الخطوط العربيّة 

دراسة ( بيانات ) موجزة

الخطوط العربيّة

ظهور الخط العربي وتنوع أشكاله جاء نتيجة مرونة الحروف العربية وسهولة انسيابها، واختلاف أقلامها، ووضوح أشكالها. وتنوعت أشكال الخط العربي وأصبح لكل خط قواعده التي تتحكم به.

كما توسع مجال الخطوط العربية وتشعب كثيرًا، مما جعل المبدعين والمهتمين في هذا المجال يتسابقون في ابتكار أشكال الحروف وتكوين خطوط جديدة.

للحديث عن أنواع الخطوط العربية لن ننتهي أبدًا. إذا اتخذت الخط الكوفي مثالًا وأردت حصر أنواعه فقط لطال بنا الكلام، فقد توصل أحد الباحثين إلى مائة وعشرين شكلًا لكتابة الخط الكوفي فقط إضافة للأنواع الأخري.

والخط بشكل عام له ثلاث صفات هي على التوالي بحسب أهميتها:

وضوح قراءة الخط وفهمه

  • سهولة كتابته
  • جمال منظره

وضع الخط كان أساسًا مبنيًا على هذه الصفات؛ ليكون سهلًا في قراءته وإدراكه. حيث : “أحسن الخط ما يقرأ“. والخط المقبول شكلًا هو الذي يتطلب من الخطاط وقتًا أقل، ويحتاج مكانًا أقل في الصفحات، ويكون كذلك مختصرًا ومفيدًا؛ ليتمكن الخطاط من أداء مهمته بسرعة ومن غير عناء.

جمال المنظر هي في حد ذاتها من رغبات الطبائع البشرية ذات الأذواق المختلفة. و الجمال نسبي حسب تصور كل فئة أو طائفة. إلا أنهم يتفقون جميعًا على أن مناظر الطبيعة المثيرة، كالينابيع والأشجار والحقول والبساتين والأزهار جميلة وجذابة، وكذلك الطيور والبلابل الملونة، وتجمعها فى أسراب، وتتابع القوافل، وانتظام الفرسان، وحركات المشاة الرتيبة، كلها تجلب النظام وتزيد من الإعجاب.

ومن أنواع الخط العربى على سبيل المثال لا الحصر

الجليل والثلثين والثلث والثلث الثقيل و الثلث الخفيف و غبار الحلية والمؤامرات والأجوزة والمفتح والأثلاث واللؤلؤى والرياسى والطومار والمدبج والنصف والمسلسل والحوائجى والقصص والمحدب والسجلات واللازورد والشامى والموشع والمولع والمنمنم والمسهم وثقيل الطومار والشامى ومفتح الشامى والمنشور وصغير المنشور والحلية وغبار الحلبة وصغيرهما والمكى والمدنى والكوفى والمشق والتجاويد السلواطى والمصنوع والمائل والراصف والاصفهانى والسجلى والقيراموز والمحقق والديباج والسجلات الاوسط والسميعى والاشرية والطومار الكبير والخرفاج والثلثين الصغير الثقيل والزنبور والعهود وامثال النصف والاجوبه والخرفاج الثقيل والخرفاج الخفيف وثيل النصف والمدور الكبير و المدور الصغير وخفيف الثلث الكبير ومفتح النصف والاسماعيلى والاندلسى والعباسى والبغدادى والمشعب والريحانى والمجرد والمصرى والتوقيعات والنسخ والذهب والحواشي والرقاع والمتن والمصاحف وصغير النصف والوشم والحرم والدرج والتواقيع والمنثور والمقترن والاشعار وكاشيان والتعليق والنستعليق والشكستة والبابرى والبهارى والافريقى والقيروانى والمبسوط والمجوهر والمسند الزمامي و المشرقي والديواني وجلي الديواني والإجازة الرقعة والسياقة والسنبلى.

إلا أن كل هذه الخطوط اندثرت ولم يبق منها إلا خطوط محدودة.

أنواع الخطوط العربية

  • الكوفي
  • المحقق والريحاني
  • خط الطومار
  • الجليل أو الجلي
  • الثلث
  • النسخ
  • الفارسي (التعليق)
  • الشكستة (المكسر)
  • الديواني
  • جلي الديواني
  • الرقعة
  • الإجازة
  • المغربي
  • السنبلي
  • الوسام
  • الطغراء
  • السياقة
  • حروف التاج
  • خط المشق
  • المكي والمدني
  • السوداني
  • البهاري
  • الكرشمة
  • المعلي
  • القدوسي
  • الحر

الخط الكوفى

جاءت تسمية الخط بالكوفي نتيجة إلى ما كان يألفه العرب فى تسمية الخطوط التى انتهت إليهم بأسماء المدن التي جاءت منها. مثلما عرفه عرب الحجاز قبل عصر الكوفة باسم النبطي والحيري والأنباري، لأنه أتى من بلاد النبط والحيرة والأنبار – ثم المكي والمدني، لأنه انتشر فى أنحاء شبه الجزيرة من هذين الوسطين – وعرف الخط العربى فى وقت من الأوقات باسم “الكوفى” لأنه انتشر من الكوفة الى أنحاء مختلفة من العالم الإسلامي مصاحبًا لانتشار الاسلام.

والخط الكوفي من أقدم الخطوط فى بلاد العرب. وكانوا يعتنون به اعتناءً عظيمًا، ووصل الخط الكوفى فى العصر العباسى مكانة عالية نتيجة اهتمامهم به وابداعهم في تجميل رسمه وشكله، كما أنهم أدخلوا عليه الكثير من فنون الزخارف، كما أنه يتماشى مع الكُتاب فى كل هندسة وزخرفة وشكل مع بقاء حروفه على قاعدتها.

تم تطوير وتحسين الخط الكوفي حتى أصبح له جمال خاص، تمت الكتابة بالخط الكوفي منذ القرون الأولى حيث رحج المؤرخون حسب العصور فقالوا (كوفى القرن الأول وكوفى القرن الثاني وكوفى القرن الثالث)، وبعض المؤرخين قسموه حسب المكان فيقولون (الكوفى والشامي والبغدادي والموصلى والمغربى) وبعضهم أسماه بـ الكوفى (الفاطمى والأيوبى والحديث).

