السياحةُ الريفيةُ والاستفادةُ منَ المقوِّماتِ الثقافيّةِ والطبيعيّةِ
تلعبُ السياحةُ الريفيةُ دوراً مهمّاً في العديدِ منَ البلدانِ، ولها تأثيرٌ إيجابيٌّ في تنميةِ القُرى والقطاعِ الزراعيِّ، وخَلقِ خِدماتٍ اجتماعيةٍ وثقافيةٍ عديدةٍ. ويلعبُ تطويرُ السياحةِ الريفيةِ دوراً مهماً في التنميةِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ للقُرى، وتوفيرِ فُرَصِ العملِ، والاستفادةِ منَ المقوِّماتِ الطبيعيةِ والاقتصاديةِ للمناطقِ.
ويُمكنُ تطويرُ السياحةِ الريفيةِ بالاستفادةِ منَ الإمكاناتِ الطبيعيةِ والاجتماعيةِ والديموغرافيةِ والمعالمِ الثقافيةِ، وزيادةِ دورِ القُرى في صناعةِ السياحةِ الترفيهيةِ وجَذبِ السُّياحِ إليها وضمانِ التشغيلِ المُستدامِ لهذا القطاعِ.
ولأنَّ السياحةَ الريفيةَ تحقّقُ التنميةَ البيئيةَ والريفيةَ المُستدامةَ، وتُعزِّزُ الاستفادةَ الاقتصاديةَ منَ الوُجهةِ البيئيةِ، تحوَّلَتِ السياحةُ إلى عاملٍ يُحفِّزُ على التجديدِ وريادةِ الأعمالِ. هذا ما يؤكدُهُ الدكتور الصدّيق حفتر، مشيراً إلى “أنَّ السياحةَ الريفيةَ تخلقُ فرصَ عملٍ لسكانِ الأريافِ، وتساعدُ في زيادةِ دخلِ الأُسَرِ، وتُحسِّنُ مستوياتِهِمِ المعيشيةَ، وتساعدُ في تعزيزِ التنميةِ الاجتماعيةِ والاقتصاديةِ، وتحفّزُ الأعمالَ التجاريةَ المحليةَ، وتعزِّزُ التبادلَ الثقافيَّ وتحدُّ منَ الضَّعفِ الاقتصاديِّ للمناطقِ الريفيةِ”.
ويركّزُ حفتر على ضرورةِ “تحفيزِ الهندسةِ الريفيةِ وتطويرِ البنيةِ التحتيةِ وتعزيزِ التنميةِ المُستدامةِ، وتقليلِ أثرِ النشاطِ البشريِّ على البيئةِ في الأريافِ، ومراقبةِ تلوُّثِ الهواءِ والماءِ، وإزالةِ النُّفاياتِ والتشجيعِ على إعادةِ تدويرِها وزيادةِ مستوى التعليم وتوفيرِ الخِدماتِ الصِّحيَّةِ في القرى لجعلِها أكثرَ جاذبيةً للسكانِ والزوّارِ والمستثمرينَ على حدٍّ سواء”، مشدّداً على الاهتمامِ بالسياحةِ الداخليةِ والنهوضِ بها من خلالِ الاهتمامِ بأماكنِ الإقامةِ ومستوى الخِدماتِ وتطويرِ الأنشطةِ السياحيةِ المتنوعةِ التي تتناسبُ معَ المُعطَياتِ الطبيعيةِ والثقافيّةِ الموجودةِ، ومعالجةِ فتراتِ الانخفاضِ السياحيِّ على مدارِ السَّنةِ، باستخدامِ أنماطٍ سياحيةٍ جديدةٍ وجذبِ أنماطٍ سياحيةٍ مرغوبةٍ، کالسياحةِ الريفيّةِ والعلاجيّةِ.
ومنَ السياحةِ، يكتسبُ سكانُ الريفِ مردوداً جيّداً عبرَ طرحِ مُنتَجاتِهِم في الأسواقِ، كذلكَ من خلالِ بيعِ مُنتَجاتِ الحِرَفِ اليدويةِ والأطباقِ المحليّةِ والتقليديّةِ، والمُنتَجاتِ الغذائيةِ والمؤونةِ. كذلك يُشكّلُ تأجيرُ المنازلِ للسائحين، نقلُ السُّيّاحِ، الإرشادُ السياحيُّ، زيارةُ المعالمِ والمتاحفِ الطبيعيةِ، الضرائبُ والرسومُ المحليةُ، وتنظيمُ الاحتفالاتِ، مصدرَ دخلٍ إضافيٍّ للقرويين والقطاعِ السياحيِّ أيضاً.
منذ سنواتٍ عدةٍ، وأُسوةً ببلدانِ العالمِ كلِّها، تبلورَ مفهومُ السياحةِ الريفيةِ في ليبيا، وأصبحَ جاذباً للسكانِ والمغتربينَ، فصاروا يقصدونَ المناطقَ الريفيةَ من أجلِ قضاءِ إجازاتٍ مميزةٍ بعيداً عن ضوضاءِ المدينةِ. عائلاتٌ ومجموعاتٌ من الأصدقاءِ يقصدونَ القرى ويشاركونَ أهلَها نشاطاتِهِم اليوميةَ، كجمعِ البيضِ وحلبِ الأبقارِ وتحضيرِ المؤونةِ وقطفِ الثمارِ، ويبيتونَ لياليَهُم في بيوتٍ ريفيةٍ مميزةٍ، لِتُصبِحَ السياحةُ الريفيةُ مصدراً لا بأسَ به للقرويينَ الذين يتبادلونَ العاداتِ والتقاليدَ مع السُّياحِ ويحققونَ مردوداً أكبرَ بكثيرٍ منَ الزراعةِ.
لا تكادُ المناطقُ السياحيةُ الريفيةُ الجميلةُ في ليبيا تُعَدُّ ولا تُحصى. وتُشكّلُ المقوِّماتُ السياحيةُ في ليبيا طيفاً واسعاً من الأنماطِ السياحيةِ، وتُغطي بمفرداتِها كاملَ فصولِ السَّنةِ، وتوفرُ فرصاً واعدةً للاستثمارِ.