تبلور مفاهیم جديدة عن جبهة المقاومة على المستوى العالمي
مدير مؤسسة " الرؤية الجديدة " للدراسات الاستراتيجية:
قال مدير مؤسسة ” الرؤية الجديدة ” للدراسات الاستراتيجية والبحوث المستقبلية ، أن يوم القدس العالمي یکاد أن يصبح لحظة حاسمة في رواية المقاومة .إنه يوفر فرصة للناس في جميع أنحاء العالم ، أن يتكاتفوا في عرض تضامني يتجاوز الانقسامات الجغرافية والثقافية والدينية.
وعالج مدير مؤسسة “نگاه نو” للدراسات الاستراتيجية والبحوث المستقبلية محمد علي صنوبري، أبعاد يوم القدس العالمي في مذكرة قدمها إلى “وكالة أنباء الطلبة” وكتب: يعد يوم القدس العالمي رمزا قويا للوحدة العالمية ولدعم الذين يقاومون أمام الظلم ويناضلون من أجل حقوقهم وقيمهم الأساسية.
فيما يلي نص المقال:
في كل عام، يتم تسليط الأضواء على يوم القدس العالمي ليس باعتباره تاريخاً في التقويم، بل كمنارة لتحدي احتلال الكيان الصهيوني.
إن هذا اليوم ،الذي سمي بمبادرة من الإمام الخميني عام 1979، تجاوز أهدافه الأساسية،ويشمل صرخة العدالة العالمية والتضامن مع قضية فلسطين.
إن الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني في غزة تجعل مسيرات يوم القدس العالمي في هذا العام أكثر أهمية ورمزية.
إن يوم القدس العالمي لهذا العام ذو أهمية بالغة لا يحتاج إلى التذكير وينبغي أن يكون بمثابة دعوة كبيرة توحد الأصوات المختلفة في كافة أرجاء العالم للتضامن مع الشعب الفلسطيني الذي عانى أكثر من 75 عامًا من الاحتلال.يؤكد هذا المهم على دور القدس ليس كمدينة فحسب بل كرمز للنضالات المستمرة للشعب الفلسطيني تحت الاحتلال.
مع تسارع الاستعدادات ليوم القدس العالمي، تزداد أهميته بسبب الحرب المستمرة ضد شعب غزة، ولفت الانتباه إلى ظروف فلسطين الكارثية وحشد الدعم من خلال مسيرات مخططة في جميع أنحاء العالم.
إن وتيرة تحول واستقرار محور المقاومة في الفكر والنضال على المستوى العالمي مصدر إلهام للأمم التواقة إلى الحرية. لقد برزت المقاومة (في كل محاورها) كحل لا يمكن إنكاره للتحرير. وتتجلى هذه الصحوة الجماعية بوضوح من خلال دعم واسع النطاق لفلسطين، ومسيرات في كل ركن من أركان العالم.
يوم القدس العالمي يبرز هذه الوحدة ويعرض لحظة مهمة من التقارب بين المجتمعات الإسلامية بل بين البلدان الإسلامية وغير الإسلامية.
الاحتفال بهذا اليوم أهم من ذكرى تقليدية فهو واجب أخلاقي وديني وإنساني يبرز أهمية القدس الشريف وغزة في الضمير الجماعي للمسلمين وغير المسلمين على حد سواء.
محور المقاومة هو رمز لحركة أوسع ، تشمل أسس الإنسانية والحرية ومقاومة الظلم. إن يوم القدس احتجاج ضخم للذين يدافعون عن الكرامة والعدالة ويجتازون الشرخ الجغرافي والمذهبي والطبقي. إن موقف الملايين الذين يخرجون في الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك بشكل غير مسبوق لدعم قضية فلسطين وغزة ضد الجناة الإسرائيليين واضح وصريح.
مناهضة هذا الظلم الفادح تعني الانضمام إلى جبهة المقاومة ودعم جهودها ضد الجرائم الإسرائيلية بغض النظر عن الدين أو العرق أو الموقع الجغرافي. إن النضال من أجل الإنسانية والشرف لا يقتصر على البعد العسكري وساحة المعركة.إنه نضال يشمل أشكالاً مختلفة من التعبير والعمل من قوة القلم، أو تأثير الرسالة، أو الإبداع في الرسوم الكاريكاتورية، أو إنتاج الأناشيد والموسيقى، أو التضامن في المسيرات المليونية ؛ فإن كل عمل داعم له دور حاسم في مواجهة العدو الصهيوني.
وكذلك إن الذين يقاتلون الإرهابيين والقتلة والمحتلين في ساحات القتال مسلحين هكذا يظهرون نهاية التزامهم بهذه الغاية.
إن النضال من أجل تحرير فلسطين هو نضال متعدد الأوجه يجمع الناس من شرائح اجتماعية مختلفة ليساهموا بطرقهم الفريدة.في هذا النضال من أجل العدالة والكرامة الإنسانية، كل صوت وفعل وعرض تضامني يؤكد العزم الجماعي على الوقوف ضد الظلم.
من المنظور التاريخي ، طبيعة المناورات الجيوسياسية الغربية تتجسد منذ فترة طويلة في مبدأ “فرّق تسد”، وهو تكتيك مصمم لكسر وحدة الشعوب وتسهيل السيطرة على الأراضي وإدارتها واستعمارها ونهب مواردها , لكن هذه الاستراتيجية باءت بالفشل إلى حد كبير بسبب ظهور محور المقاومة والدول الداعمة لهذا المحور التي تعمل اليوم بشكل منسق لمواجهة القوى الاستعمارية وأخلافها الصهاينة.
يتجلى هذا المحور في دعم شعبي غير مسبوق، ومستوى متفرد من التعاون والتنسيق والتضامن، خاصة بمركزية القدس الشريف لجميع المسلمين ومن ثم التضامن مع غزة ضد الإبادة الجماعية والهجمات الهمجية الإسرائيلية.
فتح جبهات داعمة جديدة في لبنان واليمن والعراق وسوريا يشكل تحولا محوريا في المشهد الجيوسياسي للمنطقة، وهو يظهر حضور محور المقاومة الفاعل ضد سياسات إسرائيل وأمريكا في المنطقة.
إن تفعيل محور المقاومة یحتاج إلى جهد مدروس ومنسق لتحدي الوضع الراهن وكذلك لوضع القضية الفلسطينية كقضية محورية على الساحة الإقليميةوالدولية.
وهذا النهج يستهدف التأكيد على أن أي مناورات هجومية مستقبلية تقوم بها الولايات المتحدة أو إسرائيل في المنطقة،عليهما أن تأخذا بعين الاعتبار حالة الاستعداد المتزايدة وعواقب واسعة النطاق للتعامل مع جبهة المقاومة العسكرية الموحدة والصمود الشعبي.
هذا العام، في يوم القدس العالمي، من المقرر أن يحدث حدث مهم حيث يستعد ملايين الناس حول العالم لإظهار دعمهم الثابت لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان واليمن والعراق وسوريا وإيران. وترمز هذه الحركات إلى النضال من أجل الحرية وتجسد معنى النضال من أجل الكرامة والشرف والدفاع عن الأرض المقدسة.
وفي النهاية لا بد من القول إن يوم القدس العالمي ليس مجرد تجمع مؤقت، بل هو مظهر حي للتضامن العالمي مع مبادئ المقاومة ضد الاحتلال والعدوان.وهذه الصحوة الجماعية تسلط الضوء على أهمية الوحدة في مواجهة محاولات لإيجاد الفرقة والخلاف. إن دعم قضية فلسطين ليس لحظة تعاطف عابرة، بل هو تعبير مستمر عن احترام المقاومة وجهودها في الحفاظ على مبادئ الشرف والسيادة.