خبير مصري: اغتيال هنية يؤكد حجم المعاناة الذي تسببه المقاومة للاحتلال
ترتفع سخونة المشهد بشكل غير مسبوق بين دول المقاومة و اسرائيل، واتسعت رقعة الصراع لتشمل تنفيذ اغتيالات بحق شخصيات سياسية في العديد من الدول، كان آخرها اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية بطهران.
حيث أعلنت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) صباح الأربعاء اغتيال رئيس مكتبها السياسي
وقالت حماس في بيان إن رئيس الحركة “قضى إثر غارة صهيونية غادرة على مقر إقامته في طهران”.
وفي بيان آخر، قال الحرس الثوري الإيراني: “ندرس أبعاد حادثة استشهاد هنية في طهران” وسنعلن عن نتائج التحقيق لاحقا.
وذكرت وكالة الأنباء الإيرانية أن إسماعيل هنية استشهد وأحد حراسه الشخصيين إثر استهداف مقر إقامتهم في طهران.
وكان هنية في زيارة لطهران للمشاركة في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان.
تعقيبا على الواقعة، قال الكاتب والخبير السياسي المصري الدكتور بهجت العبيدي: ليس من شك في أن العدو الصهيوني يستخدم عملاء له في دول مجاورة لإيران، وهذا في تصورنا إما يكون اختراقا لتلك الدول التي يطلق من خلالها مثل تلك الصواريخ وهذا يدل على هشاشة هذه الدول التي تخترقها مخابرات دولة الكيان الصهيوني، وإما أن يكون ذلك باتفاق مع هذه الدول، وهذا إن حدث، فهو يعكس المأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني التي تتآمر عليه مثل هذه الدول، ولا شك أن لجوء إسرائيل لمثل هذه الأداة لتصفية قيادات المقاومة الفلسطينية والعربية والإسلامية إنما يؤكد من ناحية على كم المعاناة التي تسببها المقاومة لدولة الاحتلال، كما تعكس، في تصورنا، انخراط الدول الكبرى في مثل هذه العمليات التي تحتاج عمل استخباراتي دقيق خاصة وأن الحادث وقع في دولة قوية مثل إيران.
*هل المعلومات الاستخباراتية تتفوق على أهم الأسلحة؟
مما لا شك فيه أن الجهاز الاستخباراتي لأية دولة هو في حد ذاته سلاح: إما أن يكون فتاكا، حال استطاع أن يجمع المعلومات بدقة كبيرة، وإما أن يكون متواضعا، حال اعتمد على وسائل مكشوفة، ومما لا شك فيه أن عمليات الاغتيال التي تتم بدقة كبيرة تؤكد على نجاعة هذا السلاح الاستخباراتي، ذلك الذي يدعونا في عالمينا: العربي والإسلامي من الحذر إلى الحذر كل الحذر في كشف المعلومات، وخاصة الحساسة، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإنه يدعونا لامتلاك أحدث تكنولوجيا جمع المعلومات لنقف الند بالند لأعداء الأمتين: العربية والإسلامية، ومن ناحيتي فليس لدي أدنى شك في قدرة مخابرات الدول العربية والإسلامية الفاعلة، وكم من مرة كان لأجهزتنا اليد الطولى في حروبنا جميعا خاصة حربنا مع العدو الصهيوني، فكما من مرة كان النصر لنا في هذه المعارك النوعية.
*ممكن ان تحدثونا عن ابرز منجزات اسماعيل هنية في مواجهة الاحتلال؟
في وجهة نظرنا لو لم يكن له إلا استمرار مقاومة العدو الصهيوني ورد عدوانه على الأراضي الفلسطينية عموما وأرض قطاع غزة على وجه التحديد لكفاه هذا من عمل عظيم في مواجهة الاحتلال الغاشم.
لا شك أن العمل على استمرار المقاومة والعمل على إعداد المقاتلين لرد الظلم عن أبناء الشعب الفلسطيني الأعزل يعد إنجازا عظيما له.
لقد تحمل أبناء الشعب الفلسطيني فوق طاقة البشر جراء العدوان الإسرائيلي عليه وكان الراحل هنية امتدادا للشهيد أحمد يس الذي اغتالته الآلة الغاشمة للعدو الصهيوني فكان عند الموعد مقاوما صلدا وقائدا صلبا فكانت الشهادة له جزاء من لدن قوي عزيز.