قلب إمرأة وعقل رجل

قلب إمرأة وعقل رجل
رواية إجتماعيّة رومانسيّة رومنطية للأديبة العربيّة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى
قراءة تحليليّة بقلم: المهندس الفنّان د. حسين أحمد سليم الحاج يونس
رئيس تحرير القسم الثّقافي بالجريدة الأوروبّيّة العربيّة الدّوليّة
الرّواية فنّ أدبي نثري طويل، و سردٌ قصصي، يعتمد في أساسه على الخيال، وهو نسيج تترابط فيه مجموعة من العناصر فيما بينها وفقاً لعلاقات معيّنة، وتسير ضمن تسلسل أحداث مدروس، لوصف تجربة إنسانية إجتماعيّة، ضمن إطار من التّشويق والإثارة، تعكسه مجموعة من الشّخصيّات، في بيئة معيّنة، لها أحاسيسها واندفاعاتها، وانفعالاتها ودواخلها، التي تميّزها فيما بينها، وهنالك صلة وثيقة بين فنون السّيرة، والمقامات، والرّواية، فهذه الفنون أساس الرّواية العربية. والرّواية هي تطوّر لفنّ القصّة القصيرة، في الطّول والشّكل والمضمون واللغة…
الأديبة الرّوائيّة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، ركّزت في سرد روايتها، ( قلب إمرأة وعقل رجل )، على الوظيفة التي شاءت أن تُقدّمها في الرّواية للقارئ، حيث برز اهتمامها بمضامين عناصر الرّواية، وهي فنّ بحدّ ذاتها، انفردت إبداعًا عن غيرها من الرّوايات في جوهرها وخصوصيّتها، وتميّزت في حبكة نسائجها، كفنّ أدبيّ نثريّ، دون أن تتقيّد بضوابطَ معينةٍ، ويحتمل كلّ الإحتمالات، كونها فن أدبي قابل للتّطوّر والإستمرار، معتمدة على السّرد التّشويقي، الذي يختلف عن أنساق الأسطورة، وتختلف عن الخبر التّاريخيّ، لأنّها وحيّ من الخيال، وتختلف عن الملحمة، لأنّها من الأجناس النّثريّة، وتختلف عن الحكاية والأقصوصة، لأنّها عمل أطول منهما، وتختلف عن الخبر، لأنّها ذات بنية سرديّة معقّدة…
قلب إمرأة وعقل رجل، للأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، تتّسم بالخصائص، والسّمات الرّوائيّة ذات الطّابع الالواقعي المستند على علم الباطن والماوراء، فهي نماذج من الحكايات المزيج بين الواقع والخيال والأرضيّات والماورائيّات، لارتباطها بفنّ المقامة، وهي ذات أسلوب قصصيّ يستند إلى مجموعة من المرجعيّات التي تعتمد على المظاهر، والتّقنيّات اللغوية، لتحقيق غايات، ومقاصد تحت مظلّة اتّجاه فكري معيّن، وهي تواكب المتغيّرات الحديثة في مختلف المجالات الفكريّة، والإقتصاديّة، والإجتماعيّة، والسّياسيّة، والتّقنيّات العصريّة، والإهتمام بالنّواحي الأخلاقيّة، والحثّ على الإهتمام بالذّاتيّة الإنسانيّة، والإهتمام بالقضايا الإجتماعيّة، فأتت بمجموعها بنت الحياة المدنيّة، والإهتمام بمظاهر الحياة الحديثة، والمدنيّة الجديدة، تركيزًا على الإنتماء إلى الإتّجاه القومي، والتّراث العربي، والأصالة، مستلهمة من التّقاليد، ومن قصص، وحكايات، قدّمتها الأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان مرتضى في حلّة جديدة، لتمنح فنَّ روايتها طابعاً، وخصوصيّةً. بتصوير واقع فئة من فئات المجتمع…
وفي مضامين رواية قلب إمرأة وعقل رجل، اعتمدت الأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى على روايات الخيال الواقعي، التي ترتكز على شخصيّات مقنعة يمكن تصديقها، وسيناريو واقعي يمكن حدوثه، رغم كونها من خيال المؤلّفة، وقد أبحرت الكاتبة في حبكة عناصر روايتها ميلا واضحًا برتبط أحداثها بالحاضر القريب والواقع المعاصر، وهي رواية كُتبت لتسلّط الضّوء على بعض قضايا الحاضر في مجتمع بشريّ معيّن…
وفي التّحليل التّقويمي والتّقييمي، لعناصر رواية الأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، قلب إمرأة وعقل رجل، عكست تجلّيّات العلاقة بين الشّخصيّة الأنثويّة والشّخصيّة الذّكوريّة، وفق عناصر ومقوّمات ارتكزت عليها، لتنسج في مجموعها وتُشكّل روحيّة الفنّ الإبداعي لروايتها، معتمدة على العديد من العناصر التي تعتبر من مقوّمات ومكوّنات نجاح السّرد الرّوائي، كالشّخوص، والزّمان، والمكان، والأحداث، والصّراع، والنّظم، والفكرة، والّنهاية، والحل، واللغة، والأسلوب، والخيال…
