الذلقراطية المغاربية!!! “

مصطلح «الذلقراطية» الذي صاغه المفكر المغربي «المهدي المنجرة» رحمة الله عليه ، يمثل محاولة مبتكرة لفهم طبيعة الأنظمة السياسية في العديد من الدول النامية ، بما فيها المغرب.

يشير هذا المصطلح إلى حالة من التناقض بين الشعارات الديمقراطية وبين الواقع السياسي الذي يميزه الفساد ، التبعية والتهميش..

✓أبعاد الذلقراطية في السياق المغربي

– الفساد والمحسوبية:

يتجلى الفساد في المغرب في أشكال متعددة ، بدءا من الرشوة وٱنتهاءا بالمحسوبية ، مما يؤدي إلى هدر الموارد العامة وتكريس الفوارق الإجتماعية.

– التبعية الإقتصادية:

يرتبط الإقتصاد المغربي بشكل وثيق بالإقتصاد العالمي ، مما يجعله عرضة للتأثيرات الخارجية ويحد من قدرته على ٱتخاذ قرارات سياسية مستقلة.

– التهميش الإجتماعي والسياسي:

تعاني فئات واسعة من المجتمع المغربي من التهميش ، خاصة في المناطق النائية والفقيرة ، مما يؤدي إلى زيادة حدة التفاوتات الإجتماعية والإقتصادية.

– الحد من الحريات:

على الرغم من وجود دستور يكفل الحريات ، إلا أن الواقع يشهد قيودا على حرية التعبير والتجمع والتظاهر.

– غياب تداول السلطة:

يتميز النظام السياسي المغربي بٱستمرار النخب الحاكمة ، مما يحد من فرص التغيير والتجديد.

✓أسباب نشوء الذلقراطية المغربية.

1/التاريخ الإستعماري:

ترك الإستعمار الفرنسي آثارا عميقة على البنية الإجتماعية والإقتصادية والسياسية للمغرب.

2/التركيبة الإجتماعية المعقدة:

يتميز المجتمع المغربي بتنوع كبير ، مما يجعل عملية الإصلاح السياسي أكثر تعقيدا.

3/الضغوط الخارجية:

يواجه المغرب ضغوطا خارجية كبيرة ، خاصة من الدول الغربية ، مما يحد من قدرته على ٱتخاذ قرارات مستقلة.

4/غياب الإرادة السياسية الجادة:

لا توجد إرادة سياسية حقيقية لإجراء إصلاحات جوهرية في النظام السياسي والاقتصادي.

✓آثار الذلقراطية على المجتمع المغربي

– توسيع الفجوة الإجتماعية:

يؤدي الفساد والتهميش إلى زيادة الفجوة الإجتماعية بين الأغنياء والفقراء.

– ضعف الإقتصاد:

يؤثر الفساد وسوء الإدارة على أداء الإقتصاد الوطني.

– هجرة الأدمغة:

الفقر والتهميش والمحسوبية.. كلها أسباب تدفع الشباب المؤهل إلى الهجرة بحثا عن فرص عمل أفضل.

– عدم الإستقرار السياسي:

يؤدي التهميش والظلم إلى زيادة التوتر الإجتماعي والٱحتجاجات.

– تآكل الثقة في المؤسسات:

يؤدي الفساد والمحسوبية إلى تآكل الثقة في المؤسسات الحكومية.

✓مقاربات لمواجهة تحديات الذلقراطية

1/ مكافحة الفساد:

تعزيز الشفافية والمساءلة في القطاع العام ، ومحاسبة الفاسدين.

2/ تعزيز الحريات:

ضمان حرية التعبير والتجمع والتظاهر ، وتقوية المجتمع المدني.

3/ توزيع عادل للثروة:

العمل على توزيع عادل للثروة ، وتقليص الفوارق الإجتماعية.

4/ تنويع الإقتصاد:

يجب تنويع الإقتصاد ، والحد من الإعتماد على القطاعات التقليدية.

5/الإصلاح السياسي:

إجراء إصلاحات سياسية جوهرية ، تعزز المشاركة السياسية وتضمن تمثيلية جميع الفئات الإجتماعية.

6/ بناء دولة المؤسسات:

تعزيز سيادة القانون وبناء دولة المؤسسات ، حيث تسود المساواة والعدالة.

الذلقراطية هي تحد كبير يواجه المغرب ، ويتطلب تظافر جهود جميع القوى الحية في المجتمع لمواجهته ، وعليه وجب العمل على بناء دولة قوية وعادلة ، تحترم حقوق الإنسان وتضمن الرخاء للمواطنين على حد سواء.. هذا إن كنا فعلا نؤمن:

{بالله ورسوله واليوم الآخر}.

 

✍🏻بقلم:

ذ.هشام الدكاني

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *