قصة هاشتاك “مانيش راضي” أو الجزء الثاني من الربيع العربي في نسحته الجزائرية . من يقف وراءها ؟
حسن الخباز- يشن الشعب الجزائري هذه الأيام حملة ضد نظامهم ، ولأجل هذا الغرض اطلقوا هاشتاك “مانيش راضي” حيث خرجوا بفيديوهات تنتقد النظام الجزائري وتبين حجم معاناة الشعب في الجارة الشرقية .
الهاشتاك المذكور اكتسح المنصات الاجتماعية وتحدثت عنه قنوات عالمية من بينها على سبيل المثال لا الحصر قناة بي بي سي البريطانية ، والتي خصصت له حيزا ضمن أهم نشراتها لأهمية الموضوع وانتشاره الواسع في وسائل التواصل الاجتماعي.
فيديوهات كثيرة لشباب جزائري غير راض على الاوضاع في الشقيقة الجزائر ويطالبون بالتغيير ، ولو لم يبلغ السيل الزبى ما تجرأ جزائري على مثل هذا الفعل نظرا للعقوبات المترتبة عن ذلك ، لكن لم يعد للشباب ما يخسروه على ما يبدو .
الموجة الثانية من الربيع العربي وصلت لبلد المليون شهيد وقد أصابتها عدوى سوريا بعد نجاح ثورتها بتخلص شعبها من النظام الذي ظل جاثما على صدور إخوتنا السوريين لما يناهز الثلاثة وخمسين سنة .
ولكي يغطي الجنرالات على هذه القضية التي قضت مضجعهم التجأوا للحل السهل وهو توجيه أصابع الإتهام للنظام المغربي او ما اطلقوا عليه اسم “المخزن” ، واعتبروا في خرجاتهم ان له يدا في هذه النازلة وانه سلط الذباب الإلكتروني المغربي لاختلاق الفتنة .
ومع ان الاحزاب المعارضة للنظام الجزائري حدرته بعد نجاح الثورة السورية من مغبة نسخها في الجزائر سيما وان كل الظروف مواتية لذلك والضغط يولد الإنفجار وان الشعب على صفيح ساخن لكن قد اسمعت لو ناديت حيا .
وطالبت المعارضة النظام بالانخراط في عملية إصلاحات كبرى قادرة على ضمان الديمقراطية السياسية والتنمية الاقتصادية والازدهار الاجتماعي ، كما شددت على وجوب تحديد مشروع وطني واضح وطموح تشترك فيه كل القوى الحية في الجزائر …
وفي سياق آخر خرج موقع “ألجيريا غايت” بفتوى لا يصدقها عاقل حيث كتبت بالحرف “بالمحاولات المستمرة من قبل الدوائر المخابراتية الفرنسية والمغربية والصهيونية لزعزعة استقرار الجزائر. وذكر الموقع أن هذه الجهات أطلقت هاشتاغاً جديداً يطالب بإسقاط النظام العسكري في الجزائر”، متسائلاً عن أهداف هذه الجهات التي تسعى لتحويل الجزائر إلى “بلد غير قابل للعيش”، رغم أن المؤشرات الاقتصادية الدولية تثبت عكس ذلك .
على الأقل ، خرجة هذه الجريدة لم تتهم المغرب فقط إنما أضافت عليه كلا من فرنسا وإسرائيل ، لكن ماذا ستستفيد هذه الدول من زعزعة النظام العسكري بالجزائر ، وهل هي متفرغة لهذا الحد ولا شغل يشغلها سوى الجزائر ، وهل تمتلك هذه الجريدة ادلة على ما تكتب ام انها فقط تطلق الكلام على عواهنه فقط لإرضاء الكابرانات .
وقد خرج المشاهير عن صمتهم لقوة تأثير الهاشتاك ، فقد رد الإعلامي الرياضي الجزائري الشهيرحفيظ دراجي على الهاشتاك بتدوينة : “كل الفصول في الجزائر بمثابة ربيع لا ينتهي، وربيعنا لا يشبه أي ربيع. من يتوقع لنا ربيعاً يسقط الجزائر، فليعلم أن الثورة في الجزائر لم تتوقف عبر التاريخ، ولن تتوقف أبداً ضد الفقر، التخلف، الجهل، الأمية، الظلم، الفساد، وكل أشكال العبودية. نحن شعب لا يخضع ولا يركع إلا لله. لذلك، #أنا_مع_بلادي، رفقة أبناء بلدي، البارحة، اليوم، غداً، وفي كل الظروف والأحوال”.
خرج الكثير من المستفيدين من استمرار الوضع على ما هو عليه ، للرد على الهاشتاك خوفا من ثورة تأتي على الأخضر واليابس وتفقدهم الكثير من المكاسب والامتيازات التي يمنحهم إياها النظام لتلميع صورته لكن لا يمكن تغطية الحقيقة بغربال ، والشعب الجزائري واع بما فيه الكفاية والقرار الأول والأخير بيده .