وارسو تتهم بيلاروسيا بعسكرة الأزمة.. دول عربية على خط الوساطة وواشنطن ترفض
في إطار الجهود الرامية إلى تدارك أزمة المهاجرين على الحدود بين بولندا وبيلاروسيا، أعلنت وزارة المالية العراقية تخصيص 200 ألف دولار من أجل مساعدة اللاجئين العراقيين ومحاولة إعادتهم إلى بلادهم بصورة طوعية، فيما ظهرت بوادر دور إماراتي على خط الوساطة.
وكانت وزارة الخارجية العراقية قد وجّهت سفارتيها في موسكو ووارسو لإيفاد كوادر دبلوماسية إلى الحدود البيلاروسية البولندية من أجل الوقوف على أعداد العراقيين هناك والاطمئنان على سلامتهم والتنسيق والتواصل مع السلطات المعنية في تلك البلدان.
يشار إلى أنّ العراق، قد علّق منذ 5 آب/ أغسطس الماضي الرحلات الجوية بين بغداد ومينسك، باستثناء رحلات الإياب لإعادة المهاجرين. وأعيد في ذلك الوقت حوالي ألف شخص.
وعلى خط الأزمة المتصاعدة بين مينسك والغرب، أجرى الرئيس البيلاروسي ألكسندر لوكاشينكو محادثات مع نظيره الروس فلاديمير بوتين، رافضاً اتهامات دول الاتحاد الأوروبي لبلاده بافتعال أزمة المهاجرين. وحذّر لوكاشينكو من مغبة فرض عقوبات أوروبية جديدة ضد مينسك. وأوضح أن حكومته قد توقف تدفق الغاز الروسي عبر أراضيها إلى أوروبا كرد على توسيع العقوبات.
وتوازياً مع إنشاء بيلاروسيا مركزاً للاجئين على حدود بولندا، صرّح لوكاشينكو بأن الإمارات مستعدة للانضمام إلى جهود تسوية مشكلة اللاجئين على الحدود مع الاتحاد الأوروبي.
في المقابل، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن واشنطن لا ترى ضرورة لمشاركة وسطاء في حل أزمة المهاجرين على الحدود بين مينسك، والاتحاد الأوروبي، شارحاً أن “الوساطة ليست ما هو مطلوب في الوضع مع بيلاروسيا”، بل تغيير سياسات حكومة لوكاشينكو.
إلى ذلك، قام حرس الحدود البولندي باستخدام الغاز وخراطيم المياه لتفريق المهاجرين على طول الحدود بين بيلاروسيا وبولندا.
وألمحت بولندا، على لسان نائب وزير خارجيتها، بافيل جابلونسكي إلى وجود دور لمينسك في العمل على تسليح بعض المهاجرين بالأسلحة النارية حتى يتمكنوا من مهاجمة حرس الحدود البولنديين، متهمة قوات الأمن البيلاروسية بتدمير الأسوار الحدودية. وأضاف جابلونسكي أن الوضع على حدود البلدين “لا يزال متوتراً للغاية وقد يتفاقم في أي لحظة”.