مواجهة قانونية وشعبية في دمشق ضد جرائم الاحتلال

هذا الحدث التاريخي الذي نظمته مؤسسة جامعة الأمة العربية في دمشق يعدّ من أبرز الإنجازات القانونية والشعبية في الساحة العربية، حيث شهدت ورشة العمل ومحكمة العدل الشعبية مشاركة واسعة من قضاة وخبراء قانونيين من دول عربية متعددة مثل فلسطين، لبنان، مصر، العراق، سلطنة عمان، تونس، الجزائر، والأردن، لتعزيز ثقافة المقاومة القانونية ضد الجرائم الصهيونية. هذا الحدث يمثل خطوة نوعية مهمة نحو تفعيل الدور الشعبي في النضال القانوني ضد جرائم الاحتلال، حيث تمت مناقشة أوراق عمل وتقديم مرافعات قانونية تعكس العزم العربي المشترك على مواجهة هذه الجرائم وتوثيقها في المحافل الدولية.

لقد أكدت د. هالة الأسعد، الأمين العام لمؤسسة جامعة الأمة العربية، على أن هذه الورشة تمثل فرصة للتعاون الدولي والعربي من أجل فضح الجرائم الصهيونية والمطالبة بمحاسبة مرتكبيها. إن هذه المبادرة ليست فقط للتعبير عن التضامن مع فلسطين، بل هي خطوة عملية تسعى لتفعيل الإطار القانوني لمواجهة تلك الجرائم. تطرقت الورشة إلى محاور قانونية وإعلامية تعزز من أسس المقاومة القانونية وتعزز من إدراك الشعوب العربية لقضاياهم المصيرية.

يوم الجمعة، شهد الحدث انعقاد محكمة العدل الشعبية التي استمعت خلالها الهيئة القضائية إلى مرافعات من قضاة وأساتذة القانون وطلاب الدراسات العليا، حيث توصلت المحكمة في ختام مداولاتها إلى تجريم قادة الاحتلال وفرض العقوبات عليهم وفقاً للقوانين الدولية، مطالبة بإلزام المؤسسات الدولية بملاحقة هؤلاء القادة وداعميهم.

لقد أظهرت المحكمة من خلال استعراض الأدلة والبراهين حجم الانتهاكات المستمرة والمنهجية التي يرتكبها الاحتلال منذ عام 1948، مؤكدةً أن هذه الجرائم، التي تشمل التعذيب والقتل واستهداف المدنيين، تشكل خرقاً صارخاً للقانون الدولي والقانون الإنساني الدولي، مما يجعلها جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

ختاماً، لا يسعنا إلا أن نحيي مؤسسة جامعة الأمة العربية على هذا الجهد الجبار ونشيد بجهود كل المشاركين من قضاة وخبراء وأكاديميين في هذا الحدث الهام، الذي يمثل صوتاً عربياً مدوياً ضد الظلم ودعوة صريحة للعدالة، مجسدين بذلك أسمى معاني التضامن العربي والوقوف صفاً واحداً في مواجهة الظلم، وكلنا أمل أن تثمر هذه الخطوة بتفعيل مزيد من الجهود القانونية والدولية التي تسهم في دعم حقوق الشعب الفلسطيني وفضح جرائم الاحتلال للعالم أجمع.22:53

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *