الصدّيق حفتر: لمزيد من التضامن والوحدة بمناسبة اليوم الدولي الإنساني
أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة في 17 مارس 2006، التضامن باعتباره أحد القيم الأساسية والعالمية التي ينبغي أن تقوم عليها العلاقات بين الشعوب في القرن الحادي والعشرين، وقررت إعتبار تاريخ 20 ديسمبر من كل عام يومًا دوليًا للتضامن الإنساني.
وكانت إستبقت هذا القرارفي فبراير 2003، بقرار آخر قضى بإنشاء صندوق التضامن العالمي بوصفه صندوقًا استئمانيًا يهدف إلى القضاء على الفقر وتعزيز التنمية البشرية والإجتماعية في البلدان النامية، ولا سيما بين القطاعات الأكثر فقرًا من سكانها. إن الحديث عن اليوم العالمي أوالدولي للتضامنالإنساني، لا شك بأنه يُشكل مناسبة لمعاينة الأثرالعميق للتضامن الإنساني ودوره في تعزيزالتغييرالإيجابي في جميع أنحاء العالم.
ولعل الإحتفاء بهذه المناسبة يُذكرنا بأهمية الوحدة والتعاطف والعمل الجماعي في مواجهة التحديات العالمية، كما يدعونا للتعمق في أهمية التضامن الإنساني وكيف يمكن أن يلعب دورًا محوريًا في تشكيل عالم أكثر تعاطفاً وترابطًا.
إن التضامن الإنساني هو المسؤولية المشتركة للأفراد والمجتمعات والأمم للعمل معًا لمعالجة القضايا المشتركة مثل الفقر وعدم المساواة وتغيرالمناخ والأزمات الإنسانية.
كما أن اليوم الدولي للتضامن الإنساني، يثشجع العمل الجماعي باعتباره قوة دافعة للتغيير الإيجابي، سواء كان الأمر يتعلق بالدفاع عن العدالة الإجتماعية، أو دعم الجهود الإنسانية، أوتعزيز التنمية المستدامة.
ومن خلال الاعتراف بإنسانيتنا المشتركة، يمكننا معالجة القضايا والأزمات بشكل جماعي ومنها الأزمات البيئية إلى الفقر والكوارث، وتعزيز القدرة على الصمود وبناء الأساس لمستقبل أفضل.
ونحن في ليبيا، ومن منطلق سعينا وعملنا الدائم لبناء مستقبل أفضل لبلدنا وللأجيال القادمة، نعتبر أن هذه المناسبة والإحتفاء بها يجب أن تدفعنا جميعاً إلى تشجع المبادرات المحلية والعمل التطوعي والمشاريع المجتمعية التي تلبي إحتياجات محددة وتساهم في الرفاه العام للمجتمع، حيث يمكن من خلال الجهود الشعبية، للأفراد إحداث تأثير كبير داخل مجتمعاتهم، وإنشاء شبكة من الدعم والتعاون.
إن دورالعمل الإنساني في تعزيز التضامن له دو رفعال في ترجمة التعاطف إلى أعمال ملموسة، وتوفر الجهود الإنسانية قناة يستطيع الأفراد والمنظمات من خلالها التعبيرعن التزامهم المشترك بتخفيف معاناة المحتاجين، كما أن إنسانيتنا المشتركة توحدنا وتقدم المبادرات الإنسانية الإغاثية الفورية، وتساهم أيضًا في تنمية المجتمعات المحلية وقدرتها على الصمود على المدى الطويل.
ومن المفترض أن يُشكل الإحتفال باليوم العالمي للتضامن الإنساني، مناسبة لتعزيزوحدتنا في إطار التنوعوللتذكير بضرورة إحترام الإتفاقات الدولية ورفع مستوى الوعي العام وتشجيع النقاش حول سبل تعزيز التضامن لتحقيق الأهداف الإنمائية ولا سيما القضاء على الفقر وتشجيع المبادرات في هذا المجال.
إننا ندعو بهذه المناسبة الإنسانية العالمية إلى المزيد من التضامن والوحدة بين شعوب العالم، ونخص شعبنا الليبي الحبيب الذي يتطلع إلى تجاوز ما مر به من أزمات.
كما اننا نؤكد على التعاون الدائم والمستمر مع كل المؤسسات المعنية بالعمل الإنساني محلياً وإقليميا ودولياً، من أجل نهضة ورفعة وتقدم المجتمعات التي تُعاني من أزمات ومشاكل.