الصدّيق حفتر يوجه للإهتمام بأطفال درنة بعد إعصار”دانيال”
شكل إعصار “دانيال” الذي أصاب شرقي ليبيا، الكارثة الطبيعية الأكبر والأكثر ضررًا في العصر الحديث، وتركت نتائجه آثار عديدة على مستويات مختلفة ومتعددة ومنها بالدرجة الأولى على الأطفال بإعتبارهم الفئة الأكثر تأثراً، فمنهم من أصيب بالإكتئاب ومنهم من فقد النطق وآخر حاول الإنتحار، وخصوصاً أطفال درنة، حيث دُمرت منازلهم ومدارسهم ومدنهم وفقدوا عائلاتهم، أمام أعينهم.
وأعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “اليونيسيف” عن تأثر نحو 300 ألف طفل بالكارثة في شرق ليبيا،عقب الإعصار الذي إجتاح في 10 سبتمبر/أيلول الماضي عدة مناطق شرقي ليبيا، أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج وسوسة، بالإضافة إلى مناطق أخرى بينها درنة التي كانت الأكثر تضررًا.
وقالت “اليونيسيف”:”إن المأساة أغرقت الأطفال والآباء في حالة إحباط شديد، بسبب تدمير منازلهم وخسارة أحبائهم، وأن الشركاء في الميدان أبلغوا عن حالات إنتحار وإنغلاق على النفس وقلة نوم وتبوّل لا إرادي وغيرها بين الأطفال، بخاصة في مراكز الإيواء”.
ووصفت المنظمة الدولية هذه الأعداد بـ”الضخمة” والتي تُعد “جيلا كاملا”،سيما وأن أولئك الأطفال هم غد ليبيا وقد تأثروا بشدة نفسيًا، وهذا الأمرسيُلقي بظلاله على مستقبل البلاد .
وقد وصف بعض الأطباء وهم يتحدثون عن مدينة درنة،وما شاهدوه خلال معاينتهم لعدة أطفال، بالأمرالمحزن للغاية،إذ كيف يُمكن أن تتخيل مشهد طفل وهويفقد أمه وأباه في لمح البصر، ويفقد منزله ومدينته وجيرانه وأصدقاءه ومدرسته،وآخر يستيقظ في الليل ويجد منزله غارقًا في المياه والجميع يصرخ من حوله في المنزل والشارع.
وما قد يزيد من هذه الأزمة أيضاً،مشكلة نزوح هؤلاء الأطفال الناجين من مناطقهم مع عائلاتهم،حيث سيتركون مدارسهم وبيوتهم وجيرانهم ويجدون أنفسهم فجأة في بيئة أقل أماناً وطمأنينة من البيئة التي كانوا يعيشون فيها.
هذا الواقع وما نتج عنه من معاناة غير مسبوقة في تاريخ ليبيا، دفع بالحريصين على مستقبل ليبيا وأطفالها،وخصوصاً أطفال درنة،وفي مقدمهم الدكتور الصديق حفتر، إلى التوجيه بضرورة الإهتمام بهؤلاء الأطفال وتأمين كل ما يلزم من أجل تجاوز الوضع الإستثنائي وتهيئة الظروف المناسبة للإستجابة للعلاج النفسي ما بعد الصدمة،والعمل على تأمين برامج تقديم الدعم النفسي المطلوب والذي يُفترض أن يشمل جميع الناجين من الكارثة ومنهم الأطفال بالدرجة الأولى كونهم الأكثر تأثراً.
ودعا الصديق إلى التعاون بين كل الجهات المعنية والمسؤولة، لا سيما الفرق التابعة لوزارة الصحة والمستشفيات النفسية ومؤسسات الرعاية الصحية والمؤسسات التابعة للشؤون الإجتماعية والهلال الأحمر والكشافة، من أجل القيام بالجهد المطلوب على مستوى تقديم الدعم النفسي.
كما شدد على أهمية دور مراكز الأبحاث للقيام بكل الدراسات اللازمة،وتشكيل فرق بحثية تكون مهمتها التركيز على الظواهر والمسائل النفسية والإجتماعية التي نجمت عن كارثة الفيضانات.
وأعلن الدكتور الصديق عن وضع كل إمكانياته بتصرف المؤسسات ومراكز الأبحاث التي ستعمل على هذا الملف المعقد والمهم بالنسبة لمستقبل ليبيا وشبابها، ومستقبل مدينة درنه وأبنائها بعد ما تعرضوا له من صدمات نفسية جراء الإعصار والفياضانات.
وأكد الدكتور حفتر أن معالجة نتائج وإنعكاسات الإعصار على أطفال ليبيا عموماً والمناطق الشرقية ودرنة خصوصاً، يجب أن يكون في سلم أولويات المسؤولين نظراً لما يُمثل، هؤلاء الأطفال على مستوى مستقبل ليبيا عموماً ومستقبل درنة خصوصاً.
ولفت الدكتور الصديق إلى أن “المناطق المنكوبة تحتاج إلى تضافر الجهود المحلية والدولية لتقديم الدعم النفسي والإجتماعي إلى الأسر المشتتة والمنكوبة، والتي تعاني عزلة إجتماعية، وضرورة معالجة المشكلات النفسية والإجتماعية للناجين من خلال التعويض المادي والإجتماعي”.
تجدر الإشارة إلى أن الإعصار”دانيال”والفيضانات الناجمة عنه،خلف نحو 40 ألف نازح شمال شرقي ليبيا،وفقا لأرقام مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا”.