ميقاتي بافتتاح معرض بيروت للكتاب: التحديات لا تخيفنا بل تزيدنا إصرارا على المواجهة ولبنان كله سينهض
أشار رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، خلال رعايته حفل افتتاح معرض بيروت العربي الدولي للكتاب، في دورته الثالثة والستين، في قاعة المعارض “سي سايد أرينا”، في الواجهة البحرية لبيروت، إلى أنّ “اجتماعنا اليوم في هذا المكان بالذّات، يحمل أكثر من رسالة ومغزى. فعلى مقربة من هذا المكان، كان زلزال بيروت الأخير الّذي أُضيف إلى سلسلة الزّلازل الحديثة والقديمة الّتي دمّرت مدينتنا بيروت، ولكنّها عجزت عن قتل الرّوح فيها، ولذلك فإنّ بيروت، ولو سقطت لبعض الوقت، تعود وتنهض من جديد أقوى وأكثر عزمًا وإصرارًا، بإرادة جميع اللّبنانيّين مهما قست عليهم الأيّام”.
وركّز إلى أنّ “ما لقاءنا اليوم هنا، في هذا المكان بالذّات الّذي عاد لينهض من كبوته، إلّا رسالة أمل بأنّ بيروت ستستعيد عافيتها ودورها، وأنّ لبنان كلّه سينهض بإذن الله”، لافتًا إلى أنّ “في هذه المناسبة بالذّات الّتي لا تشبه أيّ مناسبة أخرى، نجتمع، وفي ذاكرتنا الجماعيّة حنين إلى الكتاب، الّذي لا بديل عنه، مهما تعدّدت وسائل التّواصل الحديثة، ومهما تطوّرت أساليب النّشر وسرعة الإنتشار”.
وأوضح ميقاتي أنّ “للكتاب مكانة خاصّة في خلفيّاتنا الثقافيّة والفكريّة. إليه نلجأ عندما تتكاثر الهموم، وبه نسترشد الخطى. إنّه الرّافد الدّائم لكلّ جديد، وهو المعبر الحقيقي والجدّي إلى استنباط الحلول”، مبيّنًا أنّ “منه ننهل العلم، ومعه نبحر في زمن اللّامستحيلات. فهذا المعرض، الّذي أصرّ منظّموه على إقامته على رغم الظّروف المعاكسة، هو واحة لنا جميعًا، به نستظلّ وعنده نرتاح، هو المكان الطّبيعي لحركة لا تهدأ، هو الملاذ لكلّ متعطّش إلى المزيد من المعرفة”. ورأى أنّه “المفتاح الوحيد لكلّ الأبواب، إن لم نقل إنّه الحلّ الأكثر ملاءمة لأيّ أمر يستعصى علينا”.
وشدّد على “أنّنا لا نستطيع ونحن في افتتاح معرض بيروت للكتاب العربي، وفي ظلّ كلّ هذه الأزمات الّتي تحيط بنا، أن نغفل أهميّة دور الثّقافة في معركتنا الحضاريّة. إنّها معركة الحقّ ضدّ الباطل، معركة إثبات الذّات في خضمّ محاولات تهميش الهويّة اللّبنانيّة المرتبطة عضويًّا وحُكمًا بالهويّة العربيّة، الّتي ننتمي إليها كحضارة مشرقيّة”.
وذكر أنّه “قد كانت لنا عبر التّاريخ، محطّات مشرقة في تفاعلنا مع محيطنا يوم حافظ اللّبنانيّون على اللّغة العربيّة، وساهموا في تطويرها من خلال التّفاهم الثّقافي والفكري مع النخبويّة العربيّة والحركات الثّقافيّة في العالم العربي”، مؤكّدًا أنّ “معركتنا مع كلّ من يتربّص بنا شرًّا، ليست فقط بالسّياسة وبالموقف والمواجهات الميدانيّة، بل بالكلمة أيضًا وبالعلم والفكر، بالتّربية والكتاب. معركتنا هي ضدّ الجهل والمجهول، بل هي ضدّ كلّ من لا يريد لوطننا ولأوطاننا العربيّة التقدّم والاستقرار والازدهار”.
كما لفت ميقاتي إلى أنّه “ليس جديدًا على بيروت أن تحتضن الكتاب العربي، فهي كانت ولا تزال عاصمة الثّقافة العربيّة، وهي الّتي كانت منطلق الثّورات الفكريّة في العالم العربي. بها تغنّى كبار الشّعراء العرب، وكان المثقّفون يأتون إليها يوم كانت تجفّ الأقلام وتنضب. بهذه الفرادة الثقافيّة انتصرنا، وبعون الله سيكون النّصر حليفنا الدّائم في كلّ المجالات، وأهمّها إخراج لبنان من أزماته، لأنّه لا يزال حاجة دوليّة وعربيّة، ولأنّه سيبقى منارة هذا الشّرق”. وأعلن أنّ “التحدّيات لا تخيفنا، بل تزيدنا إصرارًا على المواجهة والوقوف في وجه الصّعوبات لحلّها. هذا هو تاريخ اللّبنانيّين، هذا هو حاضرهم، وهكذا سيكون مستقبلهم”.
يشار الى أن المعرض يستمر من 3 الى 13 آذار ويستقبل الزائرين من العاشرة صباحا ولغاية الخامسة عصرا.