(العربية) الحروب العربية في طريقها إلى أوروبا

الحروب العربية في طريقها إلى أوروبا
في الفترة بين اعوام 1945 إلى 1950م وبينما كانت تحط الحرب العالمية الثانية اوزارها، كان ونستون تشرشل يسعى لتحقيق أهداف التأميم التي وضعتها بلاده، حيث اضطر حوالي 12 إلى 14 مليون ألماني إلى الفرار من مدنهم، وبطرد الألمان، ضم تشرشل مدن سيليزيا وبوميرانيا وبروسيا الشرقية إلى بلاده حتى لا يتمكن أي ألماني من العيش في هذه المدن.
صورة قسم التحرير قسم التحرير أرسل بريدا إلكترونيامنذ يوم واحد180٬364

الحروب العربية في طريقها إلى أوروبا

في الفترة بين اعوام 1945 إلى 1950م وبينما كانت تحط الحرب العالمية الثانية اوزارها، كان ونستون تشرشل يسعى لتحقيق أهداف التأميم التي وضعتها بلاده، حيث اضطر حوالي 12 إلى 14 مليون ألماني إلى الفرار من مدنهم، وبطرد الألمان، ضم تشرشل مدن سيليزيا وبوميرانيا وبروسيا الشرقية إلى بلاده حتى لا يتمكن أي ألماني من العيش في هذه المدن.
وقوع ضحايا أمر لا مفر منه بالنسبة للبلدان المتناحرة فيما بينها، كل حرب سوف تقتل الكثير من الناس وتدمر موارد تلك البلدان. وتؤثر هذه الأضرار حتى على الأجيال القادمة وستؤثر على الظروف الملائمة لنمو الأطفال.
لكن نزوح شعوب هذه البلدان سوف يشمل بلداناً أخرى أيضاً.
والسؤال المهم للدول غير المشاركة في الحرب هو: إلى أي دولة سيذهب هؤلاء اللاجئون؟ وأي حكومة ستكون مسؤولة عن توفير سبل عيشهم؟ وما هي الموارد التي سيتم استخدامها للقيام بذلك؟
تتبع كل دولة مسارها الاقتصادي حسب مواردها وحسب عدد سكانها.
إن الإضافة المفاجئة لعدة آلاف من النازحين يمكن أن يكون لها آثار لا يمكن إصلاحها على وضع تلك البلدان.
خاصة إذا استمرت الحرب بحيث يحتل أحد الطرفين أرض الطرف الآخر ويمنعهم من العودة إلى ديارهم.
إن المشكلة التي نشهدها في غزة الآن تذكرنا تماما بذكريات عام 1945.
ويضطر المتضررون من الحرب إلى الفرار بسبب ظروف الحرب ونقص موارد الحياة الأساسية، وستمنعهم الحكومة الإسرائيلية من العودة من خلال ضم مناطق مختلفة من أراضيهم إلى إسرائيل.
والسؤال الآن هو: ما هي الدولة التي ترغب في تحمل عبء توفير سبل العيش لهؤلاء الناس؟
منذ بداية الحرب بين إسرائيل وغزة ولبنان، ظهرت إحصائيات غريبة عن توسع المهاجرين إلى الدول الأوروبية. إن الظروف التي مزقتها الحروب في الدول الآسيوية الأخرى وغياب الأولويات الحياتية في تلك المناطق دفعت معظم هؤلاء اللاجئين إلى القدوم إلى الدول الأوروبية حتى يتمكنوا من مواصلة حياتهم مستغلين ظروفهم الأمنية والاقتصادية المناسبة.
وبطبيعة الحال، مع الأخذ في الاعتبار أن معظم رجال هذه البلدان منخرطون في القتال مع إسرائيل، ينبغي اعتبار أن معظم المهاجرين الذين يفرون من هذه البلدان التي مزقتها الحرب؛ هناك نساء وأطفال وشيوخ ليس لديهم مردود جيد للأنشطة الاقتصادية وسيحتاجون في الغالب إلى اهتمام المؤسسات الاجتماعية والعمالية.
في هذه الأثناء، خلقت أزمة كورونا وكذلك الحرب بين روسيا وأوكرانيا ظروفا اقتصادية غير مواتية للدول الأوروبية وتسببت في زيادة الديون الخارجية.
كانت كورونا إحدى الأزمات العالمية التي شملت كافة جوانب حياة الإنسان وتسببت في مواجهة الاقتصاد العالمي لصدمة كبيرة.
والآن، فإن تشكل موجة المهاجرين اللبنانيين والفلسطينيين، في حين لا تزال الدول الأوروبية منخرطة في استقبال أكثر من 8 ملايين لاجئ أوكراني، جعل الوضع صعبا.
وستصل تكلفة الحفاظ على هذا العدد من اللاجئين الأوكرانيين في عام 2022 إلى 26 مليار دولار. في حين أن مليون ونصف مليون شخص فقط من هؤلاء السكان لديهم ظروف عمل.
وبطبيعة الحال فإن أزمة خفض العمالة تسببت في توظيف نفس العدد من الأوكرانيين مما خلق العديد من المشاكل للدول الأوروبية وجعل تلك الدول غير قادرة على توفير فرص العمل المناسبة لمواطنيها.
إن الاهتمام بهذه الأمور جعل الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تتابع قضايا الشرق الأوسط بحساسية أكبر وتصر على وقف الأعمال العدائية في غزة وفلسطين في المحافل الدولية.

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *