في حال إندلاع حرب شاملة.. هل ستدمّر ايران محطات اسرائيل النووية؟
قاسم شجاع- لا يخفى على مُطلع بشؤون غرب آسيا، أن الكيان الصهيوني يمتثلك قاعدتين نوّويتين هما مركز ديمونة ومركز سوريغ للأبحاث النووية، حيث تشير التقارير إلى أن ديمونة هي أهم قاعدة نووية للكيان الصهيوني، ولمن لا يعلم كيان الإحتلال الإسرائيلي ليس عضوا في معاهدة حظر الانتشار النووي الدولية، وأغرب ما في هذا الأمر هو أنه لم يسمح بعد بتفتيش المحطات النووية التي يمتلكها، في حين تكشف المعطيات المسربة أن اسرائيل تمتلك ما بين 80 إلى 400 رأس نووي.
*ديمونة، القلب الذري لإسرائيل
لدى الكيان الصهيوني قاعدتين نوويتين أساسيتين، هما مركز سوريق للابحاث النووية وهو أحد القواعد النووية الإسرائيلية، والذي يستخدم في الغالب لأغراض البحوث النووية، ومركز شيمون بيريز للأبحاث النووية في النقب أو ديمونة وهو القاعدة النووية الثانية للصهاينة وفي الواقع أهم محطة للطاقة النووية في الأراضي المحتلة.
تتوضّع محطة ديمونة النووية في صحراء النقب، وديمونا هي إحدى مدن الأراضي المحتلة، ويبلغ عدد سكانها 34 ألف نسمة بحسب آخر احصائية لعام 2019. سكان ديمونة هم من اليهود الهنود، وتعرف ديمونة بأنها قلب البرنامج النووي الصهيوني، حيث تقع محطة ديمونة للطاقة النووية على بعد 10 كم من مدينة ديمونة السالفة الذكر.
يشار الى أن هذه المحطة النووية تقع على ارتفاع 600 متر فوق سطح البحر، وشُيّدت عام 1958 وتم تشغيلها بين عامي 1962 و1964، في هذا السياق إنتهجت إسرائيل منذ البداية سياسة “التعتيم الاستراتيجي” بشأن أنشطتها النووية وحاولت إبقاء المعلومات المتعلقة بهذه المحطة النووية سرية وفي طي الكتمان.
الملفت في الأمر أنه يُمنع بشكل مطلق دخول أي نوع من الطيور والطائرات إلى مجال ديمونة الجوي، كما أن مساحة أرض محطة توليد الكهرباء مغلقة ومحمية حتى دائرة نصف قطرها عدة كيلومترات.
*تشييد محطة ديمونة
في الواقع بدأ تشييد محطة ديمونة في عام 1985 وتم بناء منشآتها على يد مهندسين فرنسيين، وكتب شمعون بيريز في مذكراته أن نصف تكلفة بناء المحطة، التي بلغت حوالي 40 مليون دولار، قدمها الأمريكيون، والنصف الآخر من تكلفة البناء قدمها مواطنون يهود في جميع أنحاء العالم.
وفي عام 1986، قام أحد موظفي المحطة بتسريب تفاصيل عن أنشطة ديمونة النووية إلى وسائل الإعلام البريطانية، وهذا الشخص، اسمه فعنونو، أعاده الموساد إلى إسرائيل لاحقاً لمحاكمته.
بعد ذلك، استمرّ تعتيم المعلومات حول أنشطة ديمونة، إلاّ أنّ الإجراءات الأخيرة، بما في ذلك التهديدات السيبرانية والهجمات العسكرية، أثارت مخاوف جديدة بشأن أمن هذه المنشآت النووية السريّة.
ومؤخراً، هدّدت مجموعة القراصنة “آنونیموس” مفاعل ديمونة بشنّ هجوم إلكتروني. وأكدت صحيفة هآرتس في تقرير لها وقوع هجوم إلكتروني كبير؛ بحيث تم نشر قدر كبير من المعلومات حول محطة توليد الكهرباء على الإنترنت وتمت إزالة بعض هذه المعلومات بالكامل من الخوادم، حيث تظهر هذه المشكلة مدى تعرض ديمونة للهجمات السيبرانية.
*المسافة بين صواريخ الحرس الثوري ومفاعل ديمونه!
أمّا عن مدى بعد محطة ديمونة عن صواريخ حرس الثورة الاسلامية، فلا بد لنا أن نقول بأنها أقلّ بعداً عن إيران مقارنة بمطار نفتانيم، الذي دكّته قوات حرس الثورة في عملية الوعد الصادق 2؛ وشاهد العالم أجمع كيف وصلت الصواريخ الإيرانية المطار العسكري المهم في أقل من 10 دقائق، مما يعني أن صواريخ الحرس الثوري الإيراني ستصل إلى ديمونة في دقائق معدودة.
*مركز سوريق للأبحاث النووية
علاوة على أنه يتوضّع بالقرب من مفاعل ديمونة، مركز أبحاث سوريق بالقرب من بالماخيم، وهو منشأة نووية أخرى تابعة للكيان الصهيوني، يقع مركز سوريق (Soreq Nuclear Research Center) للأبحاث النووية شمال مدينة أشدود وعلى شواطئ البحر الأبيض المتوسط.
ويتضمن مركز البحوث النووية هذا مسرعات متعددة الأغراض ويقوم بإجراء أبحاث مكثفة في فيزياء الجسيمات والتطبيقات النووية، ومع ذلك، فإن ديمونة تكون دائمًا في دائرة الضوء باعتبارها قلب البرنامج النووي للصهاينة.
البحوثات التي يجريها مركز سوريق: فيزياء الجسيمات، والفيزياء الفلكية النووية، وعلوم المواد، وطرق العلاج الجديدة وتطوير المستحضرات الصيدلانية الإشعاعية، والتصوير الشعاعي النيوتروني وقياس الحيود، والأبحاث الأساسية والتطبيقية القائمة على النيوترونات السريعة.
وتشير التقارير الواردة من مصادر مختلفة إلى أن الكيان الصهيوني يمتلك ما بين 80 إلى 400 رأسا نووياً.
*محاكاة تدمير ديمونة.. حقيقة وليست عرضا
خلال الأعوام السابقة، تمكن الحرس الثوري الإيراني من محاكاة تدمير محطة ديمونة النووية بـ 16 صاروخا باليستيا و5 طائرات مسيرة انتحارية خلال مناورات الرسول الأكرم، وكتبت صحيفة جيروزاليم بوست: أظهرت هذه المناورة مستوى جديدا من القدرات العسكرية الإيرانية لضرب إسرائيل.
رداً على اعتداءات الكيان الصهيوني في الأشهر الأخيرة وعلى شهادة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس وشهادة السيد حسن نصر الله أمين عام حزب الله اللبناني، استهدفت إيران مواقع عسكرية وأمنية مهمة في الأراضي المحتلة خلال عمليتي الوعد الصادق 1 و 2.
ويمكن لإيران أن تكرر العملية 2500 مرة في الأراضي المحتلة.
تعقيباً على الضربات الايرانية الحاسمة، قال مايك بومبيو، وزير الخارجية في عهد إدارة ترامب ورئيس وكالة المخابرات المركزية، لوسائل الإعلام بعد عمليتي الوعد صادق 1 و 2: إيران تمتلك نصف مليون صاروخ باليستي ويمكنها تكرار قصفها الأخير بسهولة 2500 مرة على الأراضي المحتلة.
من جانبه صرح اللواء باقري، رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، في إحدى تدريبات الحرس الثوري الإيراني، إن قاعدة ديمونة بنيت على مقياس واحد إلى واحد على الأرض، وأن العملية لمحاكاة تدمير محطة توليد الكهرباء هذه ليست عرضا.
وأوضح اللواء باقري إن محاكاة تدمير ديمونة أمر واقع، ويمكن لصواريخنا أن تستخدم آلية الإطلاق المتزامن للعديد من الصواريخ ومسارات مختلفة حتى لا يبقى شيء من ديمونة.