وفي عناصر البناء الفنّي في روايتها كأدب فنّي نثري، عرضت للأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى فيها بأسلوب يهتم بطرح مشكلات و قضايا إجتماعيّة و سياسيّة و أخلاقيّة مختلفة وعالجتها وبحثت فيها، هادفة للإصلاح والتّغيير، وتقديم معلومات عن مواضيع مُتنوّعة وهادفة…
واللافت في رواية الأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، اللغة الجميلة، التي تشبه القمح الطّازج الذي يُطحن، فتصنع منه فطائر الحلوى، وسائر المعجّنات والخبز الشّهي. هكذا استخدمت الكاتبة المبدعة، عجينة اللغة، لتبهرنا بتشكيلاتها في صناعة روايتها… حيثُ ألهبت مشاعرنا في قراءة روايتها، وجعلتنا نتابع القراءة بشغف، لرؤى الخيال الذي انتهجته، ذلك الضّباب الصّوري، الذي جعلنا نتوه في أبعاد الرّواية التي ليست لها أبعاد… ونشاهد مرئيّات لا ترى، ونشعر بمشاعر لا يشعر بها النّاس العاديّون، فالخيال الذي أوحى للكاتبة، يجعل الحياة جميلة المحيا، مزركشة الألوان، شهيّة الرّوائح، عذبة النّغمات… الخيال الذي يبثّ الرّوح في العدم، ويجعل الحبيب البعيد قريباً، والجوّ المكفهرّ سعيداً…
الأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة الرّوائيّة ريان عبّاس مرتضى، قدّمت لنا في روايتها معلومات جديدة، تفيدنا، وتوسّع مداركنا، وتنبّهنا لما نجهله، فأتت مصدر معرفة لنا لا يستهان بها، ولا يمكن تجاهلها… طارحة فكراً جديداً يُثقّف القارئ، ويجعله ينشط للبحث عن تفاصيل هذه القضايا التي أثارتها في روايتها. ومن جماليّات روايتها، تلك الرّؤى التي نسعى للتعرّف عليها، مثل رؤيا الآخر لقضيّة ما، ووجهة نظر الآخر، والرّأي الآخر… والتي تثير أسئلة تجعل القارىء يتساءل بأسئلة تورّطه في القضيّة مدار السّرد، وتجعله شريكاً في متعة الرّواية، التّفاؤل و التّشاؤم، في الألم، و في الأمل…
رواية قلب إمرأة وعقل رجل، صوّرت فيها الأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، ما انطوى عليه كيانها من غوامض وأسرار، وما تناهى لوجدانها من رؤى في البعد الآخر، يُقارب الواقع بنسج سيّالات الخيال، لينتقل بالكاتبة تحرّرًا وانفلاتًا من ربقات المادّة الكثيفة، انطلاقًا أثيريّا إلى العالم الشّفيف عالم الرّقيّ، عالم السّيّالات الرّاقية في درجات النّعيم، صُعُدًا وسموّا وترقيّا فوق عالم الأرض التي هي على أبواب الجحيم…
وا لأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، نقلتنا بمضامين أفكارها لخوض التّفكّر والتّمعّن والتّأمّل، للوصول إلى الغوص في أسرار الوجود، وكشف الغموض وإدراك معنى الوجود والحياة، باستلهام ما مضى من الأحداث فيما مضى من حيوات سابقة، حملتنا على التّجسّد في دورة حياتيّة مرحليّة في هذه الأرض، جرّاء استحقاقات أعمالنا في سابق حيواتنا الماضية في عوالم مادّيّة أخرى…
وجوهر رحم رواية قلب امرأة وعقل رجل للأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، يُختصر بحزم من الخلجات النّفسيّة، المتفاعلة بين العواطف والعواصف والأعاصير، والهواجس والتّوجّسات، التي ترتعش بها نفس امرأة لوقوعها في معاناة حبّ رجل من نوع ذكوريّ آخر، غريب الأطوار عجيب الأفكار، لا يُشبه الآخرين من بني جنسه، ولا يُشبهه الرّجال رغم أنّه من صنف الرّجال…
وبناءً على ما أبحرت في ثنايا كلمات وجمل وتعابير وتوصيفات في جوهر الرّواية المُسمّاة بـ ( قلب إمرأة وعقل رجل ) للأديبة اللبنانيّة البعلبكيّة ريان عبّاس مرتضى، أستطيع أن أخلع عليها بثقة وقناعة سِمة دكتورة في فنون الأدب الرّوائي، وأتوّجها أديبة روائيّة من كبار أديبات وروائيّات العالم العربي، تتعملق عنفونًا فوق ربى جبالنا الشّمّ، وبين باسقات أشجار أرز لبنان المُقدّسة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *