أقسام كورونا أقفلت.. “الوضع مقلق”!
يبدو أنّ الأجواء الكورونيّة عادت لتخيّم في الأجواء، خصوصاً في ظلّ الإرتفاع الملحوظ للإصابات تماماً كما الوفيات.
صحيح أنّ همّ الإصابة بوباء «كورونا» لم يعد يندرج ضمن أولويات اللبناني الغارق في الأزمات المتتالية، إلّا أنّ تفشّي الوباء هذه المرّة، والعودة الى الوراء ستكون عواقبه أكبر بكثير ممّا سبق، خصوصاً في ظلّ ارتفاع أسعار الأدوية ودولرة الأسعار في المستشفيات.
رئيس لجنة الصحّة النيابية النائب عاصم عراجي، يؤكّد عبر “الجمهورية” أنّ «الوضع الصحيّ اليوم مقلق»، ويشرح أنّ ما يدعو للقلق هو تخطّي «نسبة الإصابات الإيجابية عتبة الـ 8 في المئة، فيما المسموح عالمياً من قبل منظّمة الصحة العالمية هو 5 في المئة، إضافة الى ارتفاع عدد الوفيات في الوباء، ناهيك عن شغور حوالى 400 سرير في غرف العناية الفائقة، والتفشي في المدارس والجامعات».
وعلى أبواب فصل الشتاء، يتخوّف عراجي من عودة التجمعات في المنازل والحفلات والسهرات والأفراح في الأماكن المغلقة، خصوصا أنّ سرعة انتشار «دلتا» كبيرة جداً، فهذا الوباء ينتشر بشكل سريع أي يمكن أن يلتقطه الفرد بمجرد الإختلاط مع مصاب لمدّة 15 ثانية فقط، في حين انّ الشخص كان يحتاج لـ 15 دقيقة من الاختلاط مع مصاب بكورونا سابقاً ليلتقط الوباء».
ويحذّر عراجي من التفلّت من الإجراءات الوقاية، فارتفاع عدّاد الإصابات يترافق مع التفلت من إجراء الوقاية كالتباعد الإجتماعي وارتداء الكمامة».
وعليه، يجدد عراجي «مطالبته الالتزام بالإجراءات الوقائية»، خصوصاً أنّ «القطاع الصحي يمرّ بظرف دقيق وصعب يترافق مع هجرة عدد كبير من الأطباء والممرضين والممرضات، وإقفال أقسام كورونا في عدد من المستشفيات خصوصاً الخاصة منها في الأشهر القليلة الماضية كون الإصابات انخفضت في شهري حزيران وتموز، وبسبب الأزمة الإقتصادية والنقص في الطواقم الطبّية أضِف الى كلّ ذلك الكلفة الإستشفائية المرتفعة».
اللّقاحات
وعن التمنيع المجتمعي الذي اكتسبه لبنان سابقاً مع حملة التلقيحات وموجة الإصابات، يوضِح عراجي أنّ نسبة الملقحين هي فقط 35 في المئة، ومع الذين اكتسبوا المناعة بالإصابة فنسبة التمنيع المجتمعي لن تتخطى الـ 55 في المئة».
وعن الإجراءات التي ستتخذ للحؤول دون العودة الى الإقفال الجزئي أو الشامل، يكشف عراجي أنّ «حوالى 150 ألف رسالة ستصل الى لبنانيين، بغضّ النظر عن الفئات العمرية كي يحجزوا مواعيدهم لتلقّي الجرعة الأولى والثانية من اللّقاح».
ويلفت الى أنّ «الرسائل لتلقي الجرعة الثالثة من اللّقاح بدأت تصل الى من هم فوق الـ 60 سنة، إضافة الى إعطاء الجرعة الثالثة للطاقم الطبّي لحمايته».
وفي هذا الإطار يلفت عراجي الى أنّ نسبة المسجلين على منصة وزارة الصحة لا تتعدّى الـ 52 في المئة، لذلك يدعو الجميع للتسجيل وتلقّي اللّقاح، لأنّ الأرقام تشير الى أنّ 95 في المئة من المصابين الذين دخلوا العناية الفائقة هم من غير الملقّحين».
أمّا عن كلفة العلاج، فأشار عراجي الى أنّها «باتت مرتفعة جداً في المستشفيات»، أمّا لمن لن يحتاج الى مستشفى، فيشير الى أنّ «أسعار أدوية الإلتهابات تصل الى الـ 500 ألف ليرة للدواء الواحد، هذا من دون احتساب كلفة دواء الكورتيزون والأوكسيجين، وغيرها…».