ويمثل الخط الكوفى مظهرًا من مظاهر جمال الفنون العربية، وقد تسابق الكُتَاب فى تطويره والتفنن فى زخرفة حروفه؛ لأن الفنان العربي والمسلم وجد فيه المرونة والمطاوعة ليتمكن من التماشي من شكل جميل إلى شكل أجمل.

والكتابات الكوفية غنية الأشكال وظلت تستخدم فى المنشآت المعمارية وظهرت على الرخام والخشب وعلى الصكوك النقدية وفى كثير من الفنون التطبيقية.

أنواع الخط الكوفي

تضاربت آراء أغلب الباحثين سواء القدامى والمحْدثين حول تصنيف أنواع الخط الكوفي في حدود المصطلح الفني، لكن لم يوفق بعض من هؤلاء الباحثين كثيرًا في استقراء هذه الأنواع بدقة ومنهجية، فظهر هذا الاضطراب جليًا فى إحصائها على أكثر من عدد، تعددت الأقوال القول فيه بداية من الظن والتخمين والاجتهاد في القراءة حتى التحليل والتفسير، بين آراء عدة منها:

  1. عدد أنواع الخط الكوفي هو ثلاثة وثلاثون نوعًا.
  2. عددها هو خمسون نوعًا.
  3. هذا العدد هو أكثر من سبعين نوعًا.

يقوم هذا التصنيف على الوضوح فى الفروق الشكلية المجردة والزخرفية من ناحية وعلى الاستخدام الفنى او الوظيفة الجمالية المطلقة من ناحية آخرى.

يمكن اعتماد التصنيف الآتي:

  1. كوفي المصاحف البسيط – الكوفي الفاطمي – الموصلى – الايرانى.
  2. الكوفي المورق – المخمل – المظفر.
  3. الكوفى المزخرف – ذو النهايات العلوية المزخرفة – ذو الإطارات الزخرفية.
  4. الكوفي الهندسي – المعماري.

الكوفي البسيط

هو القديم الذي أطلق عليه بعض الباحثين: البدائي، أو الكوفي المشق ويتصف بكونه مجردًا من أية إضافة زخرفية أو لغوية مثاله: كتابات المصاحف الأولى، وكتابات قبة الصخرة.

الكوفى المروس

يطلق عليه ذلك نسبة إلى دخول ترويسات على هامات حروفه المنتصبة أو الواقفة. وهناك أمثلة متنوعة فى العمائر الإسلامية العائدة إلى القرنين الثالث والرابع الهجريين/ التاسع والعاشر الميلاديين، وإن كان ظهوره قد حصل قبل ذلك.

الكوفى المورق أو المزهر

يتكون من اتصال الأشكال النباتية ذات الأوراق أو الأزهار بكيانات الحروف في البداية أو الوسط أو النهاية، لتشكل معها الأشكال العامة لهذه الحروف.

الكوفى المزخرف (المخمل)

الذى تدخل الزخرفة النباتية عليه من أجل معالجة الفراغات البينية للحروف بصورة عامة؛ و لمعالجة الفراغات فيما بين الحروف المنتصبة بصورة خاصة.

ويتم ذلك من خلال امتلائها بأشكال الزخرفة التوريقية على العموم. وأطلق عليه بعض الباحثين فى هذه الحالة تحديدا بكوفي (الفراغ الزخرفي) الذي انتشرت أمثلته على عمائر القرن الخامس الهجرى/ الحادى عشر الميلادى.

أما الحالة الأخرى له فهي التى يطلق عليه بكوفي (المهاد الزخرفي) الذي تقوم أسطره الكتابية على أرضية زخرفية كاملة أي أن الكتابة فيه تكون فوق مساحة تغطيها الزخارف النباتية التوريقية، ومن أشهر أمثلته: الأشرطة الكتابية الكوفية التى تزين بعض جدران مدرسة (السلطان حسن) فى مصر محافظة القاهرة في القرن الثامن الهجرى/ الرابع عشر الميلادى.

الكوفي المضفر

شكله مميز من خلال الضفائر المصنوعة على شكل أفرع متداخلة ومضافة على حروفه العمودية والقائمة حسب فكرة التضفير وتنوعها اللامحدود. من أشهر الأمثلة على الكتابات الكوفية المضفورة على جدران مدرسة (قرة تاى) فى قونية بتركيا، الذي يعود إلى القرن السابع الهجرى / الثالث عشر الميلادى.

الكوفى المربع (الهندسي)

يتميز بخصائص أساسية وهى الترابط والتكامل، وكذلك الاستقامة الكلية والمطلقة. دون أى انحناء أو تقوس فى أشكال حروفه. بسبب الاستقامة الحادة  التي تغلب على الزوايا القائمة بالكلية سواء فى تحديد الحروف أو فى تحديد الفراغات البينية لها، مما يجعل شكله العام يبدو عبارة عن خطوط هندسية واحدة العرض أو السمك، وواحدة المسافة فى التباعد والعلاقة بين الحروف في النص الخطي. وأمثلة هذا النوع من أنواع الخط الكوفى كثيرة جدًا على العمائر الدينية فى شرق العالم الإسلامي.

الكوفي القيرواني

الكوفي النيسابوري

الكوفي الموصلي

الكوفي المعماري

ملاحظات على الخط الكوفى

  • الخط الكوفي هوخط زخرفي هندسي، وتعتمد إجادة هذا الخط على التمكن والتفوق فى النواحي الهندسية. وهو أيضا خط سلس يقبل التطوير والتحسين والإضافة والابتكار من أجل الشكل الجمالي العام.
  • أغلب الخطوط الكوفية لا تكتب مباشرة بالقلم والحبر، بل يجب تصميمها أولا بقلم من الرصاص ومسطرة حتى نصل الى الشكل المطلوب والمرغوب، ثم يتم بعد ذلك تحديد الكتابة على الحواف الخارجية لها، ثم ملئها بعد ذلك بالحبر أو بأى مادة ملونة أخرى .
  • لتصميم الخط الكوفي بسهولة يمكنك الاستعانة بورق المربعات على أن يوضع فوق هذا الورق الورقة البيضاء المراد الكتابة عليها، وتوضع الورقتان على منضدة مضيئة، وبهذا تظهر مربعات الورقة السفلى على الورقة البيضاء التى فوقها، وبعدها يمكنك تصميم ما شئت بسهولة بالاستعانة بهذه المربعات.

خط المحقق والريحانى

تأتي كلمة المحقق في اللغة: من “حَقّقَ” “يحقق” “تحقيقا”. وشئٌ محقق: محكم ومنظم، وثوب محقق: محكم النسيج، وأطلق هذا الاسم على نوع من الخطوط، وهو الخط المحقق. يتميز هذا الخط إلى جانب جماله بضبط حروفه، وانضباط شكله، إذا تأملته ستجده يخلو من الالتفافات والتداخلات.

أما الريحانى فينسب اسمه إلى أعواد الريحان، ذلك الزهر اللطيف العطر ولهذا دُعِىَ هذا الخط بالريحان، ففيه لون الريحان وشكله ، ولطافتها التي هي أشبه بالزهر، وقد ذَكَرَ هذا الخط بعض الشعراء ووصفوا جماله.

ويُعد المحقق من أحسن الخطوط و أصعبها وأكثرها تعقيدًا للكاتب وقلائل من الخطاطين يجيدون كتابته، في بداية الأمر قد تعتقد أن المحقق والريحان شبيهين بالثلث ، لكن الدقة بين هذه الحروف واضحة، والحركات والضوابط فى المحقق ألطف مما عليه في الثلث وأكثر رقة ودقة.

لا نعلم تحديدًا فترة نشأة الخط المحقق، لكن يرجع ظهوره إلي العصر العباسي عصر نضوج الخط وتجويده. لكن ابن النديم (فى الفهرست) أشار إلى أن هناك خطأ في تسميته بالخط العراقي أو الوراقى، وهو المحقق…” وظل يحسن حتى انتهى الأمر الى المأمون، فأخذ أصحابه وكُتابه بتجويد خطوطهم، فتفاخر الناس فى ذلك.

وأثر ظهور هذا الخط على تحسين الخطوط العربية الأخرى وتهذيبها. ويبدو أن لديه خط قلم مستقل منفرد بذاته.

ويرى كُتّاب آخرون : أن ابن مقلة هو واضع أصول ” المحقق”، وهو من الأقلام المضبوطة، فى حين نسبة كُتّاب آخرون إلى ابن البواب، وذُكر أن الخط الريحانى تم اشتقاقه من المحقق على يد ابن البواب، كما كان هذا الخط (المحقق) من الأقلام المختارة عند ياقوت المستعصمي، وكتب به أساتذة الخط ونُسَخَ به القرآن والكتب النفيسة، بعد أن وضعوا فيه مهارتهم وبراعتهم.

وتم اكتشاف خط “الريحان” بعد خط “المحقق” بسنين كثيرة، فكان من مشتقاته .. وتطور هذان الخطان: (المحقق والريحان) في عهد ابن البواب. حيث بلغ درجة الكمال، حتى جاء عصر ياقوت المستعصمي وتلاميذه، الذين بلغوا شهرة عالية في هذا العصر. وظل كل من خطي المحقق والريحان يستخدمان فى الممالك الإسلامية حتى القرن العاشر والحادى عشر فى كتابة المصاحف، وأحيانا فى الدواوين ، ولكن مكانتهما أخذت في التراجع قليلا بسبب البُطء والعُسر في كتابتهما، كما أن اتقانهما يحتاج إلى وقت طويل . ومع ذلك فقد ظل هذان الخطان الجميلان يرمزان إلى عصر التنوير و الإجادة والإبداع للحضارة العريقة.

الطومار

من مقادير قطع الورق وهي تعني الصحيفة، واستخدمه السلطان لكتابه علاماته على المُكاتبات، كما استُخدم فى كتابة اللوحات الكبيرة وعلى الجدران وقد تولد عنه مختصر الطومار والثلث وأقلام أخرى.

وإذا تأملت خط الطومار سوف تجده يتميز بضخامة الحجم ووضوح المعالم ودقة النهايات وابتكره (إبراهيم الشجري) من خط الجليل، وشاع استعماله في ديوان الإنشاء وفي المراسلات السلطانية.

الجليل أو الجلي

يتميز بأنه لين وكبير الحجم وشديد الوضوح، تم استخدامه في الكتابة على واجهات العمائر الدينية والتذكارية، وسمي بالجليل نسبة إلى حجمه، فهو أكبر الأقلام التي يكتب بها ومخترعه هو (إسحاق بن حماد) الكاتب الذى عاش فى زمن الخليفة أبي جعفر المنصور. وخطوط الثلث المحقق والتعليق يتميزان بشكل جلي، أما الخطوط (الريحانى والتوقيع والرقعة) فليس لهما شكل جلي.

يرى بعض الباحثين أن ليس هناك فروق بين حروف الثلث وحروف جلي الثلث من حيث المظهر والشكل، وأن جلي الثلث ليس نوعا من أنواع الخطوط، بل هو الشكل المضخم لخط الثلث ذاته.

أما “أصلان أبا” يخالف هذا الرأي فيوضح في كتابه أن الخط الجلي تفاصيله وبنائه مختلفة عن الثلث تماما.

وإذا لاحظت الخطين بعناية ودقة سوف تعرف الفروق بينهما، من أهمها أن خط الثلث، يكتب فى نسق سطرى بشكل عام أى تكتب الحروف والكلمات بشكل متعاقب مستقيم ويتبع بعضها بعضا بينما جلي الثلث، يكتب فى نسق الصف المتراص أو المتراكب. والمقصود بالصف هنا أن تكون الحروف والكلمات متراصة بعضها فوق بعض وفق نسق خاص، وفى صورة لا تشكل غالبًا صعوبة فى قراءة النص أو العبارة.

الثلث

تم كتابة المصاحف القديمة بواسطته، لكْن اختلف الباحثون في أصل تسميته وفي معناه. وهو وهو من الخطوط المستقيمة قُطع منها الثلث فسمى بالثلث، وذُكر انه منسوب الى خط الطومار.

تم استخدام الثلث لكتابة أسماء الكتب المؤلفة، وأوائل سور القرآن الكريم وبدايات أجزاء الكتب، وكتابة الألوان والآيات القرآنية.

وقطة قلم الثلث محرفة ، لأنه يحتاج فيه إلى شعيرات لا تتأتّى إلا بحرف القلم، وهو أميل إلى التقوير منه الى البسط.

برع الخطاطون فى هذا النوع وخاصة فى العصر العباسى و أبدعوا في كتابته، وجودوا واضافوا عليه بعض التشكيلات والحليات الجميلة.

ويذكر القلقشندي أن قلم الثلث نوعان:

 

  1. قلم الثلث الثقيل: وهو المقدرة مساحته بثمانى شعرات ، وتكن منتصباته ومبسوطاته قدر سبع نقط على ما في قلمه.
  2. قلم الثلث الخفيف: يكتب به فى قطع النصف، وصوره تشبه الثلث الثقيل، إلا أنها أدق منه قليلا وألطف، وتكون مقدار منتصباته ومبسوطاته خمس نقاط.

يشتق الثلث من القلم الجليل مع جملة خطوط اشتقت منه، وهناك الثلث الصغير والثلث الكبير وهناك قلم الثلثين وأشار القلقشندى إلى أن إبراهيم الشجري تعلم الخط الجليل من إسحاق بن حماد، واخترع منه قلما أخف، اسمه: ” الثلثان ” ثم استخرج من الثلثين قلما آخر اسماه ” الثلث”.

يُذكر أن للكتابة بخط الطومار طريقتين، إحداهما طريقة ” الثلث “وتعتمد على الحركة الدورانية “التقوير”، والأخرى”المحقق” و تعتمد على السطح ويميل الثلث إلى الاستدارة أكثر من المحقق.

يتميز الثلث بأنه من الخطوط الجميلة والراقية، ذات الأداء القوي. وهو خط لايزال يحتفظ ببقائه ووجوده وتألقه، ويعتبر من أشهر الخطوط فى عصرنا الحاضر مع ما أدخل عليه من تطوير وإجادة.

يذكر المتخصصون: أن خط الثلث يحتل المرتبة الثالثة من الطومار، والطومار فى المرتبة الثالثة من الكوفي. يُدعَى الثلث بأم الخطوط ويعتبر من أصعب الخطوط ولكننا نجده غاية في السلاسة والتناسق، ويكتب هذا الخط فى السطر أحيانا بفاصلة وأحيانا يتداخل الكلام، أو يلتف بعضه على بعض وتدخله الحركات الإعرابية والضوابط والتزيينات والحروف الخفيفة الصغيرة.

وأول من وضع قواعد هذا الخط هو ابن مقلة وزاد عليها حمد الله الأماسي ومصطفى راقم واشتهر بإجادته من الأتراك: عبد الله زهدى بك والشيخ محمد عبد العزيز الرفاعي، والخطاطون الأتراك الأساتذه هم: شفيق وشوقى وسامى والحاج كامل ونظيف وعبد القادر وحامد الأمدى وغيرهم، ومن البارعين فيه: هاشم محمد العراقى ومحمد بدوي الديرانى السورى ونجيب هواوينى اللبناني ، ومن البارعين فيه من المصريين : محمد مؤنس وتلميذه محمد جعفر وتلاميذهم على بك إبراهيم ثم الشيخ على بدوى ومحمد إبراهيم أفندي ومحمد رضوان ومحمد حسنى ومحمد المكاوى وسيد ابراهيم ومحمود الشحات، ثم من بعد هؤلاء تلاميذهم فى كافة البلاد الإسلامية.

النسخ

هناك معلومات قليلة وبسيطة عن أصل خط النسخ، فقد قيل: إنه قد عُرف بعد ابن مقلة، ولعلة عُرف قبله، وكانوا يدعونه: النسخ أو النسخي.

لفظ ” النسخ ” قديم، وقد ذكر فى القرآن الكريم، وعرفها العرب، وارتبطت بالكتابة، وفي إطار الخطوط عُرف فى زمن المأمون باسم: “خط النساخ”.

يميل الكُتّاب إلى: أن ابن مقلة هو من وضع أساس هذا الخط (سنة 310 هـ)، ويرون أنه تم اقتباسه من خط الثلث، وخط النسخ تابع للثلث وقالوا: إن قلم النسخ مأخوذ من الجليل أو الطومار، ووصل إلينا خط النسخ على يد ابن البواب نفسه، ويعتبر قريب من المحقق والريحان، ويلاحظ من النماذج الخطية للعصر العباسى أن الشبه موجود فى أشكال النسخ والمحقق والريحان والثلث.

بدأت مرحلة الإجادة والتطوير لخط النسخ في القرنين الثالث والرابع. وتطور بالتزامن مع الخطوط الأخرى الشقيقة له (الثلث والريحان والمحقق). وعندما وجدوا هذا الخط أسهل على الكَتبه من غيره، اهتموا به وأقبلوا عليه، حتى انتشر في الأمصار.

ويرى العلماء أن خط النسخ تم اشتقاقه من الخط الكوفي على يد ابن مقلة (328 هـ) ثم على يد ابن البواب (413 هـ).

أكثر استخدامات خط النسخ في كتابة المصحف الشريف بعد الخط الكوفي، ويعتبر خط النسخ من العناصر المهمة في زخرفة التحف المعدنية على الخشب والجص وغيرها من المنتجات الفنية الإسلامية.

من أشهر مجودى هذا الخط فهم : قطبة المحرر (أواخر الدولة الأموية) والضحاك ابن عجلان ، إسحاق بن حماد (وهما مخضرمي الدولة الأموية والعباسية)، ثم إبراهيم الشجري الذي أخذ الخط عن إسحاق بن حماد، وطور فيه، ثم اشتهر محمد بن معدان ثم عرف بمصر كاتب مجيد اشتهر باسم : “طبطب” وكان أهل بغداد يحسدون مصر عليه.

ثم اشتهر ثلاثة من أعظم خطاطي العصر العباسى وهم : الوزير ابن مقلة وابن البواب وياقوت المستعصمي.

الخط الفارسي (التعليق)

اقتباسًا عن خط الرقاع والنسخ والتوقيع ومع تأثره بالخطوط الشرقية ظهر خط التعليق على اساس الحروف العربية ويرجح انه قد ظهر في بداية القرنين الخامس والسادس الهجريين وتطور كثيرًا الى ان اخذ شكله التقليدي في منتصف القرن السابع الهجري واكتمل نضجه في القرن الثامن، فتبدل القلم بالشكسته تعليق واصبح الاخير خاصًا بعمال الديوان والمنشئين، وكان يدعى ايضًا خط الترسل، ثم اصبح التعليق اكثر شهرة واكثر بساطة في العصور المتأخرة.

عُرف هذا الخط عند العرب بالخط الفارسي نسبةً للفرس، وعند الأتراك بخط التعليق وعند الفرس انفسهم بخط النستعليق (نسخ تعليق) وهو الخط الرئيسي في الهند وايران وباكستان وافغانستان.

بعد انتشار الخط الفارسي ظهر خط الشكسته ولم يكن هناك الكثير من الفروق بينهما، فأراد الخطاطون التمييز بين الخطين فقاموا بتحوير الحروف في الاطالة والانبساط والإمالة والاتصال.

منذ القرن الخامس والناس يستخدمون خط التعليق في فارس والهند وافغانستان كونه جميل الشكل وكان يقوم مقام الثلث احيانًا، وفي القرن الثامن قام مير علي التبريزي بوضع قواعده لأول مرة، ثم قام عماد الدين الشيرازي وسلطان علي المشهدي بتحسينه، اما اشهر الخطاطين في ذلك الوقت فهم: عماد الحسني القزويني ونجم الدين ابو بكر الراوندي، واشهر الخطاطين حديثًا وهم من الفرس: مرزا محمد حسين وحسن زرين خط، واشهر الخطاطين العرب هم: الحاج زايد المصري ومحمد حسني السوري ونجيب هواويني اللبناني.

تعد خطوط التعليق والنستعليق والشكسته متقاربة، وادخل الفرس على خط النسخ رسومًا واشكالًا زائدة ميزته عن اصله وسمي احيانًا بخط التعليق، النسختعليق، النستعليق.

الشكسته

يسميه الاتراك (قرمة) اي المقرومة وبالفارسية شكسته تعني المكسّر وهو اشتقاق لخط التعليق ويستعمله الناس بكثرة في ايران وافغانستان وباكستان، اما اول من اخترع هذا الخط فهو الخطاط شفيعا ولكثرة تداخل حروفه وتشابكها فهو لا يصلح لكتابة القرآن الكريم لأنه قد يؤدي الى اللبس في قراءة الحرف على الملأ.

برع في هذا الخط خطاطو ايران بصفة خاصة وبعض الاتراك والعرب بصفة عامة وذلك لقربه الكبير من الخط الفارسي او التعليق.

الخط الديوانى

كانت مجموعة الخط الهمايوني او المقدس تطلق على الخط “الديواني وجلي الديواني والطغراء” وذلك لكونها سرًا من اسرار القصور السلطانية التي لا يعرفها الا من يكتب بها وتستخدم في كتابة الاوسمة والتعيينات والنياشين والاوامر الملكية والمناصب الرفيعة والتوقيعات، وبعدها سمي بالخط الديواني لكثرة استعماله في دواوين الحكومة الرسمية.

قام الاتراك بتطوير هذا الخط عن شكله الذي كان معروفًا، ثم في عهد السلطان محمد الفاتح وضع قواعد هذا الخط لاول مرة الخطاط ابراهيم منيف التركي وذلك بعد فتح القسطنطينية ببضع سنوات.

في عهد السلطان احمد الثالث قام الوزير الخطاط احمد شهلا بك بتجويد الخط الديواني وكان ماهرًا في الخط الديواني الجلي، وقام محمد عزت التركي معلم الخط في المكتب السلطاني بتجويده ايضًا، وبعد الانقلاب التركي اُهمل هذا الخط تمامًا وشاع استعمال الحروف اللاتينية في تركيا.

الى ان جاء الخطاط محمود شكري باشا المصري وقام بتجويده ثم من بعده الخطاط مصطفى غزلان المصري الذي قام بتجويده وزاده حسنًا وجمالًا ورونقًا حتى ان الخط الديواني سمي الخط الغزلاني نسبة الى مصطفى غزلان وقد وضع فيه كراسة.

من المصريين في الوقت الحالي الذين اشتهروا بالخط الديواني الاساتذة: محمد عبد القادر وشقيقه الحاج زايد ومحمد عبد العال الذي وضع فيه كراسة.

يعتبر الخط الديواني من اجمل الخطوط ففيه الكثير من قيم الابداع ويمكن تجميله وتطويعه لكن نماذجه المعقدة تعتبر صعبة القراءة لتداخل حروفه وتشكيلاته.

الديواني الجلي

كان للخط الديواني قسمان: الديواني الخفي والديواني الجلي، اما الخفي فكان يستخدم بلا تشكيل او تزيين في الغالب، ونقطته تشبه نقطة الرقعة، والنقطتان فيه بصورة مستطيلة اما الثلاثة فتشبه رقم ثمانية وهذا في الخطوط العربية، اما جلي الديواني فكان كامل التشكيل مع نقاط مربعة ويزين بنقاط دقيقة حيث كانول يملئون الشكل والخط والنقطة محل الكتابة في الطول والعرض.

الرُقعة

الرقعة في اللغة تعني: الخرقة التى يُرقع بها الثوب، وجمعها الرقع والرقاع، والرقعة قطعة الورق او الجلد مما يكتب عليه.

يعد خط الرقعة من ابسط الخطوط وأقلها تقييدًا فلا يوجد به الكثير من التحسينات الشكلية والتزيينات، ولا الكثير من الميلان والتدوير، فكان استعماله في العناوين والخطوط السريعة ومع انتشار الصحافة انتشر خط الرقعة بشكل اكبر فكتبت به رؤوس الأخبار والموضوعات، ثم انتشر لاحقًا كخطٍ تجاري.

كونه بسيطًا لا يعني التقليل من شأنه فهو من الخطوط الجميلة وله قوانينه وقواعده واصوله كما لباقي الخطوط الاخرى وقد اُستعمل في دواوين الدولة ايضًا.

يعتبر خط الرقعة من الخطوط المتينة والواضحة والسهلة في الكتابة والتدوين وقد ترك لنا كبار الخطاطين المعاصرين نماذج جميلة لخط الرقعة واهتموا به كاهتمامهم بباقي الخطوط.

وما ثبت تاريخيًا وفنيًا هو ان خط الرقعة خط عثماني وقام العثمانيون باستخدامه منذ القرن التاسع الهجري وحتى القرن العاشر والحادي عشر، ثم اصبح اكثر بروزًا ووضوحًا في اواخر القرن الثاني عشر واوائل الثالث عشر وذلك لان الناس احتاجوا لخط يمتاز بالسرعة في الانجاز والبساطة والجمال وينسجم مع حركة اليد الطبيعية، فظهر خط الرقعة واستخدمه الجميع بسهولة لأنه ايضًا كان تطورًا للخطوط القديمة التي لم تخضع للقواعد.

كان دور الخطاطين العثمانيين كبيرًا في وضع قواعد هذا الخط الذي يرجع في بعض اشكاله إلى كتابات المشق الأولى، اما من امتاز فيه بحق فكان الخطاط ممتاز بك (ابو بكر محمد بن مصطفى افندي) مدرس السلطان عبد المجيد الأول، والذي كان خط يشغل حيزًا كبيرًا من دراسته كونه واسع الانتشار في الدولة، فوضع ممتاز بك قاعدة كتابة خط الرقعة بميزان النقط على غرار موازين الخطوط العربية اللينة في عام 1280 هـ، ومن بعده الخطاط محمد عزت الذي وضع قواعد الرقعة الأخيرة في كراسته.

خط الإجازة

قديمًا كان يسمى بالخط المدور والخط الرياسي، وعرف بخط التوقيع، ولكن الاسم الاشهر له هو خط الإجازة وذلك لان معظم الاجازات العلمية الممنوحة كتبت بهذا الخط، فإذا اراد احد كبار الخطاطين ان يجيز خطاطًا ناشئًا كتب له الإجازة بهذا الخط، وتكتب به ايضًا خواتيم الكتب ومقدماتها.

يستخدم هذا الخط في اللوحات الفنية ولا يقبل التركيب التكويني وهو عبارة عن دمج خطي النسخ والثل معًا لشدة تقاربهما، اما اول من وضع قواعد خط الاجازة فكان الخطاط ابراهيم الشجري في عهد الخليفة المأمون ثم قام بتحسينه والاضافة عليه الخطاط مير علي التبريزي، فزاده رونقًا جمالًا، ويعتمد خط الاجازة على كثرة التشكيل.

اشتهر بكتابة هذا الخط الكثير من الخطاطين المعاصرين والقدامى منهم الشيخ عبد العزيز الرفاعي ومحمد شوقي وحامد الآمدي وهاشم البغدادي ومحمد علي المكاوي وعباس شاكر جودي، وقد اجاده كل من اجاد خطي النسخ والثلث.

المغربي

يعود تاريخ نشأة هذا الخط الى القرن الثالث الهجري وهو مشتق من الخط الكوفي او هو احد امتداداته فقد اخذ طابعًا خاصًا ميزه عن غيره واصبح منفردًا ومستقلًا تمامًا كنوع من انواع الخط العربي، سمي بدايةً بالخط القيرواني نسبة الى القيروان التي بناها المسلمون في عام 50 للهجرة، ثم انتقلت عاصمة المغرب الى الأندلس وظهر وقتها خط جديد سمي بـ الأندلسي القرطبي نسبة الى قرطبة.

انتشر الخط المغربي في شمالي افريقيا على هيئة اربعة انواع وهي التونسي والفاسي والجزائري والسوداني.

وبعد تطور المرحلة المغربية ظهرت انواع اكثر تحديدًا للخط المغربي وهي:

  • الخط الكوفي المغربي
  • خط الثلث المغربي
  • الخط المبسوط
  • الخط المجوهر
  • الخط المسند او الزمامي

الخط الكوفي المغربي

خطٌ ذو زوايا حادة وخطوط مستقيمة بشكل هندسي ويعتبر من خطوط التزيين التي نادرًا ما تستخدم للكتابة العادية، وبعده تطورت باقي الخطوط المغربية الاخرى، اما من ناحية الشكل فالخط الكوفي المغربي لم يتأثر بالخط الكوفي القيرواني بل كان مجرد استمرار للتيار المشرقي في المغرب بعد العصر الادريسي من خلال الأندلس.

خط الثلث المغربي

عُرف هذا الخط بالمشرقي المتمغرب وهو مقتبس من الخط الثلث المشرقي ويمتاز بجمال وليونة حروفه وامكانية تشكيله الغير محدودة، فهو يشبه الثلث المشرقي كثيرًا في ذلك ولكن يختلف في ان احجام حروف المشرقي ذات نماذج معيارية محصورة اخترعها كبار الخطاطين، فيحرص الخطاط عند كتابته دائمًا على بلوغ هذه المعايير وتطويعها لتركيبات مبتكرة وتشكيلات منسقة، اما في المغربي فلدى الخطاط حرية اكبر في تطويع الحروف واحجامها حسب وضعها في التشكيل الخطي، ونرى عبر العصور ان خط الثلث دائمًا ما كان مقيدًا بقواعد صارمة في كتابته ولكن ذلك نتيجة لمروره على العديد من كبار الخطاطين في عصور مختلفة، اما في الثلث المغربي فهو لا يخضع لأية قواعد متفق عليها سوى معايير الجمال البصري التي تجعل الكتابة متناغمة وانسيابية.

الخط المبسوط

اما هذا الخط فهو من اكثر الخطوط المغربية راحة للعين وذلك بسبب احرفه اللينة المستقيمة ووضوحه وسهولة قراءته، وهو اشهر الخطوط المغربية واستعمله الخطاطون منذ القدم لكتابة المصاحف وكتب الصلوات والادعية ويستخدم كذلك في الكتاتيب القرآنية وعلى اساسه يعلّمون الطلاب، وكتبت به اهم المصاحف في المطبعة الحجرية بالقاهرة وفاس.

الخط المجوهر

من شدة تقارب حروفه وصغرها تشبه في تناسقها عقد الجوهر وسمي بالخط المجوهر، وهو خط دقيق انحدر من الخط المبسوط في القرن السادس الهجري، ثم انتشر على مجال واسع لسرعة الكتابة به فأصبح الكثر استعمالًا في المغرب في القرون الاخيرة والخط المعتاد للكتابة في الحياة العامة، هو خط شديدة الخصوصية ويمتاز بشكله المكثف وملامحه الدقيقة، يشبه هذا الخط كثيرًا خط النسخ المشرقي في صغر حجم حروفه وليونتها وتتميز الحروف فيه باستدارة بعضها مثل حرف الياء والنون.

خط المسند او الزمامي

تميل حروف هذا الخط الى اليمين بتسلسل جميل وهو خط سريع ينحدر من الخط المجوهر، كما يعرف بالخط الزمامي باشتقاقه من الزمام التي تعني في المغربية التقييد والتسجيل.

اما اسم المسند فذلك نظرًا لميلان حروفه يمينًا كما هي في الخط المسند العربي القديم، اما استخدامات هذا الخط فهو شائع الاستخدام في الرسوم العدلية وكنانيش العلماء وفي التقاييد الشخصية، ولا يستخدم كثيرصا في الكتب العلمية لأنه صعب القراءة مقارنةً بغيره بسبب اختزال حروفه وسرعتها.

منذ بداية العصور الاسلامية الاولى وحتى نهاية عهد مغراوة وبني يفرن كان الخط المغربي يطبع بطابع شرقي الى ان تأثر بكتابة الفاتحين العرب ومال الى النسخ والكوفي تلك الفترة في القيروان.
الخط السنبلي

اخترع هذا الخط الخطاط عارف حكمت بن الحافظ في عام 1333 هـ فلم يكن الخط السنبلي معروفًا قبل ذلك.

وفي كتابه بدائع الخط العربي عدّ ناجي زين الدين الخط الديواني اصلًا للخط السنبلي ولذا يمكننا وزن حروف السنبلي بميزان حروف الديواني، ثم قال في كتابه مصور الخط العربي ان حروف السنبلي المفردة مشتقة من الديواني والإجازة والطغراء.

خط الوسام

قام بتطوير هذا الخط الفنان التشكيلي والخطاط وسام شوكت وهو تطوير للخط السنبلي.

الطغراء

يقال ان كلمة الطغراء اصلها تترية وتعني السلطان او الحاكم ولقبه، وهو رسم خاص مثل التوقيع او الختم، يعتبر هذا الخط من ارقى ما توصل اليه الاتراك في فن الجمال الزخرفي للخطوط والتصرف الخطي في تجريد الحروف، اما ما يميز خط الطغراء فيوجد به ثلاث ألفات قائمة ثم تنزل بميلان لليسار لكي تتلاقى مع الكلمات الموجودة اسفلها، ثم يخرج من هذا التكوين خطان ليكونا شكلًا بيضاويًا عند خروجهما ثم يلتقيان في النهاية على شكل خطين متناسقين.

طغراء باسم السلطان سليمان القانوني
اما قصة نشأة هذا الخط فكانت في عهد السلطان العثماني بايزيد بن مراد الاول حينما زاد التوتر بينه وبين السلطان المغولي تيمورلنك فأرسل له الاخير كتابًا يتوعده ويهدده فيه ووقع تيمورلنك عليه ببصمة كفه الملطخة بالدم، ثم نشبت الحرب وانتصر تيمورلنك فيها فأخذ العثمانيون بصمته وصوروها وقاموا بكتابة الطغراوات بها، ومع مرور الزمن قاموا بتطويرها حتى وصلت لشكلها الاخير الذي كتب به مصطفى راقم عام 1240 هـ

يستخدم الطغراء في كتابة الاسماء والسجلات وكان اول من استخدمه في التوقيع هو السلطان سليمان بن بايزيد واكثر من اشتهر به السلاطين العثمانيون.

وظف الخطاط التركي خط الطغراء بكل براعة لخدمة هذا الفن فتجاوز قواعد الخط الكلاسكية المتعارف عليها وأخضع الطغراء لضرورات التعبير فكان الابتكار فيه بديعًا صُنع به لوحات ناطقة على جدران صامتة.

خط السياقة

ينطق هذا الخط بالعثمانية (سياقت) وهو من اشهر الخطوط التي تميزت بها مدرسة الخطوط العثمانية والادارة لانتشاره الوظيفي في المعاملات النقدية والعينية. وهو خط خاص بالمشتغلين في الادارة المالية العثمانية وبعض اهل الخط، فيتميز باختصار حروفه ولا يمكن قراءته الا من خبراء الخط لان حروفه بدون تنقيط غالبًا ولأنه لا يتبع قواعد الخط الاساسية التي وُجدت منذ قديم الزمان.

فحين نكتب به اسماء اشهر السنة والارقام والايام تبدو اشكال حروفه غريبة ومختلفة عن شكلها في اللغة والكتابة العربية، فاعتقد الناس ان سبب تسميته بخط السياقة لان قراءته تتطلب الاخذ بسياق معنى الجملة والكلمة السابقة واللاحقة.

اختلفت الآراء حول جذور خط السياقة التاريخية ولكن اقدم استخدام عثماني رسمي له كان للسلطان محمد الفاتح الذي قام بكتابة حجة وقف بخط السياقة.

حروف التاج

تقسم حروف التاج الى نسخ ورقعة، بمعنى انه يمكن عمل التاج على حروف النسخ او حروف الرقعة فقط، ويعود فضل اختراعه للاستاذ محمد افندي محفوظ الذي كان يلبي رغبة ملك مصر آنذاك احمد فؤاد الاول، والذي كان يريد طريقة جديدة لكتابة حروف النسخ والرقعة غير الطريقة المعتادة بما لا يؤثر في روح الحروف وجوهرها.

لا تستخدم حروف التاج في اي مكان بل لها استخداماتها الخاصة ومواضع معينة كما ذكرها الاستاذ عبد القادر عاشور في كتابه حروف التاج وعلامات الترقيم وكذلك الاستاذ فوزي سالم عفيفي في كتابه نشأة وتطور الكتابة الخطية العربية وهي:
  • فى اول كل كلمة من كلمات العناوين القصيرة، سواء كانت اسمًا او فعلا
  • فى اول الجمل المستقلة، وفى بداية عبارة التنصيص
  • بعد الوقفة، وبعد علامة الاستفهام وبعد النقطتين وبعد الأشرطة، إذا كانت مسبوقة فى أول الكلام
  • فى اول الاسم العَلم اذا كان مفردا مثل: “الله” تعالى، فى أول كل جزء من جزأيه اذا كان العَلم مضافا مثل: عبد الرحمن
  • فى الجزء الاول إذا كان العَلم مركبا ولم يكن الجزء الثانى عَلما. مثل (صلاح الدين)
  • إذا سبق العَلم حرف من الحروف المتصلة، فإن هذا الحرف والحرف الأول من العَلم تكتب كالمعتاد
  • يوضع التاج على الصفة إذا نابت عن اسم العَلم مثل الرسول (صلى الله عليه وسلم)

تستخدم هذه الشروط كذلك فى مواضع خط الرقعة، بلا تغيير او اضافة عليها.

خط المشق

المشق في اللغة هو: جذب الشيء ليمتد ويطول، أو السرعة، والمشق فى الكتابة اى: خفة يد الكاتب او تمديد وتمطيط الحروف.

وهو من الخطوط التي وردت في المصادر القديمة وقد لقي معارضة شديدة، فقال عمر رضي الله عنه: “شر انواع الخطوط المشق” ورغم هذه المعارضة والكره له في البداية الا انه اصبح مقبولًا بعد ذلك وخاصةً لكتابة الكلمات في اخر السطر كي لا يتم تقسيمها بين سطرين متتالين، يقول القلقشندي: ان اخر السطر ربما ضاق عن كلمتين فتمتد التى وقعت فى اخر السطر لتقع الأخرى فى اول السطر الذى يلية.

اما المشق في عصرنا هذا فهي اسم الكراسة المطبوع فيها الحروف الموزونة بميزان النسبة الفاضلة والمكتوبة مفردة ومجتمعة مع غيرها لأي نوع من الخطوط، كما تعني ايضًا عملية الكتابة من تلك الكراسة. فإذا قلنا: خذ المشق وعليك بالمشق فمعناها: خذ كراسة الحروف الموزونة بميزان الخط ثم اكتب متدربًا منها.

الخط المكى والمدني

وصف ابن النديم الخط الخط المكي والمدني فقال: “ان الخط المكى والمدنى فى ألفاته تعويج الى يمنة عند أسافلها وأعلى الأصابع، اى اللام واللام ألف، ممتدة عاليًا وفي شكلها انضجاع يسير.

الخط السوداني

في القرن السابع الهجري دخل الاسلام غربي افريقيا على يد اهل المغرب ومعهم انتشر في انحاء السودان خط مشتق من الخط المغربي، وانشأوا مدينة تمبكتو التي اصبحت المركز العلوي الرابع للمغرب ونسبوا اليها هذا الخط واسموه بالخط التمبكتي او السوداني.

الخط البهاري

استعمل هذا الخط العربي في الهند من القرن الثامن وحتى العاشر الهجري وسمي بهذا الاسم نسبةً الى مقاطعة بهّار في شرق الهند.

خط الكرشمة

مخترع هذا الخط هو احمد اريامنش وقال عنه انه خط موسيقي راقص وحر لا يتقيد بقواعد الخط المتعارف عليها.

خط المعلي

وضع الخطاط الايراني حسين شيري كراسةً يشرح بها خط المعلي ويعتبر احد الخطوط العربية الجميلة.

الخط القدوسي

ابتكر هذا الخط الخطاط المتصوف محمد ابو القاسم القندوسى.

الخط الحر

هذا الخط بلا قواعد محددة وهو خط مستحدث تأخذ حروفه شكلها من جميع انواع الخطوط وتعتمد بشكل كبير على مهارة الخطاط في الابتكار وإدخال التحويرات على أشكال الحروف، لذا يجب ان يكون الخطاط دارسًا للخطوط الاصلية وان يراعي حسن التنسيق وجمال وزخرفة الخط.

اختلفت الخطوط العربية واختلفت معها طرق رسم حروفها وصورها ولكنها جميعًا تتشابه في هويتها العربية النابعة من قلب اللغة، لغة القرآن واساس الاسلام، وتلك الاختلافات الكثيرة على مر العصور تعبر عن قدرة الخطاط المسلم على التطور والتقدم والرقي وايضًا المزيد من الابتكار واكتشاف الغاز هذا الفن الاصيل، لم تقف الحروف العربية عند هذا الحد وتلك الاختلافات هي دليل على ذلك فقد ترجم الخطاطون المسلمون الخط الواحد الى عدة خطوط وابرزوه بعدة اشكال مميزة وهذا يعد من الاجازات التي تدعو للفخر وتحدٍ لكل من واجه هذا الفن البديع وحاول التقليل من قيمته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *