الإسْتِفْزازُ و الجَلَبَةُ والشَرِكُ

سعد الدين فقيه

( الإسْتِفْزازُ و الجَلَبَةُ والشَرِكُ – Provocation & fuss & trap ).
—————————
إنَّمَا الإستفْزَازُ مَسْلَكٌ شَيْطَانِيٌّ مُسَوَّمٌ – يَنْطَلِقُ بِسُرْعَةٍ فائِقَةْ – وُضِعَ بإتْقَانٍ ، لِتَضْلِيْلِ النَّفْسِ الفَرْدِيَّة – الإنسَانُ – وإفْقادِها توازُنِها القَائِمِ على وَعْيِها السَّلِيْمِ المُوْجِب ، وَالغايَةُ القُصْوَى لذَلِكَ المَسْلَكُ السَّلْبِيّْ ، تَكُوْنُ في ، إثارَةِ المَشاعِرِ ، وتَهْييْجِ الأحاسِيْسِ ، وإزْعَاجِ الخَوَاطِرْ .
ولأنَّ الصَّوْتَ في الخَلْقِ الآخَرْ – الحَيَوانَات – هُوَ لُغَةُ الإتِصَالِ المُشَفَّرَةِ encrypted فِيْما بَيْنَهُمْ ، القائِمَةْ على الإسْتِصْراخْ ، والإسْتِئلافْ ، والإستِدْعاءْ ، والإستِدْفاعُ ، إذْ لَهُمْ في هَذِهِ الأحوالِ المُخْتَلِفَةْ ، أصْواتٌ voices مُتَفَرِّقَةْ ، هِي غَانِيَةٌ كافِيَةٌ لإيْصَالِ المُرادِ مِنَ المَطالِبِ وَالأوامِرِ ، فإنَّ ذَلِكَ الوَصْفَ ينْسَحِبُ على الإنْسَانِ ، لِمَا لَهُ مِنَ الشَراكَةِ ، والمُطابَقَةْ ، والمُقارَبَةِ مَعَهُم لأحْوالِ أصْواتِهِ المُخْتَلِفَةِ والمُتَفَرِّقَة ، إذْ أنَّ الصُّرَاخَ لَدَيْهِ – الصَّوْتُ المُرْتَفِعْ – يُثِيْرُ المَشاعِرَ ، وَيَهْزُزُها ، بالصِّياحِ والصَّخَبِ ، والضَجَّةِ التي تَخْتَلِطُ فِيْها الأصْواتْ ، بالتَّالي إِخْراجُ النَّفْسِ عَنْ طَوْرِهَا ، وَإِحْداثُ حَالَةْ مِنَ الغَيْظِ لَدَيْها ، والانْفِعَالِ ، والمَضَاضَةِ ، والمُضايَقَةْ ، ثُمَّ دَفْعِهَا إلى التَعَدِّي والتَجاوُزْ والعدْوانْ !..
{{ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ … }} .
ثُمَّ الجَلَبَةُ ، التي تَجْلِبُ مَظاهِرَ الخُيَلاَءِ ، بالتَّكَبُّرِ ، والكِبْرِيَاءِ ، وَالعُجْبِ كالإِعْجَابِ بِالنَّفْسْ ، والرَجِلُ كُلُّ مَنْ قَوِيَ على المَشْيِ ، وهو رَجِلٌ ، ورَجَلٌ مِنَ الأَرْجَالِ ، فإذا بَلَغَ أشُدَّهُ أصْبَحَ ذَا مِرْجَلَةْ يَسْتَضْعِفُ ويُصَعِّرُ بِهَا خُدُوْدَ النَّاسِ .
{{ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِم بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ … }} .
ثُمَّ الشَرَكُ مِنْ شَرَكَ ، وجَمْعُهُ أَشْرَاكُ ، وشِراكُ ، وَشُرُكْ ، وَالشَّرَكُ هُوَ حَبَائِلُ الصَّيْدِ ، وَالمِصْيَدَةَ ، وَالكَمِيْنُ ، وَمَصْدَرُهُ شَرِكَ ، أَيْ نَصَبَ الشَّيْطانُ شَرَكًا فِي الأموالِ ، كالإقْراضِ الرِبَوِيِّ المُهِيْنِ ، وَدَبَّرَ مَكِيْدَةً ، وَتَآمَرَ على النِّشْيءِ والْجِيْلِ الجَدِيْدِ – الأولادْ – ليَكُوْنوا في مَعْزِلٍ عَنْ تَرْبِيَةِ والِدَيْهِمْ ، وَنَشْأتِهِمْ فِي كِيانِ الأسْرَةْ الصَّالِحَةْ ، فيسْحَقُوا تَحْتَ وَطْأَةِ التَّمَلُّقِ الإمْلاقِ مِنَ الإرْزاقْ !..
{{ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ }}.
ثُمَّ وَعْدُ الشَّيْطانِ البَاطِلْ ، الذي يَعِدُ ثُمَّ يُخْلِفُ ، وَمَا وَعْدُهُ إلَّا :
{{ يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ ۖ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا}}.
{{ وَعِدْهُمْ ۚ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }}.
ابو الورد الفقيه

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *