خاطرة
بقلم الأديب محمد ديبو حبو
خاطرة
بقلم الأديب محمد ديبو حبو
بعد رحلة عمل يومية شاقة ومتعبة قررت الاسترخاء قليلاً
لأمنح جسدي وعقلي إجازة ساعية ..
لكن ماحدث كان محزناً جداُ…
فما إن استلقيت على فراشي حتى بدأت صور الماضي الجميل تراودني ..
و كان أجملها تلك الصورة التي لها طابع خاص لدي …نعم إنها صورة أمي الحبيبة والتي أعتبرها من أجمل ذكريات الصباح في ذلك الزمن….نعم إنها لوحة من أجمل اللوحات بكل صورها وألوانها حيث البساطة والمحبة والسعادة التي تحيط بالجميع ….
كانت أمي الحبيبة تصنع لنا خبر التنور اللذيذ ..
طبعا هذا التصور وهذه الذكريات لم تأتِ من فراغ فزوجتي كانت تنادي بصوتها العالي لأحد أبنائها لكي يذهب إلى المخبز ليأتي لنا بربطة خبز ..
بدأت أتأوه من الداخل وأتساءل عما حدث كي أبرر لنفسي أولا ولأفراد عائلتي ثانيا هذا التحول المذهل في كل شي حتى الأقرباء والاصدقاء والخ
أصبحنا في زمن الارقام بعد أن كنا في زمن لاينام جار إلا بعد أن يطمئن على أحوال جاره
يالها من مفرقات محزنة أين كنا وأين أصبحنا
محزنة طبعا عندما أرى الجار أمامي ولايكلف نفسه حتى بالسؤال عن احوالي
محزنة طبعا عندما ارى الأقرباء والحقد والحسد والكراهية قد ملأت قلوبهم
محزنة طبعا عندما أرى
الجميع يلهث خلف أوراق نقدية
لا تنفع صاحبها وقت يحين موعد الحساب
محزنة طبعا
عندما تتحول حياتي كلها لمجرد ارقام
لا نبض فيها ولا لون ولا طعم ولا إحساس
نعم محزنة طبعا
يا فلسطينَ
باركَ الله سواعدكِ
التي هزَّت عرشَ المعتدينَ
أبطالك كتبوا بماءِ الذهبِ
ميلاداً جديداً للعربِ
غرّدوا يا بناةَ العربِ
فها قد لاحَتْ بوارقُ الحلمِ
ونُسِفَت أسطورةُ الجيشِ
الذي لا يقهرُ
بالسواعدِ الطاهرةِ
يا أبطالَ الزيتون والتينِ
ضربتُم فأوجعتم
رغمَ ما يمتلكُ الطغيانُ
من أسلحةٍ وعتادٍ
إلا أنَّ قوة إيمانكم
سحقت ثوابتَ جبالِهم
فأصبحوا كالذبابِ
يتساقطونَ
تحتَ أقدامِكم….
النصرُ نصرُك يا فلسطينَ
يا صفحةَ النورِ
على جبهةِ العالمينَ.
الأديب محمد ديبو حبو