحدة بملف الصراع
عودة ترامب إلى الحكم لن تؤثر فقط على العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل والفلسطينيين، بل سيكون لها تأثير على العلاقات مع دول المنطقة الأخرى. فقد كانت سياسات ترامب في الشرق الأوسط، مثل انسحابه من الاتفاق النووي الإيراني ودعمه المستمر للمملكة العربية السعودية، مثارًا للجدل في العالم العربي. ومع التصعيد المستمر في غزة، ستزداد الضغوط على الدول العربية التي تحاول التوازن بين دعم القضية الفلسطينية وتعزيز علاقاتها مع واشنطن.
علاوة على ذلك، فإن التوترات المتزايدة في غزة قد تساهم في تعميق الانقسامات بين الدول العربية، خاصة بعد اتفاقيات “إبراهام” التي أدت إلى تطبيع بعض الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل. هذا الواقع الجديد قد يشكل تحديًا إضافيًا للسياسات الأمريكية في المنطقة.
إن تولي دونالد ترامب فترة رئاسية جديدة قد يكون له تأثير عميق على حرب غزة والنزاع الفلسطيني-الإسرائيلي بشكل عام. فسياسات ترامب المتشددة تجاه حركات المقاومة الفلسطينية ودعمه اللامحدود لإسرائيل قد تؤدي إلى مزيد من التصعيد في غزة، ما يعقد آفاق السلام في المنطقة. في الوقت نفسه، سيزيد هذا من تعقيد العلاقات بين الولايات المتحدة والدول العربية، التي ستجد نفسها مضطرة لموازنة موقفها بين الدفاع عن الحقوق الفلسطينية وبين الحفاظ على علاقاتها الاستراتيجية مع واشنطن.