قرار مجلس الامن حول الحرب على غزة
القطب المخفية بقلم المهندس بسام حرب
لا يخفى على احد أن الحرب على غزة والتي اقتربت من شهرها التاسع وما جرى فيها من تدمير وقتل ومجازر بحق الأطفال الفلسطينيين و التي قامت بها إسرائيل رداً على هجوم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية في 7 أكتوبر، حيث ان الحديث عن خلفية الحرب سيعيدنا بالتالي إلى الخوض في التفاصيل وهذا ما يطول شرحه ولا مجال له في هذا الاوان، ولكن اصبح الأمر الآن ان الحديث عن الاستمرار في الحرب هو خسارة أمريكية كبيرة في كل النواحي ومنها الانتخابات القادمة حول الرئاسة وان الخسارة ستستمر بالتوازي مع الخسائر المباشرة في الجانب الإسرائيلي من قتلى وجرحى ناهيك عن التدهور الاقتصادي و السياسي والأمني الحاصل الذي فرض حضوره بقوة باستقالة وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس وبعض الوزراء الآخرين من الحكومة.
ومن هذا المنطلق نجد أن تبني مجلس الأمن ليلة الاثنين الماضي مشروع قرار صاغته واشنطن وبنوده وقف إطلاق النار في قطاع غزة حيث تم اعتماده بموافقة اغلبية 14 دولة وامتناع روسيا عن التصويت.
أن هذا القرار والذي يحمل في طياته وقف إطلاق النار الدائم و الانسحاب التام من قطاع غزة وتبادل الأسرى والإعمار وعودة النازحين إلى مناطق سكناهم ورفض أي تغيير ديموغرافي أو تقليص مساحة القطاع وإدخال المساعدات اللازمة، يعتبر هذا انتصار للشعب الفلسطيني ومقاومته في المواجهة والثبات والنصر، ورغم أن حركة حماس اعلنت انها ترحب بالقرار واستعدادها للتعاون مع الوسطاء للدخول في مفاوضات غير مباشرة مع الاحتلال وهنا نخشى من الشياطين في التفاصيل وهي:
اولاً – عدم ذكر تاريخ بداية وقف اطلاق النار وهذا يعتمد على موافقة الاطراف وهو احتمال لا يزال يحتاج إلى المزيد من الحديث .
ثانياً- المهل المعطاة للمفاوضات والتي تحتوي الدقة
ثالثاً – الانسحاب الاسرائيلي من القطاع
رابعاً – حجم تبادل الأسرى والاعداد التي يريدها الطرفين
ورغم حديث الرئيس الأمريكي جو بايدن أن الاقتراح هو إسرائيلي فإن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو شدد على مواصلة الحرب حتى تدمير حماس وقد تؤدي الانقسامات السياسية الداخلية في الساحة الإسرائيلية إلى تعقيد الجهود الدبلوماسية الأمريكية وافشالها.