آراء وخواطر
د.صالح العطوان الحيالي
صفات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عند ضرار بن ضمرة الكناني
د.صالح العطوان الحيالي
ابو الحسنين علي بن ابي طالب الهاشمي القرشي ٢٣ قبل الهجرة ٤٠ بعد الهجرة له فضائل كثيرة وصفات لا تعد ولا تحصى في يوم ما دخل ضرار بن ضمرة الكناني على معاوية بن أبي سفيان وهو خليفة المسلمين ، فقال له : يا ضرار صف لي عليَّ ، فقال :
أو تعفني ، قال : لا أعفيك قالَها مراراً .
فقال ضرار : أما إذ لا بُد ، فكان والله بعيد المدَى ، شديد القوى ، يقول فَصلا، ويَحكم عَدلا ، يتفَجّرُ العلم من جوانبه ، وتنطق الحكمة من نواحيه ، يَستوحش من الدنيا وزهرتها ، ويستَأنس باللّيل وظلمته .
كان والله غزير الدمعة كثير الفكرة ، يُقَلِّب كَفّهُ ويُخاطِبُ نفسه ، يُعجبه من اللباس ما خشن ، ومن الطعام ما جَشُب .
كان والله كأحدنا ، يُجيبنا إذا سأَلناه، ويبتدئنا إذا أتيناه ويَأتينا إذا دعَوناه ، ونحنُ والله مع قربه منَّا ودُنوّه الينا لا نكلِّمهُ هيبةً له ، ولا نبتديه لعظمه ، فإن تبسّم فعن مثل اللُؤلؤ المنظوم . يعظّم أهل الدين ، ويُحبّ المساكين ، لا يطمع القَويٌ في باطله ، ولا ييأَس الضعيف من عدله ، فأشَهَدُ بالله لقَد رأيته في بعض مواقفه ليلةً ، وقد أرخى الليل سجوفه ، وغارَت نجومه ، وقد مثل قائماً في محرابه ، قابضاً على لحيته ، يتمَلمَلُ تَململُ السقيم ، ويَبكي بكاء الحزين ، وكأنِّي أسمعه وهو يقول :
يا دنيا غرّي غيري ، أَبي تَعرّضْتِ أم إلَيَّ تَشَوّقْت ، هيهات هيهات قد أبَنَتُكِ ثلاثاً لا رجعَةَ لي فيك ، فعُمركِ قصير ، وعشيكِ حَقير ، وخطرك كبير ،
آه من قلّة الزاد وبُعد السفر ووَحشة الطريق .
قال : فذرفت دموع معاوية على لحيته فلم يملك رَدَّها وهو يُنَشفها بكمِّهِ ، وقد اختنق القوم بالبكاء .
موسى بن نصير
د.صالح العطوان الحيالي
هو أبوعبد الرحمن موسى بن نصير بن عبد الرحمن زيد اللخمي (640-716 م/19 هـ-97 هـ). قائد عسكري عربي مسلم .نشأ في دمشق وولي غزو البحر في زمن معاوية بن أبي سفيان، فغزا قبرص، وبنى بها حصونًا، وخدم بني مروان وعلا شأنه، وولى لهم الأعمال، فكان على خراج البصرة فى عهد الحجاج .لما تولي الوليد بن عبد الملك الخلافة قام بعزل حسان بن النعمان واستعمل موسى بن نصير بدلا منه وكان ذلك في عام 89 هـ وكان أن قامت ثورة للبربر في بلاد المغرب طمعا في البلاد بعد مسير حسان عنها فوجه موسى ابنه عبد الله ليخمد تلك الثورات ففتح كل بلاد المغرب واستسلم آخر خارج عن الدولة وأذعن للمسلمين. قام موسى بن نصير بإخلاء ما تبقى من قواعد للبيزنطيين على شواطئ تونس وكانت جهود موسى هذه في إخماد ثورة البربر وطرد البيزنطيين هي المرحلة الأخيرة من مراحل فتح بلاد المغرب العربي. لم يكتف موسى بذلك بل أرسل أساطيله البحرية لغزو جزر الباليار البيزنطية الثلاث مايوركا ومينورقة وإيبيزا وأدخلها تحت حكم الدولة الأموية.بعد أن عمل موسى على توطيد حكم المسلمين في بلاد المغرب العربي، بدأ يتطلع إلى فتح الأندلس التي كانت تحت حكم القوط الغربيين. قام موسى باستئذان الخليفة الوليد بن عبد الملك في غزوها فأشار له الوليد ألا يخاطر بالمسلمين وأن يختبرها بالسرايا قبل أن يفتحها. بعد أن قام موسى بإرسال السرايا واختبار طبيعة الجزيرة الأيبيرية قام بتجهيز جيش بقيادة مولاه البربري المسلم طارق بن زياد، وبمعاونة من يوليان حاكم سبتة دخل المسلمون الأندلس وانتصروا على القوط الغربيين انتصارا حاسما في معركة وادي لكة عام 712 م/92 هـ …
المحبة الأخوية والمودة بين أل بيت النبوة والصحابة الكرام ..
د.صالح العطوان الحيالي
من أصول عقيدة الاسلام محبة أل بيت النبوة والصحابة الكرام وولاءهم وأكرامهم وبيان فضلهم ودورهم في نقل كلام الله ورسوله في الكتاب والسنة وحفظهما وتبليغهما .. فكانت المصاهرات بين ال البيت والصحابة الكرام والتسمي بأسمائهم …. تدل على أخوة الايمان والعقيدة والعلاقات الوثيقة والمحبة الاكيدة والصادقة والألفة العظيمة بينهم … وهو منهج الامام علي (رضي الله عنه) اذ زوج ابنته أم كلثوم بنت فاطمة الزهراء (رضي الله عنها) من امير المؤمنين عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) … كما تزوج عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان من فاطمة بنت الحسين …
وتزوج مصعب ابن الزبير بن العوام من اختها سكينة بنت الحسين …
وعلى هذا سار علماء ال البيت بأحترام الصحابة والثناء عليهم
ولذا قال جعفر الصادق (من لم يعرف فضل ابي بكر وعمر فقد جهل السنة )
وقال ايضا عنهما (ما ادركت احدا من اهل بيتي الا وهو يتولاهما)
وقال جعفر الصادق مفتخرا (ولدني ابو بكر مرتين ) اذ ان امه أم فروة وهي حفيدة ابي بكر الصديق وامها اسماء بنت عبد الرحمن بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهم …
وكذلك سموا أسماء ابناءهم باسماء الصحابة …ومنها
أهل البيت البكريون رضي الله عنهم:
1. أبو بكر بن علي بن أبي طالب.
٢ .أبو بكر بن الحسن بن علي.
٣. أبو بكر بن علي زين العابدين.
٤. أبو بكر بن موسى الكاظم.
ه. أبو بكر بن علي الرضا.
أهل البيت العمريون رضي الله عنهم:
1.عمر بن علي بن أبي طالب.
2. عمر بن الحسن بن علي.
3.عمر بن الحسين بن علي.
4. عمر بن علي زين العابدين.
5.عمر بن موسى الكاظم.
أهل البيت العثمانيون رضوان الله عليهم:
1.عثمان بن علي بن أبي طالب الذي قُتل مع أخيه لأبيه الحسين في كربلاء رضي الله عنهما.
2.عثمان بن عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه.
نساء أهل البيت العوائش رضي الله عنهن:
1. عائشة بنت جعفر الصادق.
2 . عائشة بنت موسى الكاظم.
3. عائشة بنت جعفر بن موسى الكاظم.
4. عائشة بنت علي الرضا.
5.عائشة بنت علي الهادي.
لتطمئن جموع المسلمين والمسلمات من محبة أهل البيت النبوي للصحابة الكرام أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عن الجميع ، وحتى نشيع لغة الحب والاحترام والتقدير بين الصحابة وأهل بيت النبوة.
هذا يعني ان أهل البيت كانوا متحابين مع كل الصحابه ..
وهذه التفرقة ودس الاحقاد بين المسلمين ..خطط لها الأعداء لكي تتفرق الشعوب ..وتحل الكراهيه والاحقاد بينهم …..
حياتنا عبارة عن رحلة قصيرة مليئة بالعبر
د. صالح العطوان الحيالي
حياتنا عبارة عن رحلة قصيرة مهما طالت اعمارنا ، وبالرغم من قصرها الا انها تجود علينا بالحكم والتجارب والعبر .فكل يوم ينقضي من حياتنا نزداد كبرا وتزداد معرفة وتجربة وحكمة ، ولذلك جميعنا نعتبر الأجداد والسلف من أصحاب الخبرة والحياة وكلامهم يكون ناضج واضح .وإليكم قصة من قصص النضوج العقلي لكبار السن .
رجل كبير السن هيبته وشكله يدل على أنه صاحب عقل وحكمة واتزان ، كان يجلس في حافلة ، وحينما توقفت الحافلة في إحدى المحطات .. صعد شاب من باب الحافلة بكل عنف وجلس بجانب الرجل واصطدم به بصفاقة هو وحقائبه الكثيرة التي يحملها .!!. وحينما رأى أحد ركاب الحافلة هذا المنظر انزعج كثيراً ، وسأل الرجل لماذا لا تقول شيئاً لهذا الشاب الفوضوي ..!!
أجاب الرجل بابتسامة هادئة :
ليس من الضروري أن تكون قاسياً ، وتجادل على شيء تافه .. فالرحلة قصيرة وأنا سأنزل في المحطة القادمة ..
هذه الكلمات : “الرحلة قصيرة” دقت ناقوساً قوياً في عقل الرجل ، ورأى أنها تستحق أن تكتب بماء الذهب ، وأن نجتهد لنعمل بها في تصرفاتنا اليومية ..
نعم والله .. ليس من الضروري أن تكون قاسياً وتجادل على كل شيء لأن الرحلة قصيرة .. ولو تنبه كل منا بأن رحلتنا في هذه الدنيا قصيرة جداً ، فلن يجعلها مظلمة ، مليئة بالجدل وعدم العفو عن الآخرين ، وسوء الخلق وعدم شكر النعم .. ونكون بذلك قد حفظنا جهدنا ووقتنا من الضياع ..
هل كسر أحدهم قلبك ؟
كن هادئاً فالرحلة قصيرة ..
هل خانك أو غشك أو استهزأ بك أحدهم
كن هادئاً فالرحلة قصيرة ..
مهما كان نوع الظلم الذي حصل لك من أحدهم ، فتذكر دوماً أن الرحلة قصيرة ..
نسي أحدهم معروفك ووقفتك معه وسؤالك عنه ..
كن هادئاً ، فالرحلة قصيرة ..
انتقص من حقك ولم يحترمك ولم يقدرك حق التقدير ..
كن هادئاً ، فالرحلة قصيرة ..
فلنملأ قلوبنا بالمحبة والسلام .. فرحلتنا قصيرة جداً ، ولا يمكن الرجوع إليها بعد تركها .. ولا أحد يعلم مدة رحلته .. ولا أحد يعلم هل سيبقى للمحطة التالية أم لا ..!!
الرحلة قصيرة… نعم … قصيرة
حياتنا مليئة بالعبر..
امير المؤمنين علي بن أبي طالب و أبو بكر وعمر رضي الله عنهم جميعا
د. صالح العطوان الحيالي
لي ولع كبير في قرأة كتب التاريخ للمؤلفين الكبار القدامى كالطبري والواقدي وابن حزم والبلاذري ومن خلال تصفحي في كتابٍ مفيد مُمتِع للإمام ابن الجوزي المتوفَّى سنة 597هـ – رحمه الله – وهو الكتاب المشهور: “تلبيس إبليس”، توقفت عند هذا النصِّ الثمين الرائع ، فأحببتُ أن أنقله إلى القُرَّاء الكِرام؛ لأنَّ في ذلك دفاعًا عن أمير المؤمنين عليٍّ – رضي الله عنه – وكشفًا عن رأيه في الخليفتَيْن الراشدَيْن اللذين هما من أفضل أمَّة محمد – صلى الله عليه وسلم -.
قال ابن الجوزي بسنده إلى سويد بن غفلة قال: “مررتُ بنفرٍ من الشِّيعة يتناوَلون أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – فدخلتُ على عليِّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فقلت: يا أمير المؤمنين، مررتُ بنفرٍ من أصحابك يَذكُرون أبا بكر وعمر – رضي الله عنهما – بغير الذي هما له أهل، ولولا أنهم يرَوْن أنَّك تُضمِر لهما مثلَ ما أعلَنُوا، ما اجترَؤُوا على ذلك.
قال عليٌّ: أعوذ بالله، أعوذ بالله أن أُضمِر لهما إلا الذي ائتمنَنِي النبي – صلى الله عليه وسلم – عليه، لعَن اللهُ مَن أضمر لهما إلا الحسَن الجميل، هما أخَوَا رسولِ الله، وصاحباه ووزيراه – رحمة الله عليهما.
ثم نهض دامعَ العينين يبكي قابِضًا على يديَّ، حتى دخَل المسجد فصعد المنبر وجلَس عليه متمكِّنًا، قابِضًا على لحيته، وهو ينظر فيها وهي بيضاء، حتى اجتَمَع لنا الناس، ثم قام فتشهَّد بخطبةٍ مُوجَزة بليغة، ثم قال:
“ما بال أقوامٍ يَذكُرون سيِّدَي قريش، وأبوَي المسلِمين بما أنا عنه متنزِّهٌ، وممَّا قالوه بريءٌ، وعلى ما قالوا مُعاقِب؟! أمَا والذي فلَق الحبَّة وبرَأ النَّسمة، لا يحبُّهما إلا مؤمنٌ تقيٌّ، ولا يبغضهما إلا فاجرٌ شقيٌّ.
صَحِبا رسولَ الله – صلى الله عليه وسلم – على الصدق والوفاء، يأمُران وينهيان، ويغضَبان ويُعاقبان، فما يَتجاوَزان فيما يَصنَعان رأيَ رسولِ الله – صلى الله عليه وسلم – ولا كان رسولُ الله – صلى الله عليه وسلم – يرى غيرَ رأيهما، ولا يحبُّ أحدًا كحبِّهما.
مضى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وهو راضٍ عنهما، ومضَيَا والمؤمنون عنهما راضون، أمَّره رسول الله – صلى الله عليه وسلم – على صلاة المؤمنين، فصلَّى بهم تسعةَ أيامٍ في حياة رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.فلمَّا قبَض الله نبيَّه واختار له ما عنده، ولاَّه المؤمنون ذلك، وفوَّضوا إليه الزكاة، ثم أعطوه البيعة طائِعين غير مكرهين، وأنا أوَّل مَن سَنَّ له ذلك من بني عبدالمطَّلِب، وهو لذلك كارهٌ، يَوَدُّ لو أنَّ مِنَّا أحدًا كَفَاه ذلك.وكان واللهِ خيرَ مَن أبقى، أرحمَه رحمةً، وأرأفَه رأفَةً، وأسنَّه ورعًا، وأقدَمه سِنًّا وإسلامًا، شبَّهه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بميكائيل رأفةً ورحمةً، وبإبراهيم عفوًا ووَقارًا، فسار بسيرةِ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى مضَى على ذلك – رحمة الله عليه.
ثم ولي الأمرَ بعده عمرُ – رضي الله عنه – وكنتُ فيمَن رضي، فأقام الأمرَ على منهاج رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وصاحبه، يتبع أثرهما كما يتبع الفصيل أثرَ أمِّه.
وكان والله رفيقًا رحيمًا بالضُّعَفاء، ناصِرًا للمظلومين على الظالمين، لا تَأخُذه في الله لومة لائِم، وضرَب الله الحقَّ على لسانه. أعزَّ الله بإسلامه الإسلامَ، وجعَل هجرته للدين قوامًا، وألقى الله له في قلوب المنافقين الرهبةَ، وفي قلوب المؤمنين المحبَّة، شبَّهه رسول الله – صلى الله عليه وسلم – بجبريل، فظًّا غليظًا على الأعداء.فمَن لكم بمثلهما؟ رحمة الله عليهما، ورزَقَنا المُضِيَّ في سبيلهما.
فمَن أحبَّني فليحبَّهما، ومَن لم يحبَّهما فقد أبغضني، وأنا منه بريء.
ولو كنت تقدَّمت إليكم في أمرهما، لعاقبتُ في هذا أشدَّ العقوبة.
ألاَ فمَن أوتيت به يقول بعد هذا اليوم، فإنَّ عليه ما على المفتري.
ألاَ وخير هذه الأمَّة بعد نبيِّها أبو بكر وعمر – رضي الله عنهما – ثم الله أعلَم بالخير أين هو.
أقول قولي هذا وأستَغفِر الله لي ولكم” .
هذه الخطبة تبيِّن لنا بوضوحٍ رأيَ عليٍّ – رضي الله عنه – بالشيخَيْن، وهذا الرأي هو الذي ينسَجِم مع ما نعرف عن تلك النُّخبَة المختارة من البشر من أصحاب رسول الله – صلى الله عليه وسلم -.
وأمَّا ما وضَعَه الوَضَّاعون وافتروا فيه على لسان عليٍّ من الأكاذيب، فهو مردودٌ على قائِليه.
ويُعجِبني ما قرَّره الأستاذ الدكتور شوقي ضيف – رحمه الله – في كتابه “تاريخ الأدب العربي – العصر الإسلامي”، إذ قال: “وقد خلَّف عليٌّ خُطَبًا كثيرةً، نجد منها أطرافًا في “البيان والتبيين”، و”عيون الأخبار”، و”الطبري”. على أنَّه ينبَغِي أن نقف موقفَ الحذر ممَّا يُنسَب إليه من خُطَبٍٍ في الكتب المتأخِّرة، وخاصَّة “نهج البلاغة”؛ فإنَّ كثرته وُضِعت عليه وضعًا، وقد تنبَّه لذلك السابقون، واختَلفُوا في واضِعها هل هو الشريف المرتضى أو الشريف الرضي، وقد تُوُفِّي أوَّلها سنة 436 للهجرة، بينما تُوُفِّي الثاني 406هـ.وممَّن يقول بأنَّه الشريف المرتضى: الذهبيُّ في “ميزان الاعتدال”، وابنُ حجر العسقلاني في “لسان الميزان”، وذهب النجاشيُّ المتوفَّى سنة 450 للهجرة في كتابه “الرجال” إلى أنَّ مؤلِّف الكِتاب هو الشريف الرضي، وأقرَّ هو نفسه بذلك؛ إذ ذكَر في الجزء الخامس المطبوع من “تفسيره” أنَّه هو الذي ألَّفه ووَسَمه باسمه: “نهج البلاغة” ، وذكَر ذلك أيضًا في كتابه “مجازات الآثار النبويَّة” ، والمظنون أنَّ الوَضْع على عليٍّ قديمٌ، فقد ذكَر المسعودي في “مروج الذهب” أنَّ له أربعمائة خطبة ونيِّفًا يَتداوَلها الناس
ولعلَّ في ذلك ما يدلُّ على وجوب التحرُّز والتثبُّت فيما يُضاف إليه من خطب، وألاَّ نُعَوِّل على شيءٍ منها إلا إذا جاء في المصادر القديمة التي أشرنا إليها، وإنَّ ما جاء فيها لَكافٍ في تصوير قدرته الخطابيَّة، وإحسانه إحسانًا كان يخلب ألباب سامِعِيه، ويؤثِّر في نفوسهم تأثيرًا عميقًا” .