شباب ليبيا أملها الواعد للنهوض والإعمار والإستقرار

يمثل الشباب الليبي أهم شرائح المجتمع حيويةً ونشاطاً حيث يشكلون ما يقارب 60 % من إجمالي عدد السكان ، وهم أكثر القوى المؤثرة في المجتمع وأكثر فئات المجتمع رغبة في التغيير والتجديد .
ومما لا شك فيه أن ليبيا كجزء من العالم المعاصر تعيش مرحلة تحول كبرى اختزلت من خلالها عامل الزمن ، فأصبحت الشبكات الاجتماعية البديل الأمثل لأنشطة الماضي التقليدية ، هذا بالإضافة إلى الحرص على المحافظة على التقاليد القبلية التي لا تزال تشكل جزءا من ثقافة الشعب الليبي .
في الواقع لا يمكننا ان نتجاهل الطاقات المتنوعة والقيمة التي يتمتع بها المليون شاب ليبي في بلاد الاغتراب، إذ أنهم يشكلون عنصر تحول كبير في عملية إعادة الاعمار الكبرى المرتقبة، فهم ومن دون أدنى شك العنصر الاقوى في هذه العملية واكبر متمكن منها ، لذلك فإن اغفالهم او تجاهل متطلباتهم وتأمين البيئة المناسبة لهم في بلدهم الأم وعدم اشراكهم في المخططات التنموية الوطنية سيكون له الأثر السلبي عليهم وعلى بلادهم.
فالرهان الكبير يبقى على بذل كل المساعي للإستثمار في هذه الفئة الناشطة اقتصاديا ، التي ستتولى مسؤولية القيادة لشؤون المجتمع ، ونقل المسار الحضاري باعتبارها حلقة وصل بين الجيل الذي سبقها والجيل الذي بعدها ، بعد ان تكون وضعت بصمتها الحضارية ، وهذا لا يكتمل إلا بمشاركتها واشراكها في المنظومة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والبيئية والرياضية للبلاد .
فلتكن عملية إعادة الإعمار فرصة لإبراز مهارات هذه الفئة وتنميتها وصقلها، ولتكن محطة للانطلاق إلى أفق أوسع ، لتوحيد الطاقات لبناء مستقبل واعد للأجيال ، مستقبل خالٍ من أي تدخلات سياسية او حزبية.
فالشباب هم من سيحملون راية التغيير والتنمية في البلاد، وسيشكلون المنارة المرشدة للأجيال، فهم يعرفون تماما كيف يستغلون الفرص الاقتصادية الكفيلة برفع نسبة النمو في البلاد ، وربط الاستهلاك بتحسين نوعية حياة الاسرة في ليبيا ما قد يسمح باضافة 1.5% الى معدل النمو الاقتصادي سنويا ، وتشكل ورشة الاعمار المرتقبة الفرصة التنموية أو ما يسمى بالنافذة الديمغرافية التي لا تنفتح إلا مرة واحدة على مدى ( 25- 30 ) عاما .
فلتشكل هذه الورشة النافذة الديمغرافية ، بما تحمله من سمات ومكاسب اجتماعية واقتصادية ، فإنها ستكون هِبة ونعمة حقيقية تحدد المسار المستقبلي للتنمية والنهضة .

ومما لا شك فيه أن توسيع الفرص الاقتصادية يعد أمرا حاسما في استدامة فرص العمل على المدى القريب والمتوسط ، وهذا ما ينسجم مع الإلتزامات بتنفيذ جهود هيئة الأمم المتحدة للشباب الليبي بشأن التمكين الاقتصادي في سياق حقوق العمل، وضمان تكوين الاسرة والعدالة الاجتماعية والتنمية المستدامة الشاملة ،التي تشمل الأبعاد الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، بما يتماشى مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030.
فالشباب الواعي والمثقف والمعتدل والمتعلم، هو من سيبني ليبيا المستقبل وسيكون أكثر فعالية وشرعية على جميع المستويات وفي جميع القطاعات.
الأهم في هذا المشهد الاعماري كله هو اجراء المصالحة الوطنية وتأمين الاسقرار والأمن والأمان في كل ارجاء ليبيا ، استقرار منشود ومستدام ، يستند إلى الأسس المطلوبة لحل طويل الامد للصراعات الحاصلة ، لأن وفي الحقيقة ما من شركة إستثمار محلية او اقليمية او عالمية ولا جيل الشباب الليبي المغترب ذات المهارات والخبرات العالية والمتنوعة ستفكر/ سيفكر جديا في المشاركة في ورشة الاعمار، في حال لم تنجح القيادات السياسية في اتمام المصالحة الوطنية والمباشرة، بتأمين البيئة الضرورية للأمان والأمان في ليبيا .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *