خبير لبناني: الجمهورية الاسلامية الايرانية حاضرة في معركة طوفان الاقصى

أعلنت وزارة الخارجية القطرية، مؤخراً أن وقف إطلاق النار في قطاع غزة سيبدأ الساعة 8:30 صباح الأحد (19 يناير الجاري) بالتوقيت المحلي في غزة، في وقت ذكرت فيه وسائل إعلام أن المفاوضات للمرحلتين الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار ستبدأ في اليوم الـ16 من تنفيذ الاتفاق، ويأتي ذلك بعد تأكيد هيئة البث الصهيونية أن حكومة بنيامين نتنياهو صدّقت على اتفاق صفقة تبادل الأسرى ووقف إطلاق النار في غزة، وقالت وسائل إعلام صهيونياً “إن 24 وزيرا في الحكومة أيدوا الاتفاق، في حين عارضه 8 وزراء”.

في المقابل إشترطت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) هدوءا قبل 48 ساعة من بدء الاتفاق لتتمكّن من تسليم الأسرى الإسرائيليين في اليوم الأول لسريان الاتفاق.

وفي الوقت الذي جاء فيه هذا الإتفاق بعد أن صمود أسطوري سجّله أهالي قطاع غزة بوجه العدوان الصهيوني الغاشم، أجرت جريدتنا حواراً مع يوسف الصايغ – صحافي وكاتب سياسي من لبنان، تطرّق خلاله الى أهمية الإتفاق بالنسبة للمقاومة الفلسطينية وتأثيره على مستقبل القضية.

فيما يلي نص الحوار:

  • 1- كيف تنظرون إلى أهمية اتفاق وقف اطلاق النار الذي عدّه الكثير تراجعاً للعدو الصهيوني أمام شروط المقاومة؟
    الصايغ لا شك أن إتفاق وقف اطلاق النار في غزة يشكّل هزيمة سياسية واستراتيجية لكيان الاحتلال حيث انه عجزوبعد مرور اكثر من عام و3 أشهر عن تحقيق ولو هدف واحد من الأهداف التي أعلنها رئيس حكومة الإحتلال نتنياهو لا سيما القضاء على المقاومة في قطاع غزة واعادة مستوطني الشمال واسترداد الأسرى بالقوة، وكل ما حققه كيان الاحتلال وجيشه هو الدمار الكبير والإبادة التي إرتكبت بحق أبناء قطاع غزة، ولكن حسابات النتصار والهزيمة تحتسب في الأهداف، حيث شهدنا بوضوح كيف ان المقاومة في قطاع غزة نجحت في فرض معادلاتها واستمرت في إطلاق الصواريخ وتنفيذ العمليات وتكبيد العدو الخسائر في الأرواح والعتاد، ما يشكل إنتصاراً للمقاومة التي لم تتراجع عن شروطها رغم كل ما تعرضت له من ضغوط وتدمير وحرب إبادة جماعية.
  • ٢- هل سيكون مصير نتنياهو وسائر قادة العدو كمصير أولمرت بسبب فشلهم؟
    الصايغ: ربما تكون أحد الأسباب التي دفعت بحكومة الإحتلال الى المماطلة وتأجيل التوصل الى وقف إطلاق النار هي محاولة نتنياهو الهروب الى الامام من خلال تأخير الإتفاق لإدراكه مسبقاً أنه سوف يتعرض للمحاكمة والمساءلة، وربما سيكون مصيره شبيهاً بمصير رئيس حكومة الإحتلال الأسبق أولمرت الذي دخل الى السجن بعد العدوان الاسرائيلي على لبنان في العام 2006 بقضايا فساد واختلاس، وهذا السيناريو ربما سيتكرر مع نتنياهو
    الذي سيواجه محاكمة هي الأولى من نوعها لرئيس حكومة على رأس السلطة، حيث يواجه إتهامات في 3 ملفات فساد، يتعلق بعضها بالرشوة وخيانة الأمانة، وهي تهم يُحاكم عليها منذ أكثر من 8 سنوات.
    وبالطبع سيكون نتنياهو في وضع حرج بعد فشله في الحرب التي شنها على قطاع غزة، بعدما عجز عن تحقيق الأهداف التي أعلنها ما سيؤدي الى التسريع في محاكمته وربما عزله من منصبه وتقديمه للمحاكمة ودخوله السجن على غرار أولمرت.
  • 3- بعد عمليات “طوفان الأقصى” شهدنا إنجازاً كبيراً للمقاومة وهو وحدة الساحات، كيف تنظرون إلى أهمية هذا الإنجاز في مواجهة العدوان؟
    الصايغ : لقد شهدنا خلال عملية طوفان الاقصة ترجمة عملية لمفهوم وحدة الساحات التي لعبت دور المساند لجبهة غزة لا سيما من لبنان واليمن والعراق حيث كانت قوى المقاومة حاضرة في الميدان، وساهمت بتخفيف الضغط عن جبهة غزة، وما شهدناه عبر جبهة اليمن كان بالغ الاهمية لجهة اطباق الحصار البحري على كيان الاحتلال، الى جانب استهداف المدمرات المدمرات الاميركية بصواريخ القوات السلحة اليمنية واسقاط طائرات الاستطلاع.
    وعلى جبهة العراق كانت المسيرات تضرب عمق كيان الاحتلال وتستهدف المواقع الحساسة الامنية والعسكرية ومطار بن غوريون ومواقع ومنشآت أخرى لها أهميتها العسكرية والمدينة ما دفع بملايين المستوطنين الى دخول الملاجىء.
    وعلى جبهة لبنان شهدنا كيف تحولت جبهة الاسناد الى جبهة مفتوحة بعد العدوان الاسرائيلي على الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع حيث حاول جيش الاحتلال ان يعوض عما تعرض له خلال حرب الاسناد من قبل المقاومة الاسلامية بالعدوان العسكري الموسع لكننا شهدنا كيف تدمرت دبابات العدو وقتل جنوده ولم تتمكن القوات العسكرية من التقدم سوى مئات الامتار داخل الاراضي اللبنانية وذلك بفضل بسالة المقاومين على الجبهات حيث خاضوا المواجهات البطولية رغم الفارق الكبير في القدرات العسكرية والتكنولوجية
    وبالطبع كان الجمهورية الاسلامية الايرانية حاضرة في معركة طوفان الاقصى من خلال عمليتي الوعد الصادق الاولى والثانية، حيث ضربت صواريخ الجمهورية الاسلامية عمق كيان الاحتلال وقواعده العسكرية ومنشآته الأمنية والاستخباراتية، في ظل عجز الدفاعات الجوية الإسرائيلية

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *