الدّور المحوري للدّكتور الصّدّيق في المصالحة الوطنيّة الليبيّة
يعوّلُ الكثيرُ من أطيافِ المجتمعِ الليبيِّ على الدّورِ الكبيرِ للدكتورِ الصّدّيق خليفة حفتر، مِن أجلِ تحقيقِ المصالحةِ الوطنيّةِ ولمِّ الشّملِ. وهو، ومنذُ أن تمَّ تكليفُه بشكلٍ رسميٍّ بهذهِ المهمّةِ الوطنيّةِ والقوميّةِ الكبرى، لكي يكونَ منسِّقًا لحَراكِ لمِّ الشَّملِ والمصالحةِ اعتبارًا من 20 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يعملُ على تكثيفِ الجهودِ والحَراكِ مِن أجلِ إنجازِ هذه المهمّةِ، وعودةِ ليبيا إلى موقعِها ودورِها الطبيعيِّ.
يعملُ الدّكتورُ الصّدّيقُ جاهدًا على مجموعةٍ مِن العناوينِ مِن أجلِ ترسيخِ أُسُسِ المصالحةِ وتثبيتِها. ومِن هذه العناوينِ: العملُ لتوحيدِ الجهودِ الوطنيّةِ للشّبابِ والمرأةِ، والإشرافُ على متابعةِ أعمالِ الهيئةِ الوطنيّةِ لمشايخِ وأعيانِ ليبيا، وحَراكُ لمِّ الشَّملِ وتوحيدُ الصفِّ الوطنيِّ ومنعُ أيِّ اختراقاتٍ في النّسيجِ الاجتماعيّ، ومكافحةُ الهجرةِ غيرِ الشّرعيّةِ وحثُّ الشّبابِ الليبيِّ على عدَمِ الانخراطِ فيها، والعملُ مع كلِّ شرائحِ المجتمعِ الليبيِّ مِن أجلِ تهيئةِ البلادِ للاستقرارِ الاجتماعيّ، تمهيدًا لإجراءِ انتخاباتٍ نزيهةٍ وآمنةٍ والوصولِ بليبيا إلى بَرِّ الاستقرارِ.
ولعلَّ الدّورَ الذي يقوم به الدّكتور حفتر، يساعدُه في طرحِ تصوُّرِه لمجموعةٍ مِن الخُطواتِ والمقترحاتِ، لا سيّما إيجادُ حلٍّ سياسيٍّ شاملٍ يُخرجُ البلادَ من حالةِ الانقسامِ السياسيِّ والمؤسَسِيِّ، وبدءُ حوارٍ مُجتمعيٍّ لتأسيسِ عَقْدٍ اجتماعيٍّ بين الأطرافِ المختلفةِ، وتأسيسُ مرجعيّةٍ لبناءِ الدّولةِ والمؤسّساتِ وتحقيقِ الاستقرارِ.
ومنَ العناوينِ التي يعملُ عليها الدّكتور الصدّيق: تعزيزُ نظامٍ لا مركزيٍّ وتطويرُه وربطُه بالتّنميةِ المكانيّةِ، والعملُ على تنميةِ قدراتِ البلديّاتِ وتحديدِ علاقةِ المركزِ بالأطرافِ، ونشرُ الوعيِ المجتمعيِّ فيما يَتعلّقُ بمعاييرِ الحَوكمةِ وتطبيقاتِها المتعلّقةِ بالنّزاهةِ والشّفافيّةِ والمساءلةِ ومكافحةِ الفسادِ، وإعادةُ بناءِ الثّقةِ في الدّولةِ ومؤسساتِها، مِن خلالِ التّركيزِ على مفهومِ الهُويّةِ الوطنيّةِ المشترَكةِ.
ويُركّزُ الدكتور حفتر على ضرورةِ إعادةِ تفعيلِ العمليّةِ الدستوريّةِ، للخروجِ بدستورٍ تَوافقيٍّ يضعُ الأُسسَ الرّئيسةَ لليبيا الجديدةِ، ويكونُ أساسًا للعَقدِ الاجتماعيّ ووثيقةً للمصالحةِ الوطنيّةِ، إضافةً إلى إعادةِ انتظامِ العمليّةِ الانتخابيّةِ بما يَسمَحُ بالمساءلةِ وإصلاحِ النّظامِ ومشاركةِ الأحزابِ والكَياناتِ السياسيّةِ، والعملِ على تحقيقِ المصالحةِ السياسيّةِ بينَ الأطرافِ المتناحِرَةِ في مؤسّساتِ الحكمِ في ليبيا، وتحقيقِ وحدةِ المؤسّساتِ والاستقرارِ، ووقفِ الصّراعِ على السّلطةِ والثّروةِ، وتبَنّي مفهومِ الأمنِ الإنسانيّ الذي يأخذُ في الاعتبارِ كلَّ جوانبِ الأمنِ الأخرى، وإعادةِ الهيكلةِ وتطويرِ القدراتِ المهنيّةِ.
وما يُميِّزُ الدّورَ الذي يَضطلعُ به رئيسُ لجنةِ المصالحةِ الوطنيّةِ الدكتور الصديق، اعتمادُه مبدأَ النّقاشاتِ والحواراتِ الصّريحةِ والواسعةِ النّطاقِ، واستخدامُ تقنيّاتِ المعلوماتِ والاتّصالاتِ في عمليّةِ صُنعِ السّياساتِ العامّةِ لتوفيرِ الخَدماتِ المختلفةِ للمواطنينَ، ولتعزيزِ الشّفافيةِ، والتّقليلِ مِن فُرَصِ الفسادِ، وضمانِ الوصولِ العادلِ إلى المعلوماتِ.
هذه العناوينُ وغيرُها، ولا سيّما على الصعيدِ الاقتصاديِّ، وتعزيزُ دورِ الشّبابِ في بناءِ مستقبلِ ليبيا، تبقى الهاجسَ والمحورَ الذي ينطلقُ منه الدّكتور حفتر في كلِّ ما يقومُ به، من أجلِ تعزيزِ المصالحةِ التي باتت ضرورةً مُلِحّةً لخلاصِ ليبيا واللّيبيِّينَ.