نفحات روحيّة
الشاعر د. تركي محمد صالح الطلاع / سورية
نفحات روحية
روحي ترف إلى الأصيل وقد تحلى
وصبوت لنجمه الوضاء كعقد عرس
وأخذت من الطبيعة حليتيها
وجلست اسامر الدجى وعناق شمس
واحن إلى نهر الفرات بكل صبح
حيث تداعبها الطيور بغير وجس
وتركت مظاهر الحضارة وبهجتها
ووضعت ترحالي حيث رميت غرس
وعشت الحياة بكل نقائها
لانجو من المراوغة والدس
مااذاني يوما حديث فقير وغني
وما شكوت يوما أذى قيظ وقرس
واصحوا حيث تباكرني النسام
واشم عطرها من ورد وورس
وعزفت عن الناس ولا أبغي سميرا
لغير هاتين من جن وانس
أنا الذي إذا جن الظلام وحان ليلي
ركبت سفينتي وملأت كأسي
وارتشفها مشعة كنار
وارسلها مضرجة كبؤسي
والكؤوس تزدحم على شفاهي
لاشبعها بضماتي وبؤسي
واجد الرضى بها كنفحات فجر
أراها تنير بصيرتي وتشد قوسي
وما قوة حالي وبي ألم ملح
يتغلغل في غدي واقض أمسي
اغالب قوة الأمواج وحدي
كأن سفينتي تجري لتعسي
حتى الرياح لم تحجب اذاها
ولا الميناء مرتقب لترسي
وأنا لست لائم أحد لأني
شحدت عزيمتي وكتبت إسمي
لاعيش مع المحيط ولست منه
وقد أذنت لهم عشقي وحبي
وأعلم أن السجون لاتحلوا لساكنيها
ولو فرشت بكل أنواع الدمسقي
تركي محمد صالح الطلاع
سوريا