الدّكتورة سامية عبد الرّحمن خليفة وتحدّيات الأسرة في المجتمع المعاصر

حاورها: رئيس تحرير القسم الثّقافي بالجريدة الأوروبيّة العربيّة الدّوليّة / الدّكتور حسين أحمد سليم الحاجّ يونس

الدّكتورة سامية عبد الرّحمن خليفة وتحدّيات الأسرة في المجتمع المعاصر

 

عبر إتّصال هاتفي على صهوة الأثير الرّقمي، تواصلنا مع الدّكتورة سامية عبد الرّحمن خليفة، وكان لنا معها هذا الحوار، حول تحدّيات الأسرة في المجتمع المعاصر…  

 

كيف تعرّفين لنا الأسرة والعائلة؟

الأسرة هي العائلة المصغرة… فالعائلة أكبر، تتكون من عدة أسر، والأسرة هي وحدة قائمة على التعاون المتبادل بين أفرادها من زوجين وأبناء، اقتصاديا واجتماعيا، حيث تكون مهمة الزوجين إعالة الأبناء، فإن كبروا توجب على الأبناء إعالة الوالدين…

 

وكيف تم تعريفها من الباحثين؟

بل وفوجل عرف الأسرة ببما يلي:

” الأسرة هي وحدة بنائية، تتكون من رجل وامرأة، يرتبطان بطريقة منظمة اجتماعية مع أطفالهم ارتباطا بيولوجيا او بالتبني .”

التبني قد ينطبق على الأسر غير المسلمة، لأن الإسلام نهى عن عملية التبني…

 

هل العلاقات المثليّة شذوذ جنسي؟

الشذوذ الجنسي لعبة قذرة لتفكيك الأسرة… حيث يعمد الغرب إلى الترويج العلني للشذوذ الجنسي، وذلك كلعبة تعتمدها الدول الرأسمالية للحد من النسل…

فالعلاقات المثلية لا تنتج أطفالا…

 

كيف تتم المعالجة لهذه الحالة؟

على الدول العربية، أخذ جانب الحيطة والحذر بتثقيف الشعوب، وتنبيه الشبيبة وتوجيههم، كي لا يقعوا أسرى لهذه اللعبة القذرة، التي يروج لها من خلال رموز وشعارات…

 

هل الأهل يعرفون خفايا هذه الجائحة؟

ربما الأهل لا يعرفونه…

 

كيف يتعرّف عليها الأبناء؟

قد تنقل على أغلفة الدفاتر او على القمصان… الابناء قد يتعرفون على تلك الرموز، بفضولية ليصبح الشذوذ بالنسبة إليهم أمرا عاديا ومقبولا…

 

كيف يتقبّل الأباء مثل هذه الحالة غير القويمة؟

الأبوان يتقبلان الفكرة حسب ظن الأبناء رغم أنهما يجهلانها كليّا. ..

 

هل الخوف انتشر من التماهي بالأسرة الغربية؟

الخلل الذي بدأ يؤثر على الأسرة العصرية عالميا، هو في تشجيع الزواج بين المثليين، وقبول بعض الدول لذاك الزواج على أنه حق، لذا تعمد بعض تلك الدول للترويج لهذه الظاهرة، عبر وسائل الإعلام…

 

هل مواقع التّواصل الإجتماعي لها تأثيرها على الأبناء؟

للأسف أكثرها تداولا هو على مواقع التواصل الاجتماعي، التي بدأت تؤثر سلبا على عقول الشبيبة…

فما أسهل من الدخول الى المواقع الإباحية، وبرامج الترويج…

 

كيف نقضي على ذلك؟

إن لم نكن أبوين لنا ادوارنا في حماية وتحصين ابنائنا، من زلات الانحراف والشذوذ… لذا حماية الابناء هي واجب على الأهلين، وتحديات الظاهرة تبدأ من الدولة، التي عليها أن تخصص إعلاما موجها، لبناء الأسرة الصحيحة… وللأسف حين تتدخل الدولة في الخلافات الأسرية، لا تبقي ودا بين الطرفين المتنازعين، فالزوجان قادران اكثر على حل خلافاتهما .

 

هل الدين الإسلامي يحصّن الأسرة المعاصرة من التيارات الغربية المهيمنة على العالم: ؟

هناك آيات قرآنية تنيرنا لمعرفة مدى خطورة ذلك الشذوذ… وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ (54) أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِنْ دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (55) فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ قَالُوا أَخْرِجُوا آَلَ لُوطٍ مِنْ قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ (56) فَأَنْجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلَّا امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ (57) وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِمْ مَطَرًا فَسَاءَ مَطَرُ الْمُنْذَرِينَ ”

هل الحالة الاقتصادية المتدهورة لها تأثيرها على الأسرة بتفكيكها وإضعافها : ؟

كلنا ندرك أن الكثير من بلداننا العربية، تعرضت لظروف مأساوية من حروب ونكبات، أثرت بلا ريب على الأوضاع الاقتصادية، فإفرازات الحروب كثيرة… منها التشويهات الجسدية والامراض النفسية والقتل وانتشار السرقات وفساد السلطات والفقر المدقع، الذي تعيشه أغلبية تلك البلدان… وأخيرا أزمة النفط والتلاعب بالدولار، حتى وصلت قيمة العملة المحلية إلى الحضيض، وكما أن الحالة السياسية المتأزمة تتبعها حالة اقتصادية متدهورة… لذلك حتما سيؤثر على الحالة الاجتماعية التي ستصبح بوضع كارثي، ليصبح الطلاق سهلا وبالتالي سوف تتأثر الأسرة وتتفكك ويتعرض الأبناء لأشد الضغوطات النفسية قساوة، وهي الشعور بعدم الأمان وعدم الاستقرار…

 

هل الانفتاح على الثقافات الأخرى يؤدي الى الخوف من التماهي بظاهرة الوالد المنفرد والأم العزباء؟

في احصاءات العام ١٩٩٠ تبين في المجتمع الغربي، أن الأسرة التي تتكون من زوجين وأطفال لا تتعدى نسبتها ٢٦ % ،وأما بقية ما يعتبرونه أسرة فيتشكل من والد منفرد ومن أم عزباء ومن علاقات المساكنة، وهي علاقات تحرمها الاديان السماوية…

 

كيفية المواجهة برأيك؟

لا يمكن مواجه هذه الظاهرة إلا برفضها رفضا تاما، لكي تبقى أسرتنا العربية أسرة متماسكة .إن الانفتاح على الغرب لا يعني التطور فما هو قويم نأخذ به وما هو ضد الشريعة والأخلاق ننبذه…

ما هي توصياتك للمعنيّين؟

على المفكرين والباحثين والعاملين في التنمية المستدامة، حث الدولة على كل ما يمكن أن يسهل من فرص الزواج للشبيبة، كتأمين الطبابة وسهولة إيجاد المسكن والعمل بقدر المستطاع، على حل أزمة البطالة وارتفاع الأسعار، لأنها عوامل مباشرة في زعزعة صورة الأسرة المتينة، وتؤدي إلى تفكيكها، ويكون الأبناء والأجيال الآتية هم كبش فداء…

 

هل تنصحين الشباب بضرورة الزواج في هذا الواقع؟

على الشباب أن لا يتسرعوا في قرار الزواج، إلا بعد تأمين الناحية الاقتصادية، لأنها تلعب دورا كبيرا في استقرار الأسرة...

 

حدثينا بإيجاز عن سيرتك الذّاتيّة وبياناتك الشّخصيّة؟

سامية عبد الرحمن خليفة / شاعرة – فنانة تشكيلية. .

مواليد بيروت 11 آب 1959

حصلت على شهادات دراسية علمية في علم النفس العام ..دبلوم فن الرسم والتصوير . – سنة ثالثة أدب عربي.

المنجزات:

رواية ورقية سرديات نخلة عمل مشترك مع القاص العراقي صالح خلفاوي. ديوان :هاتفني الحب ديوان أمطر حبا ..دارغوايات ديوانان ورقيان مشتركان مع الشاعر المغربي أ. عبد القادر الغريبل: – ديدان الأرض الطيبة ليس هذا رأسي ولا تلك أفكاريشاركت في دواوين عديدة منها: المرأة الإلهية/ميزوبوتاميا بوح أدرد” في جزئيه الأول والثاني.

 الإصدارات إلإلكترونية تزيد عن 7 إصدارات ,, – توثيق لعدة دراسات نقدية ، ومقدمات لكتب العديد من الشعراء .

حصلت على ١٧ شهادة دكتوراه فخرية ،ودروع تكريمية وشهادات فخرية في العمل الإنساني والأدب والشعر .

عضو بارز في المؤسسات الأدبية اللبنانية : – مسؤولة القسم الثقافي في الشبكة العربية العالمية للإعلام رئيسة التحرير مجلة حرف ولون الإلكترونية رئيسة تحرير مجلة أغاريد الأدبية الالكترونية إدارية فاعلة في العديد من المنتديات الأدبية أمينة السر في مجموعة الشيخ شقران أمينة السر في منتدى حرف ولون امينة الصندوق في الدار الثقافي اللبناني العربي من أسرة تحرير مجلة انخيدوانا الفصلية النسوية تصدر في العراق .

سامية عبد الرحمن خليفة بيروت ١١ آب ١٩٥٩ أديبة وشاعرة وفنانة تشكيلية وناقدة…

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *