
أزمة المياه تضرب الزراعة… والمزارعون يناشدون الدولة لإنقاذ ما تبقّى
في ظل الجفاف القاسي الذي خيّم على البلاد نتيجة ندرة الأمطار والثلوج في فصل الشتاء المنصرم، يواجه القطاع الزراعي واحدة من أسوأ الأزمات في تاريخه الحديث. فقد تراجعت بشكل حاد كميات المياه السطحية والجوفية، ما أدّى إلى جفاف الآبار وتلف آلاف الأشجار المثمرة، فضلاً عن دمار شبه كامل لمحاصيل الخضار والحبوب.
ورغم معرفة الجهات الرسمية بحجم الكارثة، يُمنع المزارعون في عدة مناطق من حفر آبار جديدة أو حتى تنظيف وصيانة الآبار القديمة التي جفّت أو امتلأت بالترسّبات، وذلك بذريعة القوانين والأنظمة التي لا تُراعي الظروف الاستثنائية الحالية. هذا الواقع دفع الكثير من المزارعين إلى ترك أراضيهم، بينما وجد آخرون أنفسهم في مواجهة الإفلاس، بعدما خسروا مواسمهم كاملة.
في ضوء هذا الانهيار المتسارع، يرفع المزارعون صرختهم إلى المعنيين في الدولة، مناشدين السلطات المختصة التحرّك السريع واتخاذ إجراءات طارئة تسمح بحفر وتنظيف الآبار، وتوفير الحد الأدنى من الدعم المائي والتقني، كي لا يتحوّل الموسم الزراعي إلى كارثة وطنية تهدد الأمن الغذائي للمواطنين.
فما يحدث ليس مجرد أزمة زراعية، بل هو أزمة معيشية واجتماعية بكل معنى الكلمة، تستدعي تحركًا فوريًا واستثنائيًا من قبل وزارة الزراعة ووزارة الطاقة والمياه، والبلديات والجهات الأمنية، لرفع القيود عن المزارعين وتمكينهم من إنقاذ أراضيهم وما تبقّى من محاصيلهم.



