واقعٌ وخيال

سامية خليفة

واقعٌ وخيال
بعدما أسدلَتْ عيونُ المُهجِ جفونَها
اللّيلُ الأعمى
يطالُ اغترابَ النفوسِ الساهدة
الحلم يتشرّدُ
يبيتُ على قارعةِ الخرابِ
تأكلهُ وحوش القفارِ
أنظرُ من نافذةِ الرّوحِ
من كوّةٍ ضيقةٍ دسسْت فيها
ذاتَ حلمٍ أمنيةً
أراها
تخمّرتْ عجينتُها!
أطيرُ برحلةِ خيالٍ خصيبٍ
أصطدمُ بمطبّات واقعٍ رهيبٍ
الأصقاعُ أمستْ مهجورةً،
والأمنيةُ أمستْ طرقاتُها قاحلةً!
كنا فيها ذاتَ أملٍ
نحيا شعبًا
كانت الضحكاتُ فينا
مشاعلَ
أصبحَ اليأسُ لصيقًا لنا
مستنقعاتُه تنهّداتٍ
حتّى القمر اختفى
وامعنَ في الاغترابِ!
العينانِ مثقلتانِ
والصّمتُ يلفًّ المكانَ
هل أنادي على الوطن
كي يستفيق من غيبوبتِه؟
هل أنادي على سفنٍ أمخرتْ
وعلى متنِها ذكرياتُ تاريخٍ من أمجادٍ
الحلمُ كليمٌ والقصائدُ
تناثرتْ حروفُها
على شواطئِ الزّمان؟!
وإن ناديْتُ
حتما صلافةُ الواقعِ لن ترحمَ
فما للخيالِ من آذانٍ كي يسمعَ النداءَ.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *