الحراك السعودي يؤكد ثوابت القمة:”دولة واحدة” و1701 بكل مندرجاته.
رئيس المركز الاسلامي للدراسات والاعلام القاضي الشيخ خلدون عريمط يؤكد ل”المركزية” أن دور المملكة العربية السعودية في لبنان كان دائماً وحاضراً ، لأن المملكة تحرص من خلال معرفتنا بها على سيادة لبنان ووحدته وعروبته” وعن تحرك السفير السعودي في لبنان وليد بخاري يشير القاضي عريمط ” أن زياراته مؤخرا لمرجعيات دينية وسياسية إنما هو تأكيد المؤكد بأن المملكة لم تغب إطلاقاً عن الساحة اللبنانية وهي الحريصة الآن على إيقاف العدوان الإسرائيلي على أرضه كما أنها حريصة على عدم تدخل الآخرين في شؤون لبنان أو في الشأن العربي بصورة عامة لأن العرب هم أدرى بحلّ مشاكلهم، وهم يدركون المخاطر التي تتعرّض لها المنطقة العربية. ولذلك، يتابع القاضي عريمط “أننا في لبنان أوفي غير لبنان لسنا بحاجة لا إلى المشروع الفارسي الإيراني ولا المشروع الصهيوني التلمودي. فأهل مكة أدرى بشعابها، كما يقول المثل. وبغض النظر عن هذين المشروعين فإن المملكة العربية السعودية كانت ولا زالت تحتضن القضايا العربية والإسلامية وكل القضايا المحقة في هذه المنطقة”.
بالتوازي يؤكد القاضي عريمط بأن “التحرك العربي السعودي ينطلق على أثر القمة العربية الإسلامية التي عُقدت في الرياض مؤخراً وقبلها من خلال دعوة المملكة إلى التحالف الدولي لإقامة الدولتين على أرض فلسطين. والدور السعودي لم يغِب أصلاً عن الساحة اللبنانية أو العربية سواء على صعيد رئاسة الجمهورية من خلال اللجنة الخماسية أو دعم لبنان في المحافل الإقليمية والدولية وحرص المملكة ودول التعاون الخليجي على الإسراع بانتخاب رئيس جمهورية يختاره اللبنانيون وعلى تشكيل حكومة فاعلى لاستنهاض الدولة اللبنانية ومؤسساتها مجدداً وليعود لبنان إلى دوره الطليعي في المنطقة العربية على أساس أنه كان ولا يزال الوجه الحضاري للمنطقة العربية من خلال وحدته الوطنية والعيش الواحد بين أتباع المسيحية والإسلامية”.
مؤكداً على “أن الدولة هي صاحبة السلطة والإمرة على كافة أراضيها وهي وحدها صاحبة القرار في حالات السلم والحرب” يرفض القاضي عريمط الكلام عن أن عودة الحراك السعودي يأتي على خلفية انتهاء دور حزب الله في لبنان ويقول” أياً كان الإتفاق الذي يُعمل عليه بين بيروت وواشنطن والرياض والقاهرة والعديد من العواصم المعنية في المنطقة، فإن على اللبنانيين أن يحسموا قرارهم وأن يكون ولاءهم الوطني للبنان أولاً وقبل كل شيء وأن يسارعوا اليوم قبل الغد إلى انتخاب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة فاعلة . القضية اليوم هي بيد اللبنانيين وعليهم أن يتخذوا القرار والأشقاء العرب وخاصة مجلس التعاون الخليجي وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية والإمارات ومصر سيكونون معهم وعلى اللبنانيين وقياداتهم أن يقولوا لإسرائيل وإيران :كفى اللعب على الساحة اللبنانية ولبنان لن يكون ورقة لخدمة المصالح الإيرانية والإسرائيلية في المنطقة”.
أبعد من حدود التعاون والإحتضان لدور المملكة العربية السعودية، يبقى هاجس إعادة الإعمار هو الأساس. فهل يشمل الدور السعودي منظومة إعادة إعمار ما تهدم خصوصا أن قيمة الخسائر تفوق أضعاف الدمار في حرب تموز؟”مجرد أن يحسم اللبنانيون وقياداتهم خياراتهم الوطنية والعربية ويبتعدوا عن المحاور الإقليمية فإن الأشقاء العرب لن يتخلوا عن الوطن الذي يحبونه ويقدرون شعبه وقد أثبتت المراحل الماضية بأن العرب لم يتخلوا عن لبنان سواء في العام 1982 أو 2006 وما قبلها بالتأكيد وما بعدها”يختم القاضي عريمط.