
حفتر لنبذ الانقسامات الداخلية وتعزيز الهوية الوطنية
تُعدّ الهوية الوطنية الركيزة الأساسية التي تجمع الشعوب، فهي تُمثل تلك القيم والمبادئ التي تعزز الولاء للوطن والشعور بالفخر بالتراث الثقافي والتاريخي. ومع تزايد العولمة والتنوع الثقافي، بات من الضروري تعزيز الولاء الوطني للحفاظ على التماسك الاجتماعي وتعزيز الوحدة الوطنية.
تُسهم الهوية الوطنية في توحيد الفخر الوطني فيكتسب الأفراد إحساسًا أكبر بالفخر بوطنهم، ما يؤدي إلى دعم التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويساعد الولاء للوطن في الحفاظ على التراث الثقافي والتاريخي.
على الرغم من التحديات التي تواجهها ليبيا، إلا أنّ الهوية الليبية تتمتّع بإمكانيات كبيرة للصمود والازدهار، لأنّ الشعب الليبي لديه وعي عميق بأهمية الحفاظ على هويته الوطنية ويسعى جاهدًا لبناء دولة موحّدة تُحافظ على ثقافته وتقاليده.
ويتطلّب الحفاظ على الهوية الوطنية جهودًا متعددة بدءًا من الثقافة والتعليم، مرورًا بالسياسة والاقتصاد، وصولًا إلى الوحدة الوطنية التي يطمح إليها الشعب الليبي بكافة مكوّناته. بيد أن الحفاظ على الهوية يتطلب أمورًا عدّة منها تعزيز الوحدة الوطنية، والتركيز على تاريخ ليبيا المشترك والثقافة الوطنية وعلى الدين كأساس لهوية جامعة. ويشدّد الدكتور الصدّيق حفتر على “العمل على تجاوز الهويات الفرعية القبلية والمناطقية لصالح هوية وطنية شاملة، وضرورة دعم اللغة العربية كلغة رسميّة مع الحفاظ على اللغات المحلية كالأمازيغية كنوع من التنوع الثقافي”.
وإذا كان الحفاظ على المواقع الأثرية مثل لبدة الكبرى وصبراته، يعتبر رمزًا للهوية الوطنية، فلا بدّ أيضًا من إحياء المناسبات الوطنية وتنظيم احتفالات بالأعياد الوطنية في المدارس وكلّ المؤسسات الوطنية والخاصة.
وفي هذا الصدد، يُركّز الدكتور حفتر على “إطلاق حملات توعية عبر الإعلام لنبذ الانقسامات الداخلية وتعزيز الوعي بالهوية الوطنية، ودعم الأدباء والمؤرّخين لكتابة كتب وقصص عن ليبيا، وتضمين المناهج التعليمية موادَّ تُؤكّد على تاريخ ليبيا وثقافتها والتمسك بهويتنا الوطنية، وتعليم الأطفال منذ الصغر قيم التسامح وقبول التنوع وحبّ الوطن”.
وإلى جانب ذلك، لا بدّ أيضًا من تنمية الاقتصاد المحلي، عبر دعم المنتجات المحلية والصناعات التقليدية التي تعكس الهوية الوطنيّة والترويج للسياحة التي تُبرز التراث والتاريخ الليبي، كلّ ذلك يتطلّب تعاونًا بين الأفراد والحكومة لتعزيز القيم المشتركة وبناء دولة قويّة ذات هويّة راسخة ومستدامة.
بالمحصّلة، الهوية الوطنية تعكس ثقافة وتاريخًا وقيمًا مشتركة، ومن الضروري العمل على تعزيزها في نفس الأجيال الناشئة، تلك ليست مجرد مسألة ثقافية، بل تعتبر بمثابة استثمار في المستقبل يسهم في بناء مجتمع متماسك وفخور بجذوره.