حكاية فرحانة !!
الكاتب الصحفي والمحلل السياسي العارف بالله طلعت- المجاهدة السيناوية فرحانة سالم كانت مهمتها اختراق المعسكرات الإسرائيلية ومعرفة المعلومات وتصوير الخرائط وكانت مهمة صعبة وكانت تنقش البيانات والأرقام على الرمل ثم تقوم برسمها على قطع من القماش بخيوط وبعدها تقوم بوصلها بجلبابها البدوي. وساعدها فى ذلك طبيعة الزي السيناوي وهو ما مكنها من التنقل بين ثكنات العدو ومخيماته بـ (بؤجة) تحمل بها بعض الأقمشة التي قررت أن تبيعها للأعداء وفي رحلة العودة كانت ترصد أعدادالمعدات الإسرائيلية والنقوش المرسومة عليها عبر الحفظ في الذاكرة لعدم إجادتها القراءة والكتابة والنقل عن لسان الفدائيين في سيناء الرسائل إلى القيادات الأمنية في القاهرة .
وإستطاعت فرحانة سالم الحصول على خريطة مطار (الدورة) الذي خطط لبنائه اليهود؛ وكانت من أكبر العمليات الاستخباراتية التي سطرتها مصر ضد العدو اليهودى من خلال السير على الأقدام إلى منطقة (الدهيشة) وكانت تقوم بإخفاء آثار أقدامها مرة بجريدة ومرة بجلد ماعز.
كما تمكنت من تصوير أحد أهم القواعد الإسرائيلية في (كامب ياميت) وكانت من المهام الصعبةوقد تعرضت القبض عليها من قوات الإحتلال الإسرائيلي أكثر من مرة.وتم إحتجازها بمكتب مظلم وعرض عليها الضابط الإسرائيلي 100 طلب مقابل معلومة واحدة عن مكان عطية سالم قائد المجموعة وقتها فرفضت الاعتراف بشىء وتم الافراج عنها بعد فترة من الوقت. وكانت فرحانة سالم تخبر المجاهدين في سيناء بنجاح مهمتها في كل مرة عن طريق إرسال برقية لأحد برامج الإذاعة المصرية وكنت تقول في رسالتها : ( أنا أم داود .. أهدي سلامي إلى إخواني وأخواتي في الأراضي المحتلة) وكانت الأفراح تعم ربوع القبيلة عند سماع هذه البرقية في سيناء ويقوم المجاهدون بتوزيع الحلوى إبتهاجاً بنجاح العملية.