الرياء / 2

الباحث الدكتور تركي محمد صالح الطلاع

الرياء
الحلقة 2
علاج الرياء التفكّر في عظمة الله الخالق وحقّه العظيم وأنّ الله لا يقبل عمل المرائي.
فعن الصادق عليه السلام قال : « كلّ رياء شرك إنّه من عمل للناس كان ثوابه على الناس ، ومَن عمل لله كان ثوابه على الله ».
وفي الحديث القدسي قال الله تعالى : « أنا خير شريك ، مَن أشرك معي غيري في عمل عمله لم أقبله وهو لمَن عمل له ولا أقبل إلّا ما كان خالصاً لي وحدي ».
نعم قد يوسوس الشيطان ليمنع المؤمن من العبادة فيظهر له أنّه مراءٍ فلا بدّ من عدم الاهتمام بذلك والاستمرار في العبادة.
ففي الحديث عن الصادق عليه السلام : « إذا أتى الشيطان أحدكم وهو في صلاته فقال إنّك مرائي فليطل صلاته ما بدا له ما لم تفته وقت فريضته ».
وفي الحديث عن أبي جعفر عليه السلام قال : ساْلته عن الرجل يعمل الشيء من الخير فيراه إنسان فيسرّه ذلك.
قال : « لا بأس ، ما من أحد إلّا وهو يحبّ أن يظهر له في الناس خير إذا لم يكن صنع ذلك لذلك » ؟
فالرياء هو طلب المنزلة في قلوب الناس بإظهار خصال الخير ، فيقصد المرائي بالعبادة أن تكون له منزلة عند الناس ، وهذا المعنى يزول عندما يلتفت المؤمن إلى أنّ العبادة لابدّ أن تكون لله تعالى وأنّه هو المستحقّ للعبادة وهو القادر على كلّ شيء ، فإذا عمل المؤمن عملاً لله سرّاً يظهره الله تعالى للناس ، كما ورد في الحديث عن أبي عبد الله عليه السلام : « مَن أراد الله عزّ وجلّ بالقليل من عمله أظهره الله أكثر ممّا أراد ، ومَن أراد الناس بالكثير من عمله في تعب من بدنه وسهره من ليله ، أبى الله عزّ وجلّ إلّا ان يقلّله في عين مَن سمعه ».

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *