إدراك الحقائق بالشك فيها
مهيار غش
إدراك الحقائق بالشك فيها
مهيار غش
عجّت مرئيات الفوضى البلهاء ..فبركة حراكٍ قطيعي بتمويلٍ لوجستي لمافياتٍ مؤتمتة بأولويات مُشغّليها طوّافاً جغرافية
” الرد الموعود ” عاقر محقونية الكبت بالباطن الجمعي وذهولية الانوية الحاكمة بعنفٍ عبثي لكارثية انسانية .. صعّد
عبثيته وكارثيته تحالف ثأرٍ جاهلي لفكرٍ ردّي غنوصي وذهنيةٍ
انقلابية مأزومة ..ما يستوجب عجالةً تأريخاً لمعماريتها .
* بانتصار الثورة البلشفية وانحياز النخب الثقافية بجغرافيا
الوعي الثالث لتعاريفها الطبقية وحقائقها الاقتصادية
والمجتمعية وتزامناً واهتراء العباءة العثمانية وبروز نزعات
استقلالية مُحًرّضَة غائياً وضبطاً استباقياً لأي نشوزٍ حركي
محتمل بوعي وطني طبقي ..استحدثت بورصة الاستثمار
” خلية مهمات مؤتمتة بفكرٍ ميكيافللي وعنوانٍ ممغنط”
الاخوان المسلمون ..أنجز اولى موجباته .. تصفية العقل
الاجتهادي ..وغسولاً دماغياً لبيئةٍ مأزومة معيشياً ببنيويةٍ
قطيعية وبولاءٍ مافياوي مُشرعَن بمعصومية العرّاب .. كما
تخندق سلباً وانتفاضات مجزءات السايكس بيكوية للتحرر
الوطني ..متحييناً الانقضاض على منجزاتها ..فتأرّخ مارقاً
بالذاكرة الوطنيةوقضاياها المصيرية وهوساً فتنوياً للسلطة
بانقلابيته النفعية وارتكاساتها .
* وباسترداد الرشد الفلسطيني.. مقاومةً طليعية بانتمائها
للارض وإنجازاتٍ نوعية حازت إجماعاً مقاوماً واستقطبت
حاضنة تعبوية أممية ضاغطة بالمظلومية الفلسطينية
تسفيهاً للموهومية الجرمية ” معاداة السامية ” أربكت
مستغلّيها ردود افعالهم ..أوعز مشغّلو الارشاد المؤتمت ..
استيلاد مقاومة مقبوضة بردائيةٍ اعتقادية خلخلت إجماع
الفعل المقاوم بحضورٍ فتنوي أخفَتَ ضوئية المقاومة
الطليعية ولصّت حصاد حضورها الاممي وانسحاباً تعبوياً
من مركزيته لتفرديةٍ حاكمة بجغرافية وقائية موهومة
ونوبات مقاومة رهانية .
ابتداءً ..وبانتماء اعتقادي وعقائدي نسمو بأي فعلٍ مقاوم
فلسطيني وإن اختلفنا فكراً وادواته .. وبإحاطة بصرية
بوقائع عملية المقاومة ظروفاً ونتائجاً ..وإدراكاً للحقائق
بالشك فيها..لا تشكيكاً بمشروعيتها ولا تحبيطاً لروحيتها
وإنما حرصاً على غائيتها الوجودية ..قراءةً بحيثياتها :
— توقيت العملية بواقعٍ عربي رسمي مهزوم ..متعرٍ من
جذوريته بمغلوليةٍ سيادية وأنوية ملهوفة للتطبيع..
ومشلولية عجزٍ شعبي بولائية قطيعية للانظمة .
— واقع العري الاخلاقي الموروث لدعويي الفكر الغنوصي
صرّافي التطبيع..تأثيماً للفعل المقاوم المشروع باستنباط
مقاومة حداثية ” قاوم بالسنن!!! ” نقضاً للتحالف النفعي .
— القراءة الاستباقية لشعاع رد فعل الآخر بذهنيته العنصرية
وبميزان المفرزات الميدانية المتحققة ..اجتثاثاً ديمغرافياً
وكارثية بنيوية ..وبخلاصةٍ اعلامية ..هدنة موقوتة لتبادل
اكسسوارات المشهدية ..
وإن لامسنا بتفاصيلها خروجاً سلوكياً ناعماً للقسام من
ذهنية مرجعيته الفقهية !
— التعبوية الاحتجاجية الاممية إرثاً مؤرخاً للمقاومة
الطليعية المنحورة وتوثيقاً بصرياً لانتهاكات نازيو العصر .
لا إنجازاً عملياتياً بحتاً .
وتجاوزاً للتبعية الفكرية فإن للقسام حضوراً إيجابياً بالذاكرة
الوطنية المقاومة ..نأمله رجوعاً لمركزية الفعل المقاوم صحواً
وطنياً وباستقلالية نضالية عن مرجعيته المؤتمتة واعتزاليتها
الجغرافية .
من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه فمنهم من قضىنحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا .
اجلالا للشهداء وشفاء للجرحى وصبراً رسولياً وخلاصاً
فلسطينياً بالنصر .. وتباً مسوخ الاستنساخ .. وقيامة للضمير
الكوني فلسطينياً ..وعاشت المقاومة زيتونةً لا شرقية ولا غربية ..نور على نور .