تحت دخان الغارات: ماذا تخفي الضربة الإسرائيلية قرب القصر الرئاسي في دمشق؟

شهدت العاصمة السورية دمشق فجر اليوم، الجمعة 2 مايو 2025، تصعيدًا عسكريًا لافتًا، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات جوية استهدفت منطقة قريبة من القصر الرئاسي، وفقًا لما أكده الجيش الإسرائيلي عبر بيان رسمي.

وأوضح المتحدث باسم الجيش أن الغارات تأتي في سياق “رسالة واضحة” إلى الحكومة السورية، محملاً إياها مسؤولية حماية الأقلية الدرزية في البلاد، في ظل تصاعد التوترات الأخيرة جنوب دمشق.

تفاصيل استهداف دمشق فجرا

بحسب التصريحات الإسرائيلية، استهدفت الضربات منطقة مجاورة للقصر الرئاسي، دون تحديد دقيق للمواقع المستهدفة أو تقديم تفاصيل عن حجم الأضرار. وتحدث شهود عيان عن سماع دوي انفجارات عنيفة تزامنت مع تحليق مكثف للطائرات الحربية في أجواء العاصمة، وسط أنباء عن تفعيل الدفاعات الجوية السورية للتصدي للصواريخ الإسرائيلية.

في المقابل، لم تصدر الحكومة السورية حتى الآن أي بيان رسمي يوضح طبيعة المواقع المستهدفة أو حجم الخسائر، مكتفيةً بتأكيد تصدي الدفاعات الجوية “لأهداف معادية” دون تقديم معلومات إضافية.

وتُعدّ هذه الغارات من أبرز العمليات التي تستهدف مناطق قريبة من مؤسسات سيادية رفيعة المستوى، ما يعطيها بعدًا رمزيًا ورسالة سياسية تتجاوز البعد العسكري التقليدي.

خلفيات التصعيد الإسرائيلي تجاه دمشق

تأتي هذه الغارات في أعقاب تحذيرات متكررة أطلقها وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي شدد على أن بلاده “لن تقف مكتوفة الأيدي” تجاه ما وصفه بـ”الاعتداءات على أبناء الطائفة الدرزية في سوريا”. وأضاف أن إسرائيل ترى في الحكومة السورية طرفًا مسؤولًا عن حماية هذه الأقلية، مؤكدًا أن تل أبيب ستتدخل إذا لزم الأمر لمنع المساس بالدروز.

وكانت مناطق جنوب دمشق، خصوصًا في جرمانا وأشرفية صحنايا، قد شهدت خلال الأيام الماضية اشتباكات مسلحة أسفرت عن سقوط ضحايا بين المدنيين وعناصر الأمن العام السوري، الأمر الذي أثار قلقًا في الأوساط الإسرائيلية بالنظر إلى وجود تجمعات درزية بارزة في تلك المناطق.

تصاعد التوتر الإقليمي بعد استهداف دمشق

تعكس الغارات الإسرائيلية الأخيرة تصاعدًا لافتًا في التوتر الإقليمي، الذي تتداخل فيه عدة ملفات متشابكة. ففي الوقت الذي تواصل فيه إسرائيل تصديها لنفوذ إيران وحلفائها داخل الأراضي السورية، تتزايد المؤشرات إلى أن أي شرارة محلية قد تتحول إلى صدام أوسع، خاصة في ظل انشغال القوى الدولية بملفات أخرى، مثل الحرب في أوكرانيا وتصاعد التوتر مع الصين.

كما يأتي التصعيد الإسرائيلي بالتوازي مع استمرار العمليات العسكرية في قطاع غزة، حيث تواجه إسرائيل تصعيدًا مستمرًا من فصائل الحركة الفلسطينية، مما يدفعها إلى محاولة ضبط الجبهات الأخرى وعدم السماح لأي فراغ أمني قد يستغله خصومها الإقليميون.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *