غريو وقعت على اتفاقية لمساعدة العائلات اللبنانية المنتسبة لمدارس معتمدة من بلادها: المبادرة الفرنسية مسار ودينامية وسنضع معالمها سويا
وقعت السفيرة الفرنسية في لبنان آن غريو على الإتفاقية 46 مع معهد سان فرانسوا اكزافييه الحدث التابع لرهبانية القلبين الأقدسين، في اطار بروتوكول مساعدة العائلات اللبنانية المنتسبة الى المدارس المعتمدة من قبل فرنسا، خلال حفل اقيم بعد ظهر اليوم، في قصر الصنوبر، بحضور الأمين العام للمدارس الكاثوليكية الأب بطرس عازار ومدراء المدارس المعتمدة.
غريو
وقالت غريو: “لقد تعهد وزير أوروبا والشؤون الخارجية السيد جان إيف لو دريان في 24 تموز الماضي، في معهد كارمل سان جوزيف، بأن تساعد فرنسا العائلات اللبنانية التي تضررت بشدة جراء الأزمة الاقتصادية والاجتماعية والتي ترغب بإبقاء أطفالها في مدرسة معتمدة من قبل فرنسا. وهذا ما تم اليوم، من خلال التوقيع على الإتفاقية 46 والأخيرة، والتي ستسمح لنا بمساعدة طلاب معهد سان فرانسوا اكزافييه الحدث. وفي المجموع، سيتمكن 9 الاف طالب من مدارس 46 التي لديها شراكة معنا، من البقاء في مدارسهم هذا العام. ومن خلال هذه المساعدة التي تدعم الرسوم الدراسية، ستتمكن هذه المدارس من الاستفادة من السلف النقدية في وقت تحتاج إليها بشكل خاص”.
أضافت: “عندما تلتزم فرنسا، فإنها تحافظ على وعودها. هذه المساعدات الاستثنائية البالغة قيمتها 15 مليون يورو، هي جزء من الاستجابة الطارئة غير المسبوقة التي خصصتها فرنسا لمساعدة المدارس التي تربطها بها علاقة. هذا دعم قرر رئيس الجمهورية الفرنسية ايمانويل ماكرون زيادته من خلال مساعدات محددة بقيمة 7 ملايين يورو لإعادة إعمار بعض المدارس في بيروت اثر انفجار 4 آب، ولبنان هو البلد الوحيد الذي يستفيد من هذه الآلية التي تجمع في الوقت نفسه المساعدة للأسر اللبنانية والفرنسية، والمساعدة النقدية للمدارس، والمساعدة في إعادة الإعمار، والدعم خاص للمدارس في الشرق من كتب مدرسية وادوات تعليمية وثقافية”.
وتابعت: “إنها خطة دعم غير مسبوقة لشبكة استثنائية للموقع المركزي الذي تحتله في شبكة التعليم الفرنسية في الخارج: الأكبر في العالم من حيث عدد الطلاب والمؤسسات. وأنا أعرف ذلك جيدا بعد أن دافعت أمام البرلمان الفرنسي عن الوسائل التي خصصناها لهذه الخطة عندما كنت مديرة التعاون في وزارة الخارجية. وعلى الرغم من الصعوبات في الوقت الحالي، يسرني أن هذه الشبكة تتطور وأن لدينا مؤسسة جديدة قد انضمت اليها”.
وقالت: “هذه الخطة استثنائية من خلال التزام الجميع بمهمة غير عادية ومتطلبة، وهي ضمان انتقال المعرفة والقيم، وتعليم الطلاب من اصول متعددة من خلال اللقاء واحترام بعضهم البعض، فضلا عن العلاقة التي لا تتزعزع مع فرنسا ومع تقاليدها الإنسانية التي يدافع عنها الأساتذة أحيانا على حساب المخاطرة بحياتهم. إنها استثنائية لهدفها الاستراتيجي، فلا يمكن للمرء أن يفكر في مستقبل البلد واستقراره وازدهاره وسيادته دون التفكير في تعليم وتدريب شبابه. ولأن فرنسا مقتنعة بذلك، فإنها تستثمر بكثافة في تعاونها التعليمي في لبنان وستستمر، كما قال هنا الرئيس ماكرون بقوة، ان فرنسا تقف دائما إلى جانب اللبنانيين وستستمر بذلك. هذا التوقيع هو مثال على الالتزام الفرنسي، ويسير جنبا إلى جنب مع تصميمنا على مساعدة لبنان، وحث السلطات على إجراء الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية اللازمة لديمومة لبنان على المدى القصير ولاستقراره في المستقبل، تماما كما نلتزم بالعمل معكم على الوضع الاقتصادي الجديد”.
أضافت: “دعونا نحاول تحويل هذه الفترة الصعبة جدا إلى فرصة، ونحاول أن ننظر إلى المستقبل. هذا ما أقترحه عليكم بشكل بناء لجعل هذه الشبكة تعيش وتتطور، لتوطيد هذا المجتمع من خلال القيم والمودة التي توحدنا لخدمة مستقبل هذا البلد لأن اللبنانيين يستحقون ذلك. وآمل أن نتمكن من العمل خصوصا على: تطور النماذج التربوية لمرافقة تطلعات الطلاب اليوم بشكل أفضل، كيفية جعلهم يتقدمون بطريقة واثقة ومساعدتهم في التغلب على صعوباتهم بدلا من تكرارها، وكيفية ربطهم بحياة مدارسهم الثانوية، وخلق موارد رقمية جديدة لمساعدة المعلمين والطلاب على الاستفادة القصوى من التعلم عن بعد، الموارد التي تضع التقنيات الأكثر ابتكارا في خدمة تطوير الكليات المعرفية. اضافة إلى التدريب الأولي والمستمر للمعلمين الذين هم ضمان جودة التعليم المقدم وجاذبية المدارس، مقابل الأسر التي تريد الأفضل لأطفالها، وايضا إنشاء البكالوريا الفرنسية الدولية التي يمكن أن يكون لبنان رائدا لها”.
وختمت: “لبنان شكل دائما رأس حربة لشبكة المدارس الفرنسية في العالم ومختبرا للافكار والتجارب الرائعة، وانا مقتنعة بالمساهمة الإستراتيجية التي تقدمها شبكة المدارس هذه لمستقبل لبنان، ويمكنكم ان تعتمدوا على تصميمي على السهر لاحترام التعهدات التي قطعها الرئيس ماكرون ووزير الخارجية لودريان للشعب اللبناني، وألتزم بذلك لكون لبنان وفرنسا بلدين شقيقين تجمعهما القيم الديموقراطية والإنفتاح والتسامح”.
وبعد التوقيع شكرت رئيسة معهد القلبين الأقدسين الحدث الأخت عفاف ابو سمرا الدولة الفرنسية على هذا الإعتماد.
باتور
وألقى مدير معهد “سيدة الجمهور” الأب شربل باتور كلمة قال فيها: “لا تكفي كل كلمات الشكر للتعبير عن مشاعرنا تجاه فرنسا. لقد شعرنا بأنها مقتنعة بما نقوم به في مجال التعليم في هذا البلد، من أجل الفرنكوفونية واللغة الفرنسية والعلاقات اللبنانية – الفرنسية، رغم كل المصاعب”.
وشكر السفير الفرنسية “باسم كل العائلات التي استفادت من هذه المساعدات”، مطالبا ب”إيجاد بكالوريا فرنسي – لبناني”، وقال: “إن بكالوريا دولية من أجل لبنان أمر مهم جدا، فنحن نحتاج إلى بكالوريا يتلاءم أكثر مع الظروف والأوضاع في لبنان”.
وعبر عن “تأثره لما يحصل في فرنسا”، معلنا “تأييده حرية التعبير”.
غريو ل”الوطنية”
وردا على سؤال ل”الوكالة الوطنية للاعلام” عما إذا كانت المبادرة الفرنسية لا تزال قائمة بعد الأحداث التي وقعت في فرنسا، قالت غريو: “لقد أتى الرئيس إيمانويل ماكرون مرتين إلى لبنان، فهذا البلد في وضع حرج جدا، وهو على شفير الانهيار. لقد عرف في الماضي أزمات كثيرة، لكن الأزمة التي يعانيها اليوم غير مسبوقة. ولذا، لن يتمكن من النهوض لوحده، بل يحتاج إلى مساعدة المجموعة الدولية”.
أضافت: “إن فرنسا شريككم الوحيد، وهي على علاقة ممتازة مع لبنان البلد الذي تعرف وتفهم، ولديها الرغبة في مساعدته. ولدى الرئيس ماكرون قدرة على إشراك الجميع في مساعدة لبنان. إن فرنسا موجودة في كل مكان، في الأمم المتحدة ومجلس الأمن والإتحاد الأوروبي، وهو دعا الجميع إلى تحمل المسؤولية”.
وأشارت إلى “أن فرنسا كانت دائما بجانب لبنان، وستستمر في ذلك”، معتبرة أن “حفل التوقيع اليوم لمساعدة العائلات اللبنانية هو تجسيد لالتزام الرئيس ماكرون عندما جاء الى لبنان”، وقالت: “عندما تقطع فرنسا تعهدا تحترمه بقوة، فروح المبادرة الفرنسية هي الوقوف بجانب اللبنانيين، لكن عليكم أن تساعدونا في إقناع المجموعة الدولية والمانحين الدوليين والمستثمريين باستعادة الثقة في هذا البلد من خلال إجراء اصلاحات تطالب بها ليس فرنسا فقط، بل المجموعة الدولية، فهذه الإصلاحات تمكن لبنان من دخول دائرة الأمان، وتأمين ما يتطلع اليه اللبنانيون بلبنان مستقر مزدهر وسيد”.
وأكدت أن “المبادرة الفرنسية هي مسار ودينامية”، وقالت: “سنضع معالمها سويا، وسنكمل العمل مع كل المسؤولين والقوى السياسية في لبنان من أجل اطلاق هذه الإصلاحات وتشكيل حكومة بسرعة قادرة على العمل لصالح هذا البلد”.