مختارات من الإبداعات الشعرية
الأديبة د. تغريد طالب حسن الأشبال / العراق
الحربُ تَطرقُ بابَنا
بِبَشاعةِ المُتقاتلينَ على الدُنا
الحربُ تَزحفُ من هُناكَ
إلى هُنا
كي تَستَفيقَ جِراحَنا
تَقتاتُ من أحلامِنا
تَغتالُ أنفاساً تَكادُ تُميتَنا
الحربُ لَيستْ لِلثَعالُبِ والذِئابِ فإنَّها
صُنِعَتْ بِإتقانٍ
لِتسرُقَ مالَنا
وتُميتَنا
ونكونُ نحنُ وقودَها
مِن أرضِنا
في أرضِنا
تَحيا بِنا
تَكبُر لِتَأكُلَ حَقِّنا
وتُبيدَنا
آهٍ عَلَينا
إنَّهُمْ جاءوا لَنا
قَد صَنَّفونا مُذْ طَغَتْ آثارُنا
(العالَمُ الثالِثُ) أسمَونا
وَهُمْ أسيادُنا
ما بالُنا؟
كيفَ أطَعناهُمْ؟
وأينَ ذَكاؤنا؟
هذي الحضاراتُ التي في الكَونِ
قَد بُنِيَتْ على أكتافِنا
وبِفِكرِنا
لكِنَّما الأمرُ العَجيبُ
بِأنَّنا
لمَِ قَد تَنازَلنا لَهُم عَن حَقِّنا؟
لِمَ قَد قَبِلْنا!.. ثُمَّ صَدَّقّنا
وأقرَرنا
ورَوَجّنا لَهُم إعلانَهُم
مِن مالِنا.. مِن مُلكِنا
حَتى أتَوا كَي يَنقِذونا
مِن أعاصِيرِ الجَهالَةِ
ما بِنا؟..
تَبَّا لَنا
إستَغفَلونا مِن هُنا
مِن حَيثُ سُدْنا
وادَّعَوا دِينُ الرَسولِ جَهالةٌ
وَبِهِ ظُلِمنا
فَقَبِلنا.. أسَفَاً..ثُمَّ سَكَتنا
دونَ أنّْ نُبدِيَ رَأيٌ
ما اعتَرَضْنا
َفتَمادَوا ثُمَّ نادَوا
إنَّهُم جاءوا لِتَحريرِ القَواريرِ
سَكَتْنا،ما اعتَرَضنا
وَغَداَ الكُلُّ يَلُمْنا
فَضَعَفنا
وَتَرَكناهُنَّ لِلتَحريرِ نَهبَاً
فَغُلِبنا
مِن هُنا نَحنُ أُخِذْنا وَغُلِبنا
حَيثُ إنَّ الأمَّ ما عادَتْ تُرَبِّي الجِيلَ
والجِيلُ تَرَبّى’
بَينَ أحضانِ الأجانِبِ فَاستَرَحْنا
ما انتَبَهنا
قَد تَرَبّى’ خائِناً..
فِيهِ انطَعَنّا
ما انتَبَهنا
صارَ أبنُ الغَيرِ
ما صانَ وَطَنّا
فَغَدا الأغرابُ أهلُ الدارِ
لِلدارِ خَسِرنا
فَغَدَونا
لِحروبِ الغَربِ مَرساةً
فَسَحقَاً
أينَ كُنّا؟
كَيفَ صِرنا؟
قُتِـلَ الضَميـرُ الحَـيِّ عَزّوا حامِـلَهْ
وَقِـفوا عَلى الأَطـلالِ حَيّـوا قاتِـلَهْ
قُتِلَ الضَـميرُ الحـيُّ دونَ جَــريرَةٍ
و بِــدونِ عُــذرٍ ســائِغٍ يَســـتَأهِـلهْ
قُتِلَ الضَـميرُ الحَيِّ غَدراً في الملا
وَغَـدَتْ نُيـوبُ الدَهـرِ فـيهِ نازِلَــةْ
وَالعــادِيــاتُ تَنــاوَشَـــتْهُ تَنـــاوُباً
ما بَيـنَ بَــطْشٍ أو كُــرُوبٍ غائِــلَةْ
وَعَـلَيـهِ دارَتْ كُـلُّ أفــلاكِ المَــدى
وَعَـلَيـهِ جــارَتْ موبِقــاتٌ طـائِلــة
وَلَــهُ تَشَــجَّعَ كُــلُّ جُـــرذٍ خـــائِفٍ
وَلَـهُ تَسَــــبَّعَ إبـنُ عُـــرسٍ شــاغَلَهْ
أَسَفِـي عَـلى ذاكَ الضَـميرُ وَفَـخرَهُ
قَدْ طـاحَ مَصروعَاً بِدونِ مُنــازَلــةْ
أدركتُ لكنْ بَعدَما
رُفِعَ القلمْ
وصحائفي جَفَّتْ
وكادتْ تُختَتَمْ
أنَّ الضميرَ الحيِّ عِبئاً قاتِلاً
يأتي لنا بمصائبٍ
فيها ألَمْ
ثمنُ المبادئِ والقِيَمْ
ثمنُ العقولِ الرافِضاتِ غَباؤهُمْ
مُنذُ القِدَمْ
ألَمٌ ألَمَّ بِحالِنا
من وَقعِ تأريخِ الثقافاتِ الّتي
قَد دَنَّسَتْ أرقى الأُمَمْ
تأريخَها طِفلاً رضيعاً
في مِهادِهِ لَمْ يَنَمْ
بلْ كانَ شيطاناً رَجيماً قائِماً
يَلهو بِراحَتِنا
وَيَركِلُ بِالهِمَمْ
كانَ ابنُ يَومٍ وادَّعى’
مِن إنَّهُ شيخٌ بتاريخٍ عظيمٍ
قَد زَعَمْ
سَرَقَ الحضاراتِ الَّتي في أرضِنا
وَعَليناَ قَد كالَ التُهَمْ
قاضى’ بلادَ العُربِ
زَعماً إنَّهُ
قاضٍ وَلَفَّ حِبالهُ حولَ الرِقابِ
على القَدَمْ
قادَ الجَحاجِحَةَ العِظامَ بِحَبلِهِ
مِثلَ الأسارى’ والغَنَمْ
نَفَرَ الجَميعُ بِوَجهِهِ مُتغاضِباً:
(قَسَماً قَسَمْ
نُردِيهِ صِفراً في العَدَمْ)
ـ أقوالُ لا أفعالْ واعتَدنا على هذا النَغَمْ ـ
فَأعادَ تَرتيبِ الحُروفِ
مُراعِياً
لِمِزاجِ كُلِّ نَطيحَةٍ
مِن أيِّ جُزءٍ تُهتَدَمْ؟
وأتى’ إلينا كالرُمَمْ
أحصى’ غَنائِمَهُ
وداهنَ واغتَنَمْ
مِن حيثُ لا نَدري
ولا أحَدٌ عَلَمْ
طاحَتْ بِنا أُسسُ العَقيدَةِ فَجأَةً
والكُلُّ قَد نادى بِتَحطيمُ القِيَمْ
أدرَكتُ موقِنَةً بِأنَّ ضَميرَنا
قَد ماتَ غَدراً دونَ سُمٍّ
أو سِقَمْ
جُهِضَتْ عَقيدَتُهُ بِتَدبيرٍ
فَثارَ على’ المبادئِ والقِيَمْ