الانهيار الأسري
بقلم سامية خليفة / مراسلتنا من بيروت - لبنان
بقلم سامية خليفة /لبنان
الانهيار الأسري
ما هي الطرق الكفيلة الساعية نحو بناء أسرة سليمة هي بمثابة مجتمع مصغر له بنية متكاملة وأسس ثابتة؟ مجتمعاتنا تعاني من مشاكل كبيرة فإن انطلقنا من اعتبار أن الأسرة هي عبارة عن مجتمع مصغر نجد أن الزواج هو أهم مكون للأسرة حيث لا أسرة بدون زوجين ينجبان الأطفال لذا تقع مسؤولية الاختيار الجيد فالرجل يبحث عن امرأة صالحة والمرأة أيضا على أهلها أن يتحققوا جيدا لمعرفة معلومات مؤكدة عمن سترتبط به ابنتهم وأن تقبل به لخلقه أكثر مما يمتلك من مال وجاه.لكل بلد مشاكل تختلف في حدتها وخفتها عن الأخرى ، حيث تختلف التقاليد والعادات وطرق العيش تبعا للمحيط والمناخ والديانات والعقائد وغيرها من الأمور .
إلا أن هناك ما يوحدنا وهو اللغة العربية رغم أن اللهجات لا تختلف فقط بين بلد وآخر بلد أيضا تختلف ضمن الشعب الواحد ،فإذا نظرنا إلى التأثيرات الخارجية نجدها وقد شملت كل شيء . ونطرح السؤال هل في نفس الوطن هناك عوامل مشتركة بين الأسر في المجتمع؟ كل الأسر تسعى إلى إيجاد توازن لها تتجنب به أي شرخ يمكن أن يصيب دعائمها أي تسعى إلى عوامل ثابتة تؤمن لها الاستقرار كتأمين السكن والطعام والطبابة والتعليم والاحتياجات الضرورية لذلك كان واجب الزوج هو تحمل تلك المسؤولية ولكن مع ما نحن عليه من تطور زادت فيه سبل الرفاهية وفي نفس الوقت زاد فيه التضخم المالي حيث أمسى الشاب لا يستطيع وحده تحمل نفقات الأسرة مما استدعى اختياره لزوجة عاملة تعينه على النفقة وهنا يتحول دور المرأة من حاضنة للأبناء إلى امرأة لا تخاف الاستقلالية حيث أصبحت لديها القدرة على فرض استقلاليتها في حال تم الطلاق، لذا كان هذا العامل من العوامل التي تعطي للمرأة القدرة على فرض استقلاليتها في حال الانفصال رغم أن الاستقلالية للمرأة بالعيش وحدها يعتبر مشينا للمرأة ونعتبر أن الاستقلالية هنا أن تستطيع أن تصرف على نفسها وإن عاشت في منزل والديها أو عند أحد إخوتها، وذلك سبب يمهد إلى انهيار الأسرة بعد أن كانت المرأة فقط حاضنة ترعى أطفالها وتصبر على هفوات زوجها فتغض الطرف عنها خصوصا إذا كانت بلا سند أسري هنا تجد المرأة استقلاليتها ولكن ضحية تلك الاستقلالية ستكون بلا شك الأطفال .
ما هو دور الرجل ودور المرأة كيف يؤديانه لتماسك الأسرة؟ بالرغم من أن الإسلام منح للمرأة حق امتلاك المال والعمل والميراث والتعلم إلا أن دور المرأة الأساسي هو دورها كأم وتأتي الأمور الأخرى مكملة وليست أولية وإنما هي ملبية لتطورات العصر لا أكثر،كذلك هناك دور مهم للرجل وهو إضافة إلى أبوته وأهمية فرض سلطة أبوية تسودها في نفس الوقت الرحمة والمحبة لديه دور المعيل للأسرة فالإسلام يفرض عليه أن يصرف على أسرته وأن لا يكون بخيلا شحيحا حيث من حق الزوجة مطالبته بالنفقة عليها وعلى عيالها شرعا وهكذا يكون الإسلام قد قدم أفضل عناية لأسرة تتكامل فيها صورة مجتمع صغير له كيانه ذلك المجتمع الصغير الذي يتفاعل مع المجتمع الكبير ويتأثر بكل ما يحيط به ولا بد من أن تكون هناك رقابة ذاتية في البحث عن أسباب التباعد بين أفراد الأسرة هل هو مثلا بسبب الإدمان على وسائل التواصل الاجتماعي مثلا ومحاولة تقديم النصح والإرشاد فيما بينهم مع محاولة عمل حلقة يجتمعون فيها للتداول فيما بينهم حول مواضيع غير محددة ولكنها تشغل بال أحد أفراد هذه الأسرة.
ولكن كيف لتلك الأسرة المكونة من أم وأب وأطفال أن تقيم توازنا مع المجتمع الكبير ومع متفرعات الأسرة في نفس الوقت ؟ الأسرة ليست منعزلة وهناك علاقات خارج الأسرة ترتبط بمحيطه ولا بد لها من أن تؤثر عليها سلبا أو إيجاباقد أوصانا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بالجار ليكون أول نافذة تطل الأسرة من خلالها على الخارج وهي الأقرب إليه تليها المحيط من مدرسة من مكان العمل ومن الأصدقاء وتأتي العلاقات الأسرية في زيارات أسرية والتقرب منها خصوصا في الأعياد .تلك العلاقات خارج الأسرة المكونة من الوالدين والأبناء ربما تكون سطحية وربما تكون عميقة إلا أن لها تأثيراتها فرفقة السوء وحدها الكفيلة بإحداث شرخ في العائلة لذا على الوالدين التنبه لذلك والتعامل بحنكة مع أولادهم ومعرفة من يرافقون كذلك على الزوجين أن يتعاملا مع بعضهما بود ومحبة ويكون التفاهم قائما بينهما فلا تقصير ولا نفور ولا أنانية فللنرجسية مساوئ تدمر كل شيء. الأبناء والآباء حيث نهانا الله في القرآن الكريم عن نهر الوالدين وأن نقول لهما قولا كريما وأدب الحوار هو أسلوب حضاري راق وأهم ما يمكن أن يقدم لكلا الطرفين المتحاورين من أبواب تفتح على مصاريعها.