حين أصبح التعليم أضحوكة أساسه الهزل والترفيه لا التربية والتعليم
حسن الخباز – تسرب مؤخرا خبر صادم فاجأ الجميع ومازال الكثير لم يصدقوه لشدة هوله ولكونه قنبلة الموسم بامتياز ، ويتعلق الأمر باعتزام وزارة بنموسى منح كبور عشرين مليون سنتيم مقابل مداخلة لعشرين دقيقة .
هذه الكلمة سيلقيها المفكر والعبقري البروفيسور كبور على أسماع المدرسين ليستفيدوا من تجربته في اختراع الطائرات النفاثة وصواريخ ارض جو وباقي الاختراعات العظمى التي لا يستطيعها إلا الكوميدي حسن الفذ صاحب شخصية “كبور” .
فقد ارتأت وزارة التربية الوطنية بعمق فكرها وسداد رأيها أنه لن يليق لافتتاح المنتدى الوطني للمدرس إلا فكاهي مغربي يعيش في كندا وأصبح رجل أعمال بفضل الأعمال الكوميدية التي يقدمها وتمنحه الدولة الملايين مقابلها .
وزارة بنموسى قررت “زيادة الشحمة في ظهر المغلوف” واعتماد سياسة إغناء الغني وإفقار الفقير في الوقت الذي مازال حال المعلم يزداد بؤسا على بؤس ولا يكاد يخلو موسم دراسي من عشرات الإضرابات لرجال التعليم .
مالذي تهدف إليه الوزارة المعنية بإحضار كوميدي لمنتدى تعليمي بامتياز ، مالذي سيضيفه كبور لقطاع التربية والتعليم ، ولماذا منحته عشرين مليون سنتيم واحضرته من كندا لهذا الغرض “الهام” …
هل الارحام المغربية عقمت ان تنجب دكاترة في التربية و التعليم من اهل الاختصاص ؟ وهل وصل حال التعليم لهذا المستوى المتدني في عهد وزير الداخلية السابق ؟ متى سيصبح المواطن شريكا في القرار ويؤخذ رايه بعين الاعتبار وتكون له الكلمة الفصل كمواطن كامل المواطنة له حقوقه الكاملة .
جدير بالذكر أن المنتدى المذكور يكلف الدولة ازيد من نصف مليار سنتيم مقابل كلام في كلام عوض استغلال هذه المبالغ الضخمة لتحسين احوال التعليم والمعلمين بعدما وصل لأدنى مستوياته .
لقد أصبح التعليم في المغرب اضحوكة يعتمد الهزل والترفيه بدل التربية والتعليم وياتي في آخر ترتيب سلم الاولويات بالنسبة للمسؤولين لذلك فلا نستغرب من مثل هذه القرارات الارتجالية ، فرغم وجود المجلس الأعلى للتعليم فهذا الأخير لا رقيب عليه سيما وان من بين اعضاء المجلس والد لمخرج افلام بورنوغرافيا قد استفاد مؤخرا من الملايير مقابل صفقة الترويج للإحصاء العام للسكان .
خلاصة القول ، إذا كنت في المغرب فلا تستغرب ، الشعب المغربي آخر من يهتم المسؤولون لخدمة مصالحه مع انهم يعيشون من امواله ، وقد صدق المثل القائل ” المال السايب كايعلم السرقة ” لذلك لا عجب بعدما كثر المختلسون ورموز الفساد …