الرفاعي
آل الرفاعي
الرفاعي
آل الرفاعي
من الأسر الإسلاميّة البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة، تعود بجذورها إلى القبائل العربيّة التي أسهمت في الفتوحات العربيّة في مصر وبلاد الشام والعراق والمغرب العربي والأندلس، كما انتشرت في بعض البلاد والمدن الإسلاميّة الأخرى. لهذا ندرك الأسباب التي أدت إلى انتشار الأسرة الرفاعية في بيروت وبعلبك والبقاع وصور وعكار وطرابلس ومناطق لبنانية أخرى، وفي سوريا والأردن وفلسطين ومصر والعراق ومكة المكرمة والمدينة المنورة ودول المغرب العربي، وفي بعض الدول الإسلاميّة غير العربيّة بما فيها إستانبول وبعض المدن التركية.
تعتبر الأسرة الرفاعية من الأسر الشريفة التي تعود بنسبها إلى آل البيت النبوي الشريف، لا سيما إلى جد الأسرة القطب الكبير السيد أحمد الرفاعي الكبير (صلى الله عليه وسلّم) من مواليد قرية حسن في العراق عام 512 هـ والمتوفى عام 578 هـ في بغداد، وهو الشيخ الزاهد القدوة العارف بالله أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد بن يحي بن حازم بن علي بن رفاعة، وقد نسب من جهة أمه إلى سيدنا الحسين ابن السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول محمد (صلى الله عليه وسلّم). كما اتصل نسبه بأمير المؤمنين أبي بكر الصديق (صلى الله عليه وسلّم) من جهة جده الإمام جعفر الصادق لأن أم الإمام جعفر الصادق هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق (عليه السلام)، له كرامات عديدة.
ومن المعلوم أن الجد الجامع لأنساب السادة الرفاعية وفروعهم الشريفة في الديار العربيّة والإسلاميّة هو السيد علي أبو الفوارس حازم الرفاعي الحسيني ابن السيد أحمد ابن السيد علي ابن السيد أبي المكارم رفاعة الحسن الهاشمي المكي نزيل اشبيلية عام 317 هـ . له كريمتان هما السيدة زينب والسيدة فاطمة رضي الله عنهما. وقد تفرع من شقيقيه السيد إسماعيل والسيد سيف الدين عثمان ومن ابن عمه وزوج شقيقته ست النسب السيد عثمان ابن السيد حسن ابن السيد محمد عسلة ابن السيد أبي الفوارس الحازم جميع فروع الأسرة الرفاعية في العراق والشام والمغرب العربي وبلاد الحجاز وسواها.
ويسوق صاحب الدرر البهية نسب الإمام الجليل الشيخ السيد أحمد الرفاعي (عليه السلام) الذي يجتمع في عموده نسب آل الرفاعي كلهم وهو مولانا وسيدنا وشيخنا القطب الشهيد السيد الشيخ أحمد محيي الدين أبو العباس (عليه السلام) ابن السيد السلطان علي ابن الحسن المكي دفين بغداد ابن السيد يحي أبي أحمد نقيب البصرة المغربي ابن السيد ثابت ابن السيد الحازم علي أبي الفوارس ابن السيد أبي علي أحمد المرتضى ابن السيد علي أبي الفضائل ابن السيد الحسن الأصغر رفاعة الهاشمي المكي نزيل بادية اشبيلية في المغرب عام 317 هـ (وإليه تعود نسبة آل الرفاعي) ابن السيد أبي رفاعة المهدي ابن السيد أبي القاسم محمد ابن السيد الحسن الأكبر المكنى بأبي موسى رئيس بغداد نزيل مكة المكرمة ابن السيد الحسين عبد الرحمن الرضي المحدث ابن السيد أحمد الصالح ويقال له الأكبر ابن السيد موسى الثاني، ويقال له أبو يحيى وأبو سبحة ابن الأمير الجليل السيد أبي محمد إبراهيم المرتضى ابن الإمام محمد الباقر ابن الإمام علي زين العابدين السجّاد ابن الإمام الحسين (رضي الله عنهم أجمعين).
ونظرًا لكثرة فروع الأسرة الرفاعية، ونظرًا لتنوع انتشارها، فقد أشار علماء الأنساب إلى عدة فروع حملت لقب الرفاعي منهم على سبيل المثال:
الرفاعي: نسبة إلى الجد الأعلى للأسرة رفاعة، اشتهر منها المحدث أبو هشام محمد بن يزيد بن محمد بن كثير بن رفاعة بن سماعة الكوفي. ولى القضاء في بغداد وتوفي فيها عام 240 هـ .
الرفاعي: نسبة إلى رفاعة بن نصر بن مالك بن غطفان بن قيس بن جهينة بن زيد، بطن من جهينة، وممن ينسب إليه المحدث عمرو بن مرة بن عبس بن مالك بن المحرث بن مازن بن سعد بن مالك بن رفاعة.
وأشار «معجم قبائل العرب» إلى العديد من فروع الأسرة الرفاعية منها:
1- رفاعة: بطن من بني زيد بن حَرَام بن جُذام، من القحطانية. كانت مساكنهم مع قومهم جذام بحوف في الديار المصرية.
2- رفاعة: قبيلة من سُليم بن منصور من قيس بن عيلان من العدنانية.
3- رفاعة: بطن من عامر بن صعصعة من العدنانية. كانت مساكنهم في الديار المصرية.
4- رفاعة: بطن من بني مالك، من قبيلة جهينة التي تمتد منازلها من ينبع إلى الوجه في الديار الحجازية. ينقسم هذا البطن إلى أفخاذ: المشاهير، الماونة، الوهبان، والثرود.
5- رفاعة: بطن من فهو، من القحطانية.
6- رفاعة بن جفنة: بطن من الأزد، من القحطانية وهم رفاعة بن جفنة بن عمرو مُزَيقياء.
7- رفاعة بن عذرة: بطن من عذرة بن زيد من قضاعة، من القحطانية.
8- رفاعة العبيدات: من قبائل الحجاز، مساكنها شرق الطائف إلى الجنوب.
9- الرفاعي: من عشائر محافظة حوران.
10- الرفاعية: من عشائر الجولان.
11- الرفاعية: من عشائر عجلون.
12- الرفاعيون: من قبائل العرب في السودان، وتنسب إلى جهينة.
13- الرفايعة: عشيرة في منطقة عجلون، من سلالة الحسين بن علي عليهما السلام، خرجوا من معرة النعمان أحد أقضية حلب، وتوطنوا في قرية علمال، ولهم أقارب في البلقاء.
14- الرفايعة: من عشائر الشويك، يقال لهم «عيال خليفة» وأصلهم من الحجاز.
ويشير «جامع الدرر البهية» إلى فروع كثيرة تنسب إلى الأسرة الرفاعية منها:
1- جندل الرفاعي: تنسب إلى القطب السيد محيي الدين إسماعيل الجندل الدمشقي ابن السيد أحمد بن القطب شمس الدين محمد سبط الحضرة الرفاعية، وهو فرع منسوب إلى آل البيت النبوي الشريف.
2- جندل الرفاعي: تنسب إلى جدهم الأعلى السيد جندل نزيل حمص ابن السيد عبد الرحيم بن علي بن عبد الله بن محمد ابن القطب السيد محيي الدين إسماعيل المعروف بجندل المنيني دفين قرية منين من أعمال دمشق. يعود بنسبه إلى الإمام الحسين .
3- حجو الرفاعي: فرع حمص من الأسرة الشريفة، وجدهم الأعلى السيد عبد القادر جندل الرفاعي، يعودون بنسبهم الشريف إلى الإمام الحسين (t).
4- القاضي الرفاعي: فرع حمص من الأسر الشريفة.
5- جميل الرفاعي: فرع قبيلة النعيم الرفاعية الحسينية.
6- الحريري الرفاعي: يعود هذا الفرع بنسبه إلى الجد الأعلى السيد علي أبي الحسن من قرية حرير من بصرى الشام وتعرف ببصرى الحريري.
7- القاضي الرفاعي: وجدهم الأعلى هو السيد عبد القادر بن عبد الرحيم بن جندل بن علي ابن السيد جندل نزيل حمص. وهذا الفرع فرع واحد مع آل جندلي وجندل الرفاعي وحجو الرفاعي وجميعهم من حمص.
8- الوهبان الرفاعي: أسرة منسوبة إلى الإمام الحسين تعود بنسبها إلى جدها الأعلى السيد عبد الوهاب بن عز الدين بن السيد أحمد بن السيد إسماعيل الرفاعي شقيق القطب الشيخ أحمد الرفاعي الكبير.
9- سائر الفروع الشريفة المنسوبة إلى الأسرة الرفاعية الشريفة، وهي تقدر بمئات الأسر البيروتيّة واللبنانيّة والعربيّة.
ومن الأهمية بمكان القول، أنه من الصعوبة بمكان حصر أعلام وأفراد الأسرة الرفاعية في بيروت ولبنان والعالم العربي والإسلامي نظرًا لكثرتهم وتشعب فروعهم، وحملهم للقب الرفاعي وألقاب أسر عديدة أخرى، لهذا، فإننا سنشير إلى بعض أعلام وعلماء هذه الأسرة الشريفة. برز من الأسرة الرفاعية الشيخ أبو الهدى الصيادي أحد كبار العلماء المقربين والمستشارين للسلطان عبد الحميد الثاني (1876 – 1909). كما برز نقيب السادة الأشراف السيد محمد ابن السيد قاسم ابن السيد محمد الجندلي الرفاعي البعلبكي (1835 – 1930) تولى نقابة السادة الأشراف في بعلبك بفرمان سلطاني في عام 1900. وفي هذه الأثناء زار إستانبول ونزل وابنه السيد عبد الغني بك الرفاعي في التكية الصيادية الرفاعية، وكان في استقبالهما شيخ التكية وشيخ الإسلام في عصره الشيخ السيد الشريف أبو الهدى الصيادي الرفاعي شيخ السجادة الرفاعية.
هذا، وقد أصبح السيد عبد الغني بك الرفاعي (المتوفى قبل والده عام 1926) قطبًا روحيًا وسياسيًا في بعلبك والمناطق الشامية، لهذا زاره الكثير من الزعماء والقادة والوجهاء منهم على سبيل المثال: الملك فيصل ابن الشريف حسين، سلطان باشا الأطرش، هاشم بك الأتاسي، آل بيهم وعمون، والشيخ عبد الرزاق الصيادي شيخ السجادة الرفاعية بعد شقيقه الشيخ السيد أبي الهدى الصيادي الرفاعي. كما زاره السيد طالب باشا النقيب الرفاعي المرشح لاعتلاء عرش العراق، الذي تولاه فيما بعد الملك فيصل ابن الشريف حسين. كما زاره السيد حسن خالد بابا ابن السيد أبي الهدى الصيادي رئيس وزراء الأردن، والقائد العسكري في دمشق – رئيس الوزراء فيما بعد رضا باشا الركابي، والمفوض السامي الفرنسي في لبنان وسوريا، والشيخ بشارة الخوري، وسليم بك تقلا محافظ البقاع.
برز من الأسرة الرفاعية السيد الشيخ محمد علي الرفاعي (1850 – 1926) شيخ السجادة الرفاعية، والسيد محمود الشماعي الرفاعي (1885 – 1945) والشيخ قاسم الشماعي الرفاعي أحد كبار علماء بعلبك وبيروت المحروسة. كان مقيمًا في بيروت، مدرسًا في معاهدها الشرعية، وخطيبًا في مساجدها. أسهم إسهامًا بارزًا في النهضة واليقظة الإسلاميّة في بيروت والمناطق اللبنانيّة. له الكثير من المؤلفات في مقدمتها كتابه في تاريخ بعلبك.
هذا، وقد أشارت وثائق سجلات المحكمة الشرعية في بيروت في العهد العثماني إلى الكثير من أجداد آل الرفاعي البيارتة، منهم على سبيل المثال السادة: الشيخ سعيد ابن المرحوم الشيخ سليم الرفاعي عام 1259 هـ – 1843 م وفخر المشايخ الشيخ مصطفى الرفاعي كما ورد لقبه في سجلات المحكمة الشرعية في بيروت. والشيخ أحمد الرفاعي الوكيل الشرعي عن رفعتلو حسن شوقي مدير أوقاف صيدا. والشيخ أحمد ابن الشيخ عبد الله الرفاعي متولي زاوية المجذوب في بيروت ووكيل مدير أوقاف صيدا، وهو في الوقت نفسه شيخ مشيخة الذكر الرفاعي. عرف من أولاده عام 1386 ه السادة: الشيخ مصطفى الرفاعي متولي جامع الأمير منذر التنوخي، الشيخ عبد الله، محمد أمين، ومحيي الدين وهم الراشدون، وسعد الدين وخير الدين وبهاء الدين القاصرون. وبما أنهم من الأسر الشريفة المنسوبة إلى آل البيت النبوي الشريف فهم جميعًا مستثنون من الخدمة العسكرية. وقد كان عبد الله ومحيي الدين من موظفي جمرك بيروت، بينما كان محمد أمين موظفًا في المكتب الإعدادي الطبي في الآستانة لتعليم الطب. وتبين بأن الشيخ مصطفى ابن الشيخ أحمد عبد الله الرفاعي تتوافر فيه الأهلية لتوجه إليه مشيخة الذكر الرفاعي ووظيفة القيّم والمؤذن في زاوية المجذوب استنادًا إلى مضبطة من جميعة مشايخ الطرق العلية في بيروت وذلك في 2 محرم عام 1305هـ بمعاش شهري وقدره مئة وخمسون قرشًا تصرف له من غلة عقارات زاوية المجذوب. وقد تولى السادة الرفاعية إمامة هذه الزاوية لمدة خمسين سنة، وكانوا يقيمون فيها الأذكار على الطريقة الرفاعية.
كما برز من أسرة الرفاعي البيروتيّة الشيخ مصطفى ابن الشيخ عبد القادر الرفاعي متولي أوقاف زاوية الحمراء في باطن بيروت. ومن الملاحظ أيضًا، أنه نظرًا للعلم الذي تميز به علماء الأسرة الرفاعية، ونظرًا لنسبهم الشريف، فقد تولى علماء الأسرة إمامة وخطابة الكثير من مساجد بيروت المحروسة وبقية المناطق اللبنانيّة، بما فيها إمامة وخطابة مسجد الإمام عبد الرحمن بن عمرو الأوزاعي (رضي الله عنه) في منطقة حتنوس التي عرفت منذ العهد العباسي باسم «الأوزاعي» عندما دفن فيها الإمام العظيم عام (157هـ- 777 م). ومنذ العهد العثماني (1516 – 1918) أصدر السلطان العثماني فرمانًا سلطانيًا بتوجيه وظيفة «ترميم مقام حضرة الإمام الأوزاعي» وقد أسندت هذه الوظيفة إلى علماء ومشايخ آل الرفاعي. كما كان لآل الرفاعي ولأولادهم ولبناتهم الكثير من الأوقاف الإسلاميّة في بيروت المحروسة.
هذا، وقد شهد تاريخ الأسرة الرفاعية العديد من العلماء والمحدثين والفقهاء منهم السادة.
1- أبو العباس أحمد الحسيني الرفاعي (المتوفى 578 هـ – 1182 م) صوفي من الكبار، شافعي المذهب. من مواليد قرية حسن من أعمال واسط في العراق. فقيه صوفي – له الكثير من المريدين، وهو يعتبر من مؤسسي الطريقة الرفاعية. توفي في قرية أم عبيدة في البطائح بين واسط والبصرة. له «تفسير سورة القدر» و«الطريق إلى الله» و«شرح التنبيه في الفقه» وجمع كلامه في رسالة دعيت «رحيق الكوثر».