الصديق حفتر يُشدد على عودة درنة “درة المتوسط”
تُعتبر مدينة درنة الليبية التي ضربها إعصار “دانيال” من أهم المدن الليبية من حيث الموقع والمميزات، فهي تعرف بـ”عروس برقة ” أو “درة المتوسط”، وهي مدينة جبلية ساحلية، وتعرف بمياهها العذبة وبجمالها وكثرة الأشجار وهي خصائص نادرة الوجود في ليبيا التي لا تغطي الأشجار سوى 1 في المئة من مساحتها.
تبلغ مساحتها ما يقارب 20.000 كيلومتر مربع وكان يقطنها ما يقارب من 200.000 ألف نسمة ويستقرأغلبهم بالمنطقة الساحلية وتتنوع إنتماءاتهم القبلية.
لقد داعب جمال درنة عقول الشعراء، كما وصفها الرحالة الدنماركي كنود هولمبو، بأنها “جنة الله على الأرض، وتملك أصفى وأنقى وأطيب المياه في إفريقيا الشمالية كلها”.
وتُعدّ من أقدم الحواضرالليبية، وتعتبربالنسبة للّيبيين حاضرةً مختلفةً ومتميزةً.
إشتهرت منذ منتصف القرن العشرين، بانتشارالتعليم، مقارنةً ببقية المناطق، فيما نشطت الحركة الثقافية بوجود العديد من المؤسسات الثقافية على غرار بيت درنة الثقافي.
تسمى مدينة الشعر، وفيها المقاهي الثقافية وتجمعات فنية وأول مسرح في ليبيا، وهي إستقبلت قوافل المثقفين والمتعلمين والمتعايشين من أهل الأندلس.
ولكي تعود درنة إلى ما قبل الطوفان، وتعود أبهى وعروس برقة ودرة المتوسط، يجب أن يعمل كل الصادقين والخيريين من أبناء ليبيا وكذلك الأصدقاء والأشقاء في كل العالم من أجل إطلاق ورشة إعادة إعمارها وبمشاركة الشباب الليبي الطموح.
ولهذه الغاية،دعا الدكتورالصديق حفترالجميع إلى التعاون والتعاضد من أجل بناء ليبيا المستقبل وإعادة بناء وإعماردرنة وكل البقاع والمدن الليبية التي تضررت بفعل الإعصار “دانيال” وكذلك المدن والبلدات التي تضررت نتيجة الأحداث والحروب المتتالية.
وشدد الدكتورحفترعلى أهمية مشاركة الشباب الليبي المتعلم والمغترب في وضع كل إمكاناته وقدراته من أجل عملية إعادة الإعماروالبناء،مع الحفاظ على الطابع التاريخي والتراثي الذي يحمي طبيعة درنة وتركيبتها الثقافية والبيئية ومحاكاة التطورات التي طرأت على المستوى العمراني وبما يتناسب وموقع المدن الساحلية كمدينة درنة.
ويؤكد حفترأن”الوطن ليس مجرد مكان نعيش فيه، بل هوبيتنا وأرضنا ومملكتنا التي نفتخربها والشعب هو إخوتنا وعائلتنا التي ننتمي إليها”.
ويلفت الدكتورالصديق إلى أن”الوطن يُمثل الهوية والإنتماء،فهوالأرض التي ننمو فيها ونتعلم ونبني حياتنا،ونحن نُحب ليبيا لأنها تضم في طياتها تراثنا وثقافتنا وتاريخنا العريق،فالوطن هوالذاكرة التي تُعيد إلينا اللحظات السعيدة والحزينة ويكون دائما في قلوبنا”.
ويُضيف:”فالشعب هوالأرواح الحية التي يتكون منها الوطن،وهوالجماعة التي تجمعنا بمعزل عن الخلافات الثقافية أوالإجتماعية أوالعرقية، ونحن نُحب الشعب لشجاعته وتضحياته وقدرته على التكاتف والتعاون حتى في أصعب الأوقات”.
ولأنه يؤمن بمستقبل ليبيا وأمنها وسلامها ودورشبابها،لا ينفك يسعى الدكتور الصديق بمختلف الطرق والوسائل،للعمل على كل ما من شأنه تعزيزوتطويرالدور الثقافي والرياضي والشبابي في مختلف البقاع الليبية، وبالتالي تشجيع الشباب للإنخراط في عملية إعاد البناء والإعمارالتي يُمكن أن تُعيد إلى درنة دورها وموقعها، وكذلك مختلف المدن الليبية الأخرى.