
تحركات دبلوماسية قطرية مكثفة: تنسيق مع روسيا، وانفتاح على سوريا ولبنان وسط تحفظ أمريكي
في ظل تطورات إقليمية ودولية متسارعة، تبرز قطر كلاعب رئيسي على أكثر من جبهة. من زيارة أميرها إلى موسكو لبحث الأزمات العالمية، إلى تأكيد دعمها لاستقرار لبنان وسوريا. تحركات قطرية تتقاطع مع قضايا حساسة على مستوى المنطقة والعالم.
زيارة بوتين: الأزمات العالمية والتنسيق القطري – الروسي
أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيستقبل أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني يوم غد الخميس 17 أبريل في موسكو، في لقاء محوري يناقش أزمة أوكرانيا وعدداً من القضايا الإقليمية. ولفت بيسكوف إلى أن “منطقة الشرق الأوسط مليئة بالتوترات، وقطر تلعب دوراً كبيراً ومهماً للغاية في محاولات حل العديد من المواقف”.
بدوره، أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري، أن توقيت الزيارة “حساس بالنسبة للعالم وليس للمنطقة فقط”، مشيراً إلى “بوادر حرب تجارية، وأزمات متكرسة تزداد سوءاً في مناطق مثل غزة، وسوريا، ولبنان، والتوغل الإسرائيلي في كل من سوريا ولبنان”.
الدوحة: استقرار لبنان أولوية، واستعداد قطري للدعم
في موازاة التحرك على المستوى الدولي، شدد أمير قطر خلال لقائه الرئيس اللبناني جوزاف عون في الدوحة على أهمية استقرار لبنان، معبراً عن استعداد بلاده لتقديم الدعم في مجالات الكهرباء والطاقة، وأي قطاع آخر، إضافة إلى استمرار دعم الجيش اللبناني. وجاء اللقاء ضمن زيارة رسمية للرئيس اللبناني، وركزت المحادثات على الوضع في جنوب لبنان، وتطبيق القرار 1701، والخروقات الإسرائيلية المتكررة، إلى جانب أهمية حصرية السلاح بيد الدولة.
مرحلة جديدة من التعاون القطري – السوري: دعم إنساني وانفتاح سياسي
أكد القائم بالأعمال في السفارة القطرية بدمشق، خليفة عبدالله آل محمود، أن زيارة الرئيس الشرع إلى الدوحة تمثل “خطوة نحو مزيد من الانفتاح والتنسيق بين البلدين”، وتشكل مدخلاً لتعزيز التعاون في ملفات سياسية، اقتصادية، وإنسانية.
وأوضح آل محمود أن قطر ما زالت حاضرة بقوة في القطاع الإنساني السوري، ولا سيما في مجالات التعليم، الصحة، والإغاثة، مع اهتمام متزايد بدعم التعافي الاقتصادي المبكر، بما يسهم في تعزيز الاستقرار وتخفيف معاناة السوريين. كما شدد على أن عودة التمثيل الدبلوماسي جاءت بعد “تقييم دقيق لتطورات المرحلة”، وهي خطوة عملية لتقريب وجهات النظر وخلق أجواء حوار بنّاء.
وأشار إلى أن البلدين دخلا “مرحلة جديدة من التعاون تقوم على الوضوح والثقة”، وأن العلاقات الثنائية تستند إلى “روابط تاريخية وأخوية راسخة”، مع تطلعات لبناء مرحلة من الاستقرار والشراكة.
لبنانياً… خطوة لإعادة تأهيل مطار بيروت
أعلن وزير الأشغال اللبناني فايز رسامني عن انطلاق مشروع إعادة تأهيل طريق مطار بيروت، مؤكداً أن المشروع يمثل “وجه لبنان” وأن تنفيذه سيتم خلال شهرين أو ثلاثة كحد أقصى. وشدد على أهمية التعاون بين القطاعين العام والخاص، مشيراً إلى العمل على إنشاء هيئة ناظمة للطيران المدني والمرافئ.
من جانبه، أكد رئيس الحكومة نواف سلام على أهمية الجانب الأمني للطريق، فيما لفت رئيس مجلس إدارة شركة “طيران الشرق الأوسط”، محمد الحوت، إلى أهمية هذه المبادرة في المرحلة الجديدة التي دخلها لبنان بعد انتخاب رئيس جديد وتكليف حكومة.
العلاقات القطرية – الروسية: شراكة تاريخية، وتعاون في الطاقة
وكان المتحدث باسم الخارجية القطرية، قد شدد يوم أمس الثلاثاء 15 أبريل على عمق العلاقات القطرية – الروسية، الممتدة منذ عام 1988، لا سيما في قطاع الطاقة.
وأكد الأنصاري أن قطر وروسيا من أكبر مصدري الغاز في العالم، وأن هناك أهمية متزايدة للتعاون بينهما في إطار منظمة الدول المصدرة للغاز والأسواق العالمية. كما لفت إلى أن البلدين يتشاوران باستمرار حول ملفات حساسة مثل أوكرانيا، فلسطين، سوريا، ولبنان.
وكانت مصادر صحفية لبنانية قد نقلت عن “مصادر دبلوماسية عربية” أن “الأمريكيين أبلغوا دولاً خليجية بينها قطر والسعودية بضرورة عدم تقديم أي دعم مالي للبنان وسوريا في المرحلة الحالية”.