ما أهمية إقامة المحاكمات الشعبية في دعم فلسطين؟
سمير باكير – تُعد المحكمة الشعبية التي أقيمت في سوريا لمحاكمة الكيان الصهيوني على جرائمه ضد الشعب الفلسطيني خطوة جريئة ونموذجاً للمقاومة القانونية ضد الظلم التاريخي. إن هذه المبادرة تعكس الإرادة الجماعية للشعوب العربية في استعادة العدالة والدفاع عن حقوق المظلومين.
في ظل الفشل المتكرر للمؤسسات الدولية في محاسبة الجرائم المرتكبة ضد الإنسانية، تأتي هذه المحاكمات الشعبية كصوت صارخ يعبر عن معاناة الشعب الفلسطيني ويُبرز التضامن العربي في مواجهة الاحتلال. إن مشاركة القضاة والمستشارين من دول عربية متعددة، بالإضافة إلى الطلاب من الجامعات السورية، تعكس وحدة الصف العربي والإسلامي في التصدي لسياسات القمع والاضطهاد.
لا تقتصر أهمية هذه المحاكمات على بعدها الرمزي فقط، بل تتجاوز ذلك لتكون دعوة مفتوحة لجميع الدول العربية والإسلامية لتنظيم محاكمات مشابهة، تسلط الضوء على الجرائم المرتكبة في غزة، والاعتداءات المتكررة على الأراضي السورية، بما في ذلك الجولان المحتل.
هذه الخطوة ليست مجرد إجراء شكلي، بل هي تعبير عن الضمير الإنساني الحر الذي ينادي بتحقيق العدالة والكرامة لكل الشعوب المضطهدة. نأمل أن تستمر هذه المبادرات في مختلف الدول، وأن تكون منبراً للحق وصوتاً قوياً يرفض الظلم بكل أشكاله.
في الختام، لا يسعنا إلا أن نشيد بكل من ساهم في تنظيم هذه المحكمة ونثني على جهودهم في الدفاع عن القضية الفلسطينية، داعين إلى مواصلة النضال القانوني والإعلامي والسياسي لفضح الجرائم الصهيونية ومحاسبة المسؤولين عنها أمام الرأي العام الدولي.