للأدب الحساني مصطلحاته

يتميز الموروث الشعبي الحساني بمصطلحات كضبط الأماكن والأزمنة، التي يجمع الكثير من الباحثين والمهتمين، بأن هذه المصطلحات تؤسس لمعجم واسع في هذا الحقل الأدبي الشعبي عند مجتمع البيظان.

فقياس المكان في الأدب الحساني، أو مقاييس الطول كثيرة، تؤكد على جزء كبير من عبقرية هذه اللهجة “الحسانية” ومن يتحدثون بها والمرتبطة بعادات أهلها وطريقة تسمية الأماكن والمسافات، ومن بين هذه المصطلحات التي تهم قياس المسافة القصيرة التي  لها وصف خاص بها والتي سمى باللهجة الحسانية “تنْقِيشتْ الدَبُّوسْ” بمعني مسافة رمي العصا رميا قريبا.

كما أن هذا الوصف القريب زاده أهل اللهجة الحسانية، من أجل إضفاء على هذا الموروث نوع من التقصي، بخصوص المسافة التي تهم عدة أمتار وكيلومترات إلى ما فوق فبعد مصطلح “تنْقِيشتْ الدَبُّوسْ”، قالوا “زرݣت الدبوس”، أي رمي العصا، وتُقَدَّرُ هذه المسافة بثلاث مئة ذراع  إِلى أَربع مئة، ليتواصل قياس المسافات عند مجتمع البيظان بما منحوه تحت إسم “زرݣت مدفع” أي الرمي بالبندقية، على المدى الذي يمكن أن تصله الرصاصة، و الملاحظ أن مجتمع البيظان قد إستعمل في قياس المسافات ما هو متاح عنده “المجتمع” من “دبوس” و بندقية.

بينما تكون المسافة طويلة نسبيا يطلق على هذه المسافة إسم “أتْمَايِيحَ” وهي مشية المتمايل، والمقصود أن الإنسان يمكن ان يقطع المسافة بدون عجلة، بمعنى أنها مسافة قصيرة، بينما فوق ذلك يسمونها (بالتْواطِيَّه) والتي تفيد بأن صاحب هذه المسافة يمكن أن يقطعها بخطى طويلة.

ويلاحظ المهتمون والباحثون بأن مجتمع البيظان دائما يعتمد في مصطلحاته على ما أنجبته الطبيعة أو ما هو متداول من مفردات باللهجة الحسانية كقولهم “عَيْطَه” بمعني (نادى) والتي تعني في مفهوم المسافة عندهم المسافة القريبة والتي قدروها بأقل من كيلومتر، لتأتي كلمة

“شَوفَه” والتي تعني مدى الرؤية وهي مسافة قريبة قدروها تقديرا ما بين ثلاثة إلى أربعة كيلومترات، بينما (شَوفَتْ أهل الابلْ) وهذه دلالة أخرى على قياس المسافة حيث أن رعاة الإبل دائما يكون لهم بصر جد بعيد والتي هي أطول من سابقتها بكثير، أما “شَوفَتْ لِكْدَ” ولكد هنا تعني الجبال أي مدى رؤيتها، فهي مسافة جد طويلة وغير محددة، فالجبال يراها الشخص كأنها قريبة، لكن السير في إتجاهها سيتأكد المرء بان المسافة جد طويلة.

كما أن المسافة التي كانت تربط هذا المجتمع بنقط الماء كانت لها أيضا مسافة محسوبة إلى حد ما، فعلى سبيل المثال يقال “مِيرَادْ” والتي تعني المسافة التي تربط بين (لفريك) لفريك تعني تجمع خيام، والبئر الذي يشربون منه وماشيتهم، وعادة تكون مسافة “الميراد” أقل كيلومترين. (الحلقة الأولى محمد سالم الشافعي كاتب وصحفي من الجنوب المغربي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *