تحالفات خارجية تغطي على تفكك داخلي: قراءة في تصريحات نتنياهو وتداعيات تعيين جدعون ساعر
ميثم تركي- المتابع لتصريحات بنيامين نتنياهو الأخيرة تكشف عن نقاط ضعف داخلية في الجبهة السياسية الإسرائيلية يخفيها الاعلام العبري. فبينما يتحدث نتنياهو عن التحالفات الخارجية والنجاحات المحتملة مع دول عربية مثل الإمارات والسعودية، فإن هذه التصريحات قد تكون محاولة للتغطية على الانقسامات الداخلية داخل إسرائيل والتحديات التي تواجهها في الداخل، خاصة بعد تعيين جدعون ساعر في مناصب قيادية.
التصريحات حول “تغيير توازن القوى” تشير إلى محاولة للتركيز على النجاحات العسكرية والسياسية الخارجية لإسرائيل، متحدثاً عن تحالفات جديدة قد تتشكل نتيجة لما يسميه “انتصارات إسرائيل” على مختلف الجبهات، لا سيما مع استمرار العمليات ضد حزب الله وتوجيه ضربات استراتيجية في المنطقة.
في هذا السياق، يبدو تعيين جدعون ساعر في الحكومة إشارة إلى التحديات الداخلية التي تواجه حكومة نتنياهو.
ساعر، الذي ينضم دون اتفاق ائتلافي واضح، يمثل جزءًا من جبهة سياسية منقسمة، حيث كان من أبرز معارضي نتنياهو في السابق.
انضمامه يسلط الضوء على ان حكومة نتنياهو تسعى إلى ضرورة التكاتف الداخلي لمواجهة الأزمات المتعددة التي تواجه إسرائيل، كما هو واضح من تصريحاته التي تشير إلى أن البلاد تواجه “حربًا شرسة على سبع جبهات”.
الترحيب بانضمام ساعر من قبل شخصيات مثل بن غفير وسموتريتش يعكس محاولة لاحتواء الانقسامات الداخلية، في وقت تبدو فيه التحديات الأمنية ملحة، ولكن غياب اتفاق ائتلافي قد يشير إلى هشاشة هذا التفاهم السياسي.
تصريحات ساعر عن “الأيام الصعبة” المقبلة تؤكد أن التحالفات الداخلية ليست مستقرة بشكل كامل، وأن التحديات قد تزيد من الضغط على الجبهة السياسية الداخلية، مما يهدد بتفكك محتمل إذا لم يتم التعامل مع هذه التحديات بحذر.
في النهاية، تصريحات نتنياهو وساعر تعكس حالة توتر بين النجاحات الخارجية التي تسعى الحكومة الإسرائيلية للترويج لها، مقابل الجبهة الداخلية التي لا تزال تعاني من الانقسام وعدم الاستقرار، مما يثير التساؤلات حول قدرة الحكومة على الاستمرار في ظل هذه الضغوط المتزايدة.