الأبنية الخضراء ظاهرة حضاريّة في العالم المعاصر
بقلم: حسين أحمد سليم الحاج يونس رئيس تحرير القسم الثقافي
الأبنية الخضراء ظاهرة حضاريّة
في العالم المعاصر
بقلم: حسين أحمد سليم الحاج يونس
رئيس تحرير القسم الثقافي
أثبتت ظاهرة “الأبنية الخضراء” فعاليتها الحضاريّة في رحاب العالم المعاصر, وذلك في الحفاظ على سلامة البيئة… فانتشرت بشكل واسع في غالبية دول العالم المتقدمة والمتحضرة والنامية, ولفتت الدول الأخرى التي تعاني من الفقر والتأخر العمراني… وهو ما حدا بغالبية الدول العربية وفي الآونة الأخيرة لتبني هذه الظّاهرة العمرانية الحديثة, والعمل على ترسيخ قواعدها على أسس هندسية وبيئية وعمرانية ثابتة… وقد سارعت بعض الدول العربية التي اقتنعت بفكرة ظاهرة “الأبنية الخضراء”, إلى إنشاء مجالس خاصة للأبنية الخضراء, والعمل على إطلاق برامج تطبيق خاصّة, لاستخدام أنظمة التقييم على الأبنية التي ما زالت قيد التّصميم, بغية التوصل إلى تحقيق الأداء العالمي في الخطوة غير المسبوقة, لصناعة الأبنية الخضراء المزودة بالتكنولوجيا الحديثة, والتي تعتبر صديقة للمحافظة على سلامة البيئة, ضمانة لاستمرارية الحياة الخالية من السّموم…
تعتبر ظاهرة “الأبنية الخضراء” في عالم اليوم, أنها توفر عملا طبيعيا أكثر أمانا, ويعطي سلامة لبيئة سكنية صحية متميزة, بأقصى حدّ باستخدام الإضاءة الطبيعية, والتمتع بالنوعية الأفضل للهواء… وهو ما ساعد على ارتفاع عدد المشاريع العمرانية في غالبية الدول, والتي تعتمد في بنيتها الإنشائية على معايير “الأبنية الخضراء” والذكية, فيما بدأت الحكومات في بعض الدول الأخرى ومنها العربية, العمل على سنّ أنظمة وقوانين خاصّة بتصميم وتشييد “الأبنية الخضراء”, وإقرار معايير بيئية صارمة على المباني الحديثة…
تأخذ ظاهرة تشييد “الأبنية الخضراء” في الاعتبار الهندسي, التصميم المستدام للموقع المختار, وتدرس حركة وكفاءة وتخفيض الاستهلاك للمياه والطاقة, وتحليل نوعية البيئة الداخلة والموارد المستخدمة, ناهيك عن استخدام الاضاءة الطبيعية, التي من شأنها التقليل من جهد العين, والتّخفيف من التعب وآلام الرّأس والتوتر, إضافة لتقليل حجم الطاقة المستهلكة في التبريد من خلال توظيف تقنيات حديثة ومبتكرة, وتبني وسائل ذات تصميم بيئي خاص, خصوصا أن حاجة العالم من الطاقة في ازدياد تصاعدي عام عن عام…
إن ما يساعد العديد من الدول النامية وغيرها من دول العالم في تبني مثل هذه المشاريع البيئية, سيما جغرافية الدول العربية بالأخصّ, البيئة الصحراوية الجافة, وارتفاع معدلات حرارة الشمس فيها, والتي تعتبر من أعلى المعدلات في العالم… وهذا ما يساعدها في توظيف حرارة الشمس, كمصدر بديل لانتاج الطاقة واستغلالها في عملية إضاءة المباني خلال ساعات النهار… وهو الأمر الذي لا يعتبر صعبا في الدول العربية, طالما أنه تم تطبيقه في الدول الأخرى, التي تغيب عنها الشمس لفترات طويلة على مدار السنة…
إن ما يساعد العديد من الدول النامية وغيرها من دول العالم في تبني مثل هذه المشاريع البيئية, سيما جغرافية الدول العربية بالأخصّ, البيئة الصحراوية الجافة, وارتفاع معدلات حرارة الشمس فيها, والتي تعتبر من أعلى المعدلات في العالم… وهذا ما يساعدها في توظيف حرارة الشمس, كمصدر بديل لانتاج الطاقة واستغلالها في عملية إضاءة المباني خلال ساعات النهار… وهو الأمر الذي لا يعتبر صعبا في الدول العربية, طالما أنه تم تطبيقه في الدول الأخرى, التي تغيب عنها الشمس لفترات طويلة على مدار السنة…
توفر “الأبنية الخضراء” نسبة مئوية جيدة من اجمالي الطلب على الطاقة الكهربائية مع حلول الأعوام القادمة, خصوصا أن برامج الطاقة الشمسية, سترفق ببرامج خاصة لتعزز عمل طاقة الرياح بكافءة عالية… وتستخدم عملية انشاء “الأبنية الخضراء”, نسبة وسطية من الموارد العالمية بشكل أو بآخر… تطال هذه النسبة المياه العذبة, فيما تخفض نسبة عالية من انبعاث ثاني أوكسيد الكربون, الناتجة من النفايات, وذلك عن طريق الإفادة من تصاميم الإستدامة… وتمسّ مواصفات “الأبنية الخضراء” أكثر من سبعين عنصرا ومادة, تبدأ من أنظمة التخلص من النفايات وخفضها… مرورا بتاريخ إنشاء المبنى من جهة, وجودة المواد ونوع الزجاج العازل ومواد العزل من جهة أخرى, وصولا إلى التأكد من حركات المجاري الهوائية, وسلامة التوصيلات وكفاءة عملها, وتقديم منتجات لا تؤدي الى رفع الحرارة…
ومهما تكن وتيرة نمو ظاهرة “الأبنية الخضراء” يبقى أنه من المؤكد, أن يدرك العالم الحاجة الماسة إلى الحد من نزف الموارد الطبيعية, وضرورة المحافظة على بيئة صحية سليمة, وبالتالي ضرورة تعزيز الاستدامة في البيئة العمرانية…