نبض الحروف في مرافئ الغياب
جعفر خضّور- في ظلال الصمت وفي قلب جرح فلسطين النابض، وقفَ يحمل بين كلماته بلسمًا للآلام، وعزيمةً لا تلين.
“نبض الحروف في مرافئ الغياب”..
شعّ هذا الوجه بالثبات، أمسكت يداه النديتان يد غزة الجريحة، طبطب على قلبها الحزين: بأنّ الصبح آتٍ آت.
أشار بإصبعه، فهتكَ حجاب الشمس على (تل أبيب) دماً
عزّةٌ وغزّة في نفسه، مستقبلها في ثباته، وضماد طفلها المكلوم وعداً صادقاً جرى على لسانه، بأنّ النصر آتٍ لا محال.
جميلُ المُحيّا، كريمُ الخِصال، كأنّه قمر بني هاشم في الظلام.
عطاشى نحن سيّدي، وسدُّ الرمقِ فصلُ الخِطاب.
ونبض القلوب… انتظارٌ، انتظار،
سيّدي، لكنّك اتحدت مع الشمس، وأضأت طريق القدس من بعدك بشقائق النعمان غبت وما زال صوتك مرشد الأحرار، رحلت ولكن الولاية لم تزل، رحلت ولكن المقاومة شِعاعُ ابتسامتك تقهر العدوان.
وصدى صوتك دليلُ المجاهدين:
الجوابُ ما ترَوْنَ لا ما تَسمعون، وإنَّ ما سترونَه عظيم.
رحل صادق الوعد بلا ميعاد..
والساعةُ حَزنى تبكيكَ خامستُها..
خفقُ الفاقدين أليمٌ في كوؤس لياليهم.
يا صادقَ الوعد: أحبّك الوعد.. كيف لا وصوتك صوتُ الشهيد من الجِنان يعبرُ بشوقهِ إليكَ، هو حُبُّ النّور للنّور. يا حبيب القلوب: سلّم على هادي وعباسَ وفؤادَ وعمادَ والعابرين… وضمّد جُرحنا بحبّك المنشور.. فملحهُ الحنين ورجعُ صداه الأنين.
يا سيّد: تليقُ به الشهادة،
عِشتَ شهيداً.. ورجعتَ شهيداً
بدأت حَسنٌ واختتمت بنصر الله. وأرسلت عينيكَ للفجر كالمدى، طهارةُ الفجرِ في المدى…
ضاحكاً مستبشراً خالداً أبدا.
فإلى اللقاء، يا وعد الله الصادق، فقد آن للشهادة أن تلاقيك.