حملة مقاطعة إسرائيل تتعاظم 

مريم سليم/ باحثة سياسية عراقية- مقاطعة إسرائيل هي الكلمة التي لاقت مؤخرًا الكثير من الزيارات على شبكات التواصل الاجتماعي، وذلك في ضوء الأعمال الإجرامية التي يقوم بها الاحتلال.

واخذ هذا الشعار مجده بعد أن أعلنت فرانشيسكا ألبانيز (المقررة الخاصة لمجلس حقوق الإنسان المعنية بحالة حقوق الإنسان في الأراضي المحتلة) أنه وفقا للأدلة المتوفرة يمكن إثبات جريمة الإبادة الجماعية التي ارتكبها الصهاينة.

وأعلنت هذه المقررة الخاصة أن الطريقة الوحيدة للتعامل مع إسرائيل الآن هي فرض عقوبات على هذا البلد.

ونظرا لأن الاقتصاد الإسرائيلي من بين الاقتصادات القائمة على عائداتها من الأسواق العالمية، يبدو أن الحل الوحيد الحالي لوقف إسرائيل هو استخدام اداة العقوبات.

الا ان الواقع مغاير لمقررات حقوق الانسان، اذ اثبتت تجربة حرب غزة على مدار عام أن الحكومات لم تستمر في توفير الاحتياجات الأساسية لتل ابيب فحسب، إنما تقوم بعض الحكومات، مثل ألمانيا وأمريكا، بإرسال أسلحة مباشرة إلى إسرائيل، كما تساعد بعض الحكومات، مثل تركيا، صناعة الأسلحة في إسرائيل من خلال تصدير الصلب، وذلك عدا عن المساعدات الاقتصادية لإسرائيل في مجالات أخرى مثل الملابس والأغذية ومستحضرات التجميل.

لكن ما جعل شعوب العالم واعية خلال الحرب هي ضرورة التعامل بعفوية مع الحكومة الإسرائيلية. في الآونة الأخيرة، وفي تحرك شعبي تمامًا، رفض عمال نقل الحاويات في ميناء بيريوس (الموجود في أثينا) تحميل الحاويات التي جاءت من مقدونيا الشمالية وتحتوي على ذخيرة وكانت على وشك التوجه إلى حيفا.

وعرقلة هؤلاء العمال دفعت المؤسسات الأمنية إلى التدخل والمطالبة بنقل هذه الشحنة عن طريق الضغط، إلا أن هذا الموضوع أثار احتجاجا كبيرا.

وردد المتظاهرون شعارات مناهضة لحلف الناتو والكيان الصهيوني والاتحاد الأوروبي وأعلنوا: عمال هذا الميناء لن تتلطخ أيديهم بدماء الأبرياء في غزة.

أثارت هذه القضية ردود فعل كثيرة مثيرة للإعجاب في اليونان وضغط الناس على الحكومة لوقف تعاملاتها المالية مع حكومة إسرائيل الاجرامية.

وفي هذا الصدد، أعلنت نقابة عمال ENDEP التابعة للحزب الشيوعي اليوناني: “لن نسمح لأي شحنة حربية بمواصلة الإبادة الجماعية بحق الشعب الفلسطيني من ميناء بيريوس واستخدامها لقتل النساء والأطفال الفلسطينيين واللبنانيين، وأضاف “ميناء بيريوس ليس مكانا لتغذية الجزارين الذين يفتكون بالشعبين الفلسطيني واللبناني”.

كما حذر الاتحاد الحكومة اليونانية من أن أي تدخل يوناني في الحرب الاسرائيلية والخطط الإمبريالية الأمريكية قد يجعل هذا البلد وميناء بيريوس هدفًا لإجراءات انتقامية.

كما كان رد فعل نقابة العمال الفلسطينيين المقيمين في اليونان إيجابيا على هذا الحادث. وقال رئيس الدائرة الدولية لهذه النقابة إنه يثمن مبادرة عمال ميناء بيريوس وأكد أننا نستمد القوة والاستقرار من نضالكم ودعمكم وتضامنكم، وأن الأمل الوحيد للفلسطينيين يكمن في شعوب العالم، وليس حكوماتهم